أقنعة ديكارت العقلانية تتساقط كتاب جديد للدكتور محمد عثمان الخشت صدر عن هيئة قصور الثقافة. الكتاب يحاول أن يجيب عن الطرح الإشكالي لفلسفة ديكارت منها: هل فلسفة ديكارت فلسفة متشابهة تحتمل أكثر من معني أم أنها فلسفة محكمة الدلالة.. وهل فلسفة ديكارت تنطوي علي مواقف غير واضحة ومتميزة أم فلسفة تعطي نموذجاً للفكر الواضح والمتميز وأيضاً هل فلسفة عقلانية أم لاهوتية وغيرها من الأسئلة التي يسعي الكتاب لمحاولة الإجابة عنه خاصة ان ديكارت يعد من بين الفلاسفة الذين أثاروا نوعاً من الجدل في تاريخ الفلسفة بالرغم من المقولة الشائعة عنه من كونه فيلسوف الوضوح والتميز والعقلانية الخالصة. يري الكاتب أنه لو كانت هذه المقولة صادقة لما كان ديكارت مثيراً للجدل حول طبيعة موقفه الفلسفي في علاقته بالدين فتعدد التفسيرات وتباينها لأكبر دليل علي أن النسق الديكارتي غير واضح وأن منهجه يتسم بالغموض أحياناً وعدم الصرامة المنطقية في أحيان أخري. بل إن ثمة ثنائية في فلسفة ديكارت تكشف عن تناقضات في مواقفه ومنهجه فالمنطق الذي يحكم المذهب يبدو منطقياً غير عقلاني في كثير من الأحيان حيث نجد المفاهيم اللاهوتية حاضرة في بنية المذهب وتكوينه لدرجة يمكن القول معها إن هذا المذهب محكوماً بالمنطق العقلي. الكتاب يحاول أن يعيد النظر في الفكرة الشائعة عن العلاقة بين الوحي والعقل في التوماوية نتيجة الاشتباه في معني النصوص الديكارتية.