لم يعد يعرف أحد ما الذي يحدث هذه الأيام.. فالدنيا ملخبطة. عبارة عن سمك لبن تمر هندي وذلك بعد تعويم الجنيه الذي قيل إنه في مصلحة الفقراء والمواطن محدود الدخل.. ولكن ما يراه الناس الآن هو ارتفاع جنوني في أسعار كل السلع والخدمات بلا استثناء.. وهو ما يجعلنا نتساءل: كيف يكون ارتفاع الأسعار بهذه الطريقة الجنونية في مصلحة المواطن الغلبان؟! فعندما ننظر إلي حال الدولار الذي من أجله قاموا بتعويم الجنيه. نجد العجب العجاب. فأسعاره انخفضت أول يوم فقط. ثم بعد ذلك حلقت في السماء بأسعار لم يكن قد وصل إليها قبل التعويم.. والغريب أن التنافس علي زيادة أسعاره انتقل من محلات الصرافة إلي البنوك. لنتخلص من مافيا السوق السوداء حتي نقع في فخ مافيا البنوك التي أصبحت تتسابق في جذب كل من يملك الورقة الخضراء. فكل بنك يستقبل زبائنه علي طريقة أسعاره الخاصة. ليت جهابذة الاقتصاد خاصة الذين ساهموا وأصدروا قراراً بتعويم الجنيه يشرحون لنا ايجابيات هذا القرار المر الذي نتجرعه فقيراً ومتوسطاً وغنياً.. الفقراء أصبحوا أكثر فقراً ومحدودو الدخل أصبحوا فقراء. والأغنياء وجدوا أنفسهم فجأة من محدودي الدخل.. الذي كان يواجه الحياة ب "العافية" لم يعد يجد هذه "العافية" لدرجة أنه أصبح يخشي الفضيحة بعد أن ينكشف المستور. فإذا حسبناها بحسبة بسيطة نجد أن الموظف الذي يتقاضي ألف جنيه مثلاً أصبحت القيمة الشرائية لراتبه بعد ارتفاع الأسعار 600 جنيه. ويمكن أقل.. قس علي ذلك جميع الموظفين مع تفاوت المرتبات. يا سادة.. كان يجب عليكم قبل اتخاذ قرار تعويم الجنيه. أن تعلموه في البداية كيف يعوم حتي لا يغرق ويأخذ معه المصريين كلهم. * إشارة حمراء الناس متخوفون مما سيحدث بعد غد. بعد دعوة البعض للخروج في مظاهرات يوم 11/11. في ثورة أطلقوا عليها "ثورة الجياع". احتجاجاً علي رفع الأسعار وغيرها من الأسباب. اعتقد أن هذه الدعوة لن تجد لها صدي. فالدولة وان كانت أصبحت قوية. "مش ناقصة فوضي".. فبدلاً من النزول للشوارع والميادين للإثارة ونشر الفوضي من جديد حتي نعود للمربع "صفر" علينا أن نبحث عن حل يخرجنا من هذا المأزق الذي لم نشاهده من قبل.