كشفت دراسة علمية أمريكية حديثة اشرفت عليها جامعة ستانفورد الأمريكية أن المرأة "رغاية" جداً وتتحدث أكثر من 20 ألف كلمة في اليوم في المتوسط مقابل 7 آلاف كلمة فقط يتحدث بها الرجل طوال يومه. تقول سميحة نصر أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن المرأة تقوم بالثرثرة كنوع من تحقيق الذات وذلك من خلال الحديث مع الآخرين عن المنزل أو ما يحدث في العمل أو حتي عن المطبخ والطهو عموماً وقد تقوم أيضاً بذلك لشعورها بأنها مهملة من المقربين فتحاول التعويض بذلك حتي تشعر أنها موجودة أو حتي تكتسب معلومات جديدة عن أي شيء أو موضوعات تود جمع معلومات عنها. أضافت أن انخفاض الثقة بالنفس قد يجعل المرأة كثيرة الكلام حتي تتغلب علي ذلك وتكتسب الثقة بالنفس من خلال علاقاتها الاجتماعية المتعددة سواء في المنزل ومحيط الأسرة والمقربين والعمل وقد تثرثر المرأة للحصول علي المكانة الاجتماعية بين الآخرين سواء الرجال أو النساء. وحول كيف يمكن للمرأة أن تسيطر علي ثرثرتها؟ تجيب الدكتورة سميرة شندي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس: إنه يمكن ذلك من خلال انشغالها بأعمال مقيدة سواء في المنزل أو مع الأبناء أو من خلال التركيز أكثر في العمل ومحاولة اتقان ما تقوم به ووضع أهداف حياتية لتحقيق الإنجاز فيها أيضاً يمكنها ممارسة هواية مفضلة لها أو مشاهدة التليفزيون أو القراءة أو حتي ممارسة الرياضة أيضاً بالتفكير الإيجابي فيما لديها من ميزات تجعلها مختلفة عن الآخرين ويمكنها أيضاً المشاركة في الأعمال الخيرية التطوعية المختلفة لمساعدة الآخرين الذين يحتاجون العون سواء للمرضي في المستشفيات أو حتي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وتري الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن معظم الأزواج يعودون إلي منازلهم وهم مرهقون بعد يوم عمل طويل وشاق ولا يكون لديهم رغبة في الحديث أو حتي سماع أي أخبار وأكثر السيدات اللاتي يعانين من هذه المشكلة هن من ربات البيوت أو العاملات في مجال ليس به احتكاك بالجمهور في حين أن المرأة العاملة التي تتعامل مع العديد من الأشخاص طوال الوقت يكون لديها عادة نفس الشعور الذي يتمناه الرجل حين يعود إلي المنزل وليس هذا هو الوجه الوحيد للمشكلة فهناك رجال يعيشون في معزل عن زوجاتهم داخل عش الزوجية وهو ما نطلق عليه عدم التجاوب حيث ينشغلون في أثناء وجودهم بالمنزل إما بمشاهدة التليفزيون أو بمتابعة النت عبر اللاب أو الموبايل للهروب من أي مناقشات زوجية. هواية الرجال أيضاً تقول الدكتورة ريهام محيي أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن العديد من الرجال لديهم هواية الثرثرة مثل النساء فالمرأة الآن لم يعد لديها الوقت للرغي بعد أن أصبحت تشارك في الجانب الاقتصادي للأسرة إضافة إلي أعبائها المنزلية وقد تنطبق هذه الدراسة علي النساء في النصف الأول من القرن الماضي.. فنساء الصالونات واللقاءات الأسبوعية كن يشتهرن بذلك أما بعد ان اقتحمت المرأة مجال العمل وانشغلت بقضاياها مثل المساواة والحقوق والمناصب وغيرهما فقد اختلفت كثيراً خاصة أن الثرثرة تتعلق بالثقافة وتحذر من أن الثرثرة مرض اجتماعي يجب تجنبه فهي مضيعة للوقت وليس لها علاقة بجنس أو سن أو حتي مهنة وإنما فقط تتأثر بالتعليم والثقافة. وتحذر الدكتورة هناء المرصفي أستاذ علم الاجتماع بكلية بنات عين شمس: من أن اختفاء الحوار بين الزوجين يؤدي للاكتئاب وهذا مرض العصر فالمرأة بطبيعتها تحب من يحدثها ويتبادل معها الحوار خاصة رذا كان حواراً ودياً وعاطفياً وعليها التواصل مع شريك حياتها فقد تكون هي التي تجعل الرجل يتحاشي الحديث معها لتبقي الشجارات التي تجلب المشاكل الزوجية التي من شأنها زيادة الفجوة وليس تقليلها فبعض الزوجات يقتصر حديثهن علي المشاكل التي يواجهنها طوال اليوم في تربية الأبناء وشراء الطعام فهن دائماً يكثرن من الشكوي وبالتالي يتجنب الرجل الحديث معها وكذلك الرجل الذي لا حديث له إلا عن المشاكل في العمل وتضرره من عدم تقدير الرؤساء له فتفضل الزوجة عدم الحديث. تضيف الدكتورة آية صلاح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن المرأة الثرثارة تم تجسيدها علي الشاشة وفي الدراما بوجه عام.. وهذه النوعية من السيدات لا تمثل ازعاجاً علي الاطلاق للحياة الزوجية.. بل تغير من شكل الحياة الروتينية داخل المنزل.. ويصبح هناك تفاعل من الآخرين تجاهها بل وتجاوب.. وأحياناً ينتهي الحديث أو الحوار بنوع من المرح أو بوقفات من السخرية. أشارت إلي أن المرأة بطبيعتها لا تسكت عن شيء سواء كان إيجابياً أو سلبياً.. فهذه هي طبيعة المرأة. أضافت أن روح الدعابة هي من أهم سمات شخصيتها.. وليس يسمي ذلك "ثرثرة" أو "رغي" بل نوع من التجديد في الحوار وترصد الأحداث الدائرة داخل المنزل والأسرة.