مات رأفت عبدالشكور حسن الشهير ب "خنوفة" بعد عدة أيام من القبض عليه وايداعه في سجن انفرادي بليمان طره باعتباره شديد الخطورة علي الأمن. وزارة الداخلية أصدرت بيانا علي لسان مصدر أمني مسئول قالت فيه أن "خنوفة" شنق نفسه في الزنزانة مستخدما ملابس السجن في عملية الشنق.. أي أنه مات منتحراً!! خنوفة سبق أن وصفته وزارة الداخلية بأنه بلطجي وأنه هدد حياة المواطنين وخاصة أهالي المنطقة التي يقيم فيها وهي عزبة أبو قرن بمصر القديمة.. وقالت الداخلية أنه هرب من السجن خلال فترة الانفلات الأمني التي أعقبت انطلاق ثورة 25 يناير حيث كان محكوماً عليه بالسجن 10 سنوات في قضية مخدرات. والحقيقة أنني سبق أن كتبت عن موضوع القبض علي خنوفة ووجهت الشكر لرجال الشرطة الذين وضعوا خطة محكمة للقبض عليه.. لكن لم أتوقع أبداً أن ينهي "خنوفة" حياته بهذه البساطة وبهذه السرعة.. وكان خبر انتحاره مفاجأة لي. قد يكون "خنوفة" هذا بلطجيا بالفعل كما ذكرت الداخلية وقد يكون خطراً علي الأمن أيضاً.. لكني أرجو أن تكون الداخلية هذه المرة صادقة فيما ادعته بأنه انتحر شانقا نفسه في الزنزانة.. وإلا فلو كان الأمر غير ذلك فإن ذلك يعني أن الأساليب القديمة مازالت موجودة مما يذكرنا بموضوع الشهيد سليمان خاطر الذي قتل سبعة إسرائيليين. ومات في السجن منتحراً بشنق نفسه كما ادعت الداخلية في ذلك الحين. صحيفة "المساء" أجرت تحقيقاً في المنطقة التي يقيم فيها خنوفة وسألت الكثيرين من أهله وأقاربه وجيرانه.. وكلهم أكدوا أن خنوفة رغم هروبه من السجن لم يكن خطراً.. وأنه كان يتعامل مع الجميع بحب ولم يكن مصدر إيذاء لهم. لقد اتهم أهل عزبة أبو قرن الشرطة صراحة باضطهاد "خنوفة" وذكروا اسم ضابط بعينه في قسم شرطة مصر القديمة.. واستبعدوا أن يكون قد مات منتحراً.. كما استبعدوا أن يكون تاجر مخدرات وقالوا إن القضية ملفقة له. اننا نرجو من النيابة العامة ومن الطب الشرعي أن يذكروا لنا الحقيقة في موت "خنوفة" ونرجو ألا تتكرر حالة خالد سعيد الذي اتهمته الشرطة أنه مات بابتلاع لفافة بانجو عند القبض عليه ولم يكن الطب الشرعي علي مستوي الأمانة في تقريره عن وفاة خالد سعيد حتي اعتبرته ثورة 25 يناير أنه بطل ووضعوا له موقعاً علي النت بعنوان "كلنا خالد سعيد". لقد تأثرت شخصياً لموت "خنوفة" بهذه الطريقة وخاصة عندما علمت أنه متزوج وأن زوجته حامل في الشهر الثالث ورأيت صورة أمه وهي تهيل التراب علي رأسها حزناً علي ابنها. ثم هناك سؤال مهم: المفروض أن إدارة السجون تضع من الاحتياطات ما يمنع أي سجين من شنق نفسه حتي لا تكون هناك أية شبهات تدينها.. فكيف لم تفطن هذه الإدارة إلي إمكانية أن يقوم السجين بالانتحار مستخدماً ملابس السجن وباب الزنزانة. علي أية حال نرجو أن تكون الداخلية بريئة من دم "خنوفة" وأن يقول كل من الطب الشرعي والنيابة العامة القول الفصل في هذه القضية.