-1- العجوز بخيل جداً لم يرفع عينيه ناحية أي نهار لم يتفصد جسده بالعرق في جيوبه المكسوة بالتراب يتكدس عرق الغرباء لسانه الذي يغير جلده مرتين في الموقف تتراقص السكاكين تقول أسطورته: إن العجوز لا يستقبل يوماً جديداً إلا بكأس من دم شاب يحاول اكتشاف وجه ذلك الأحدب العجوز انفجر ذات نهار نزف ظلاماً وأحلاماً لآخرين وعرقاً لم ينتم يوماً إليه -2- العجوز سرق الليلة زجاجة نبيذ رخيص وعلبة ألوان مسح كل مرايا الحانة بالنبيذ ثم رسم شارباً في وجهه جلس علي الطاولة قرر أن يؤلف تاريخاً بكل الألوان رسم علماً. ومصابيح. وحزباً معارضاً وتنظيماً ونضالاً لم تكن لحظة مناسبة لإيقاع التاريخ في الحانة أن يسقط من جيبه كارنيه الحزب الحاكم حين انحني خائفا لالتقاطه مسرعاً حين لامست رأسه موضع الأحذية تماماً رأي رواد الحانة جميعاً يلتقطون كارنيهاتهم في نفس اللحظة هنا انضبط إيقاع التاريخ واشتد الشبق بالنضال حتي لا تكاد تغرق بين رأس وحذاء حين انتهي مفعول النبيذ انفجرت المرايا ومزقت العجوز لم يستدل رجال البحث الجنائي علي جثته فلا قطعة من الأشلاء تنتمي لأخري وفي تقرير الطب الشرعي كتبوا: العثور علي جثة مرقعة! -3- العجوز سأل المارة عن منزل شكسبير وهو يعلمه جيداً التمس كل ظل قرب منزله ماذا دهاك ياشايلوك؟ هل يرعبك المسرح هكذا وأنت الممثل البارع منذ ولدت؟ كل ليلة يلمح شكسبير عائداً! يشتمه سراً. يلعنه ونار الحقد لا تمنح دفئاً. لكنه لا يعرف كيف يتسلق سطوره البعيدة؟ الليلة استجمع شجاعته: شكسبير.. قف أرجوك.. غير نهايتي في العرض أرجوك رطل لحم من جسد أحد النبلاء ثم انطلق في سبابه وغضبه استدار شكسبير ليكمل طريقه في تلك الليلة بدأ مسرحية جديدة عن موتي يأكلون لحوم النبلاء بينما النافذة تضايقها رائحة الجثة -4- شايلوك الآن يصنع المعجزة كلما داهمه الجوع أكل رطلاً من جسده دون أن تنزف قطرة دم واحدة -5- عالم لغة يتفقد قصيدتي قال لي: العجوز للمؤنث. والمذكر شيخ قلت: لا يستحق نهاية أفضل -6- لم أنتبه لحظة إلي الأجل ما هزني السيف من يد الرجل صدري يعيش الحياة مقتحماً ظهري لمن عاش ذلة الوجل