في أواخر السبعينيات من القرن الماضي كانت لي تجربة في "ماسبيرو" حيث كنت وزميلي الراحل بدرالدين أدهم الكاتب الصحفي بالاخبار نتولي إعداد سهرة تليفزيونية اسبوعية للفنان سمير صبري بعنوان "الناس" وذلك بعد النجاح الساحق الذي حققه برنامج "النادي الدولي" وفي إحدي الحلقات استضفنا المستشار مرتضي منصور باعتباره أصغر وكيل نيابة يعد موسوعة قانونية وكانت فكرة البرنامج تتلخص في اختيار شخصية ناجحة في مجال عملها وهذه الشخصية من حقها أن تختار ضيوفها فاختار المستشار مرتضي منصور الفنان محمود عبدالعزيز الذي رحل عن دنيانا أمس وأتذكر هنا تعليق سمير صبري حين وجه كلامه للمستشار مرتضي منصور قائلا "انت اخترت الفنان محمود عبدالعزيز عشان عينه خضرة زيك".. كان الفنان محمود عبدالعزيز وقتها نجما ساطعا يخطو أولي خطواته بعد نجاح مسلسله التليفزيوني "الدوامة".. المهم في تلك الحلقة طلب مني المخرج القيام بمهام مساعد المخرج الذي غاب عن هذه الحلقة وتوجهت بالفعل إلي غرفة "التليسين" للتواصل مع المخرج الذي يتواجد في غرفة "الكنترول" وبعد الانتهاء من تسجيل الحلقة طلب مني المخرج عبر "المايك" السماح بدخول الفنان محمود عبدالعزيز غرفة "التليسين" ليشاهد بنفسه الجزء الخاص به لانه لن يشاهد الحلقة نظراً لسفره إلي اليونان لتصوير أحد أفلامه.. وقتها طبعا كان لا يوجد فيديوهات ولا قنوات فضائية.. وبالفعل صعد الفنان محمود عبدالعزيز من الاستديو إلي غرفة "التليسين" وكنت قد جهزت شريط التسجيل علي الجزء الخاص به وجلس أمامي كالطفل الجميل المبتسم وهو يشاهد نفسه علي الشاشة.. وفي النهاية صافحني شاكراً تسهيل مهمته. كان هذا هو اللقاء الأول والأخير الذي جمعني والفنان الراحل "الساحر" محمود عبدالعزيز.. وبمرور السنوات سطع نجمه خاصة بعد مسلسله الشهير "رأفت الهجان" الذي لايزال يعرض علي الفضائيات ولا يمل أحد من مشاهدته ثم توالت أفلامه الناجحة والمميزة التي جعلت منه فنانا كبيراً من الطراز الأول وعلامة فارقة في تاريخ السينما المصرية مثل أفلام "العار" و"الكيف" و"الكيت كات" و"الساحر" و"اعدام ميت" و"البحر بيضحك ليه" و"جري الوحوش" والكثير غيرها.. رحم الله الفنان "الساحر".. وخالص العزاء لأسرته ولمصرنا الحبيبة التي فقدت فناناً كبيراً موهوباً سيظل حاضراً في ذاكرة السينما المصرية.