هي قمة الكرة تأتي في نهاية العام ونحن نستعد لعام جديد فهي إذن قمة رأس السنة.. وهي أيضاً قمة البرد الشديد الذي نعيشه هذه الأيام.. وهي الختام.. ختام الدور الأول.. وختام السنة الميلادية.. إذن فهي قمة علي كل لون. الليلة موعدنا مع لقاء جديد من المباراة الأهم في تاريخ الدوري وهو القمة 113 في تاريخ الناديين بالدوري.. هذا اللقاء الذي نبحث عن موعده دائماً مع بداية كل موسم.. كثيراً ما يأتي في ختام دور كما هو الحال اليوم الذي سيكون ملعب بتروسبورت هو المسرح الذي يؤدي فيه اللاعبون أدوارهم بداية من السابعة مساء.. أو يأتي في منتصف الدور أو أي أسبوع آخر.. كل من الفريقين جمع ما استطاع ان يجمعه من نقاط قبله في البطولة الأهم وهي الدوري.. ثم حشد كل أسلحته من أجل البطولة الخاصة وهي المواجهة بينهما التي تأتي غالباً الأقوي. هي قمة الاستفادة والافادة.. لأنها الترمومتر الذي يقيس من خلاله المنتخب مستوي لاعبيه الذين سيختارهم لما هو أت بعد أيام من الان عند مشاركته في البطولة الأفريقية التي يعود إليها بعد غياب ثلاث بطولات متتالية.. الاستفادة للفريقين من نقاطها التي يمكن ان يضيفها أي منهما الي رصيده ليدعم موقفه في جدول المسابقة.. واستفادة المنتخب من المباراة التي يعتبرها احدي المباريات التي يمكن ان ترفع مستوي لاعب أو آخر قبل الإعلان الرسمي والأخير للتشكيلة التي سيدافع بها عن لقب أفريقي ضائع منذ سبع سنوات في الجابون. وليتها بعد كل ذلك تخرج قمة بمعني الكلمة.. نشعر بدفء مستواها وإثارتها في عز البرد الذي يلقي بلادنا حالياً. بالأرقام بالأرقام الأهلي يدخل المباراة وهو في صدارة البطولة ورصيده 42 نقطة أما الزمالك فيأتي ثالثاً برصيد 34 نقطة ولديه مباراتان مؤجلتان. وبحسابات الأرقام فان الفريقين هما الوحيدان في الدوري اللذين لم يتذوقا طعم الخسارة في أي مباراة فالأهلي لعب 16 مباراة فاز في 13 وتعادل في ثلاث.. والزمالك لعب 14 مباراة فاز في 10 وتعادل في 4.. أي في حالة فوز أحدهما ستكون الخسارة للآخر هي الأولي له. وبحسابات الأرقام أيضاً فان المباراة تهم الزمالك بالدرجة الأولي لأن فوزه اليوم مع تحقيق الفوز أيضاً في المؤجلتين يعني أنه سيقفز فوق الأهلي بفارق نقطة يحتل بها الصدارة ويبعد الأهلي عن القمة التي تربع عليها منذ بداية المسابقة تقريباً. نفس الأمر بالنسبة للأهلي الذي يريد ان يؤكد صدارته ويضيف النقاط الثلاث التي تضمن له الاستمرار علي القمة حتي لو تمكن الزمالك من الفوز بمباراتيه المؤجلتين فان فوزه يؤمن له صدارته ويزيد الفارق الي خمس نقاط ليعلن نفسه بطلاً لنصف الموسم ويبقي النصف الآخر مع نهاية المسابقة. ثم يبقي الحل الأوسط وهو التعادل الذي يبقي الوضع علي ما هو عليه حيث سيضيف كل فريق نقطة الي رصيده ويبقي الفارق كما هو 8 نقاط لصالح الأهلي الي ان يلعب الزمالك مؤجلتيه إذا فاز بهما سيقلص الفارق الي نقطتين فقط ويبقي الأهلي علي القمة كما هو. فكر مصري المباراة أيضاً يقودها جهاز مصري خالص للفريقين وهي من المرات المعدودة التي تكون فيها القمة بفكر مصري بعيداً عن الأجانب بعدما فضل كل منهما -بحكم الدولار- ان تسند المهمة لأبناء الناديين. ومن منطلق الحسابات فقد أعد حسام البدري ومحمد حلمي المديران الفنيان عدتهما للوصول الي ما يريده كل منهما بعيداً عن أي شد وجذب شهدته المباراة قبل أيام من انطلاقها من شائعات التأجيل أو عدم التأجيل.. ونقلها الي برج العرب أو عدم نقلها.. حلمي والبدري فضلا الابتعاد عن تلك الأجواء حتي لا يتأثر اللاعبون بها وسارت الاستعدادات علي قدم وساق للوصول الي قمة الإعداد الفني والبدني والنفسي. المباراة بالنسبة للزمالك ثأرية لعدد كبير من مباريات الفريقين في الدوري تصل الي عام 2007 آخر مرة فاز فيها الزمالك في القمة بهدفين وقت ان لعب الأهلي بتشكيل من الاحتياط بعدما ضمن التتويج بالدوري وكان البدري مدرباً عاماً وقتها وقاد الفريق بدلاً من البرتغالي جوزيه الذي انتهز الفرصة وحصل علي اجازة.. ومنذ ذلك التاريخ لم يفز الزمالك علي الأهلي في الدوري وان كان حقد حقق الفوز عليه في نهائي الكأس مرتين. الزمالك يريد ان يكسر النحس الذي يلازمه والذي اصبح عقدة السنوات العشر. يريد أيضاً ان يضمن ان الفارق سيقترب به ويصبح خمس نقاط بدلاً من 8. يسعي لتأكيد زحفه وان فوزه علي الانتاج ومن بعده الشرقية -وإن كانا باهتين- إلا انهما جاء لظروف خاصة للغيابات والاصابات. المباراة تحد من طراز فريد لمحمد حلمي المدير الفني للأبيض الذي يقع علي كاهله مسئولية إيقاف تفوق الأهلي طوال السنوات الماضية بعدما فشل في ذلك ختام الموسم الماضي واكتفي بالتعادل فقط وقت ان كان الهولندي يول مديراً فنياً للأهلي. أما المباراة بالنسبة للأهلي فتعني تكريس العقدة لدي منافسه واستمرار تفوقه عليه في الدوري وهي البطولة الأهم بالنسبة له. توسيع الفارق والحفاظ علي سجل الخسائر خالياً والاقتراب من الاحتفاظ باللقب. وتعتبر المباراة تحدياً خاصاً لحسام البدري- وهو الرجل الأول في الجهاز- الذي لم يخسر أمام الزمالك في ولايتيه السابقتين منذ أن خسر علي يديه عندما كان مدرباً عاماً.