لك الله يامصر - ولك الله يا شعب مصر. فلا تكاد تخرج مصر من أزمة مفتعلة بسبب شائعة يطلقها الخبثاء حتي تنطلق شائعة أخري تتسبب في أزمة جديدة.. فمنذ أسابيع قليلة جرينا جميعا وفي مقدمتنا مذيعو بالوعات المجاري الفضائية التي طفحت بهم المستنقعات المسماة قنوات فضائية وراء شائعة نقص الأرز ومن بعده السكر.. وأن كلا منهما ارتفع سعره في الأسواق.. وأصبحت السلعتان علي مائدة حوار كل فضائيات الغبرة ويخرج علينا جهابذة التحليل الذين أصبح عددهم أكثر من أعداد "الندابات" في الجنازات الشعبية - أيام زمان - وكل منهم يدلو بدلوه في مستنقعه ليخرج منه برأي هو أقرب لطفح المجاري من رائحة الروائح الكريهة. واستمرارا لمسلسل الحرب بالشائعات انطلقت منذ أيام قلائل أزمة ألبان الأطفال التي حرص مفتعلوها علي أن يتم إخراجها بعشرات من الكومبارسات اللائي يحملن اطفالا في سن الرضاعة ليقفن أمام شباك مقر مخزن الشركة المصرية لتجارة الأدوية بأغاخان بشبرا مطالبات بعلب لبن أطفال مدعم ثم في مشهد تمثيلي هابط يقطعن طريق كورنيش النيل من الاتجاهين من المظلات للتحرير والعكس كتعليمات مخرج العمل "الشائعاتي" ليتم تصويرهن فضائيا ولتنتشر شائعة نقص واختفاء ألبان الأطفال.. ولتسري هذه الشائعة في كل محافظات مصر والبركة في فضائيات الغبرة ومذيعيها ومذيعاتها من نقصاء العقل و المفهومية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. ويدق الرؤوس بقوة.. ولم يفطن إليه أي مذيع أو مذيعة بالمستنقعات المسماة قنوات فضائية هو: لماذا اجتمع هذا العدد من السيدات حاملات أطفالهن الرضع في صباح الخميس الماضي بالذات.. ولماذا اجتمعن في هذا المكان بالذات.. ولماذا لم تخرج أمهات الأطفال الرضع في كل أنحاء محافظات مصر.. أو باقي أحياء القاهرة..؟؟ الإجابة التي لم يكلف أي مذيع أو مذيعة نفسه في البحث عنها.. وهي أن يوم الخميس الماضي كان هو بداية تطبيق قرار د. أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة بصرف الألبان المدعمة من خلال الوحدات الصحية وعددها "1005" علي مستوي الجمهورية وبالكروت الذكية للأمهات اللائي لديهن ما يمنعهن من رضاعة أطفالهن. وأزمة ألبان الأطفال المفتعلة نجح فيها وزير الصحة.. وسقط فيها مذيعو الفضائيات.. وكشفت أن هؤلاء المذيعين يستحقون "الببرونة" في أفواههم. وهذا القرار الذي اتخذه وزير الصحة يهدف للقضاء علي مافيا ألبان الاطفال المدعمة الذين يستولون علي هذه الألبان لاستخدامها بمصانع الحلويات ومنتجات الألبان والبسكويت والكافيهات رغم أن استيراد هذه الألبان يكلف الدولة مئات الملايين من الدولارات. وحسنا ما فعله وزير الصحة بوضع ضوابط لصرف ألبان الأطفال المدعمة للمستحقين وقطع الطريق علي المتاجرين ومافيا الألبان. وحسنا.. ما فعلته القوات المسلحة التي استشعرت بحسها الوطني ما يسعي إليه الطابور الخامس وأعداء الوطن ومكائدهم.. فكما تصدت لأزمات اللحوم والعديد من السلع الغذائية وسارعت علي الفور وقامت علي استيراد الملايين من علب ألبان الاطفال بسعر "26" جنيها للعلبة.. وطرحها بالصيدليات بسعر "30" جنيها لضرب مافيا ألبان الاطفال.. وإجبارهم علي خفض أسعارهم الجنونية. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. وجيشها.