بعد اسدال الستار علي كارثة مركب الموت برشيد التي وقعت أمام سواحل مدينة رشيد 21 سبتمبر الماضي علي بعد 12 كيلو من بوغاز رشيد شمالا والتي راح ضحيتها 203 أشخاص حتي الآن.. لا تزال رائحة الموت التي خلفها الحادث تنبعث من 22 مستشفي تضم 100 جثة من ضحايا الحادث لم يتم التعرف عليهم حتي الآن منهم 68 بالبحيرة و26 بكفر الشيخ و 6 بالأسكندرية لتبقي جثث مركب رشيد شاهدة علي الاهمال والادانة. جثث الضحايا التي تم أنتشالها و لحق بها التحلل أصبحت تمثل مشكلة كبيرة لجميع المستشفيات التي باتت تئن من استمرار بقاء هذه الجثث بدون حل حتي الآن. خاصة مستشفيات محافظة البحيرة التي تضم 68 جثة منهم 14 بمشرحة المعهد الطبي القومي بدمنهور وبمشارح المستشفيات المركزية و2 بأبوحمص و6 بكفر الدوار المركزي و11 بكفر الدوار العام و2 بالمحمودية و3 بأدكو و3 بالرحمانية و11 بايتاي البارود و3 بشبراخيت. 2 بحوش عيسي و3 بكوم حمادة و5 بوادي النطرون و2 بأبو المطامير وجثة واحدة ببدر. بالاضافة إلي 26 جثة بمستشفيات دسوق. فوة. بلطيم. الحامول وبيلا بكفر الشيخ و 6 جثث بمستشفيات أبو قير. صدر المعمورة وكوم الدكة بالأسكندرية. د.علاء الدين عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة أعترف بالمشكلة وأبدي تخوفه من وقوع أي حوادث خلال الأيام القادمة.. موضحاً أنه لن يكون هناك مكان لحفظ هذه الجثث في ظل وجود جثث ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية بعيون حفظ الموتي بمشارح مستشفيات المحافظة . مشيرا الي أن قوة عيون حفظ الموتي بالمعهد القومي بدمنهور 25 في الوقت الذي أستقبلت مشرحته 14 جثة من ضحايا غرق المركب وهو ما يؤثر علي المشرحة. خاصة وأن المعهد القومي تصله جثث الحوادث الجنائية حتي تكون تحت أمر الطب الشرعي ولابد من ايجاد حل للجثث ال 14 التي لم يتم التعرف عليها حتي الآن. أضاف وكيل وزارة الصحة أن نفس المشكلة تعاني منها مشارح المستشفيات المركزية التي تبلغ طاقة عيون حفظ الموتي بها 100 عين ولابد أيضا من رفع جثث ضحايا غرق المركب منها حتي تكون خالية أمام أي حوادث جديدة. أوضح أنه عرض الأمر علي المستشار عبد العزيز عليوة المحامي العام لنيابات شمال دمنهور لامكانية نقل هذه الجثث بالكامل لمكان واحد بالقاهرة تحت تصرف النيابة. حتي يسهل علي من يريد التعرف عليها التواجد في مكان واحد. مشيرا الي أن كل جثة تحمل رقما كوديا ويوجد صورة لها من الناحية الشكلية والملبس وتم توزيع صور الضحايا علي أكثر من مكان مثل مرفق الأسعاف وغرفة العمليات بالبحيرة حتي تكون متاحة أمام من يريد التعرف علي الجثث. وعن الجثث التي تم التعرف عليها وعددها 103 جثة.. قال عثمان ان الصحة لاتمانع في اصدار أي شهادة وفاة لأي متوف طالما صرحت النيابة بذلك ولاتوجد أي مشكلة.. ولكنه فجر عدد من المفاجأت عندما قال ان هناك جثة لأحد الضحايا من السودان ويدعي عز الدين عبده عيسي بمشرحة مستشفي كفر الدوار المركزي وبرغم أنها معلومة. الا أن أحد لم يتسلمها حتي الآن. بالإضافة الي جثة أخري لشخص يدعي محمد جمال السعيد من زفتي بالغربية بمشرحة مستشفي بدر المركزي وبرغم أنها معلومة لم يحضر أحد من أهليته لأستلامها حتي الآن.. وناشد "المساء" مساعدة مديرية الصحة في هذا الأمر مؤكداً أنهم في حاجة ماسة لأخلاء أي عين من عيون حفظ الموتي بالمستشفيات. أضاف د.علاء الدين عثمان أن هناك جثة لأحد الضحايا من السودان لشخص يدعي محمد آدم عبد الكريم. حضر والده وقام باستلامها ودفن الجثمان بمقابر الصدقة ببدر. من ناحية أخري قال اللواء علاء الدين شوقي مدير أمن البحيرة أن اقسام ومراكز الشرطة تلقت 19 بلاغا من الأهالي بفقد أبنائهم علي مركب الموت ولم يعثروا علي جثثهم حتي الآن بين الجثث التي تم انتشالها.