"الأويما" هي احدي الصناعات المكملة لصناعة الأثاث بمحافظة دمياط وهي كلمة تركية عرفت في مصر مع دخول العثمانيين وهي تعني بالتركية الحفر والنقش علي الخشب وهذا الفن عرفه ايضا القدماء المصريون منذ بداية النقش علي الحجر والأخشاب وسبق استخدامه في كثير من الزخارف منها زخارف المساجد والمنابر والكراسي والأثاث المنزلي القديم. وبرغم أهمية هذه المهنة التي يعتبرها البعض مهنة الذوق والجمال إلا أنها مثل باقي المهن الأخري التي تعاني العديد من المشاكل أكثرها انتشارا هو محاولة البعض القضاء عليها بل والحد من انتشارها مثل العديد من المهن التي اندثرت والسبب يرجع إلي انشار ماكينات الحفر علي الخشب والتي تعمل آليا ولا تحتاج إلي ايدي عاملة فهي تعمل بالكمبيوتر واصبح دور الصانع الذي يتقن هذه المهنة محدودا للغاية ويعاني حالة الركود. يقول إيهاب اسماعيل "أويمجي". يوجد نوعان من الماكينات أثرت علي هذه الحرفة هي ماكينة التخبيط ثم ماكينة صناعة الأويما بالكمبيوتر وهي ماكينات أثرت بشكل كبير علي الصناعة فقديما كان الصانع يقوم بإبراز صناعته وفنه مع قطعة الأخشاب وكان يتقاضي مبالغ كبيرة تساعده علي المعيشة وفتح البيت والانفاق علي ابنائه أما بعد دخول هذه الماكينات اصبح دور الصانع هو العمل خلف هذه الماكينة فيما يعرف بالتنظيف وهو بمعني أن القطعة التي كان يتقاضي فيها 50 جنيها اصبحت 10 جنيهات فقط وكثير من العمال لا يتحصل علي 200 جنيه اسبوعيا في ظل غلاء المعيشة من ارتفاع أسعار الكهرباء والمياه والاغذية وأضاف: نطالب بوقف استيراد هذه الماكينات حفاظا علي الصناعة وابنائها لأنها تسببت في اغلاق مئات الورش وتشريد مئات العمالة. وطالب بتدخل الدولة لحماية مهنة صناعة الأويما من الانقراض فهي إحدي المهن الهامة والضرورية لصناعة الاثاث بدمياط فهي صناعة الذوق والفن ولكن دخول مثل هذه الماكينات وقيام العديد من الشركات الخاصة ببيعها بالتقسيط أثر علي صناع هذه المهنة وأثر علي دخلهم ومعيشتهم وسبق لهم أن تقدموا بعدة شكاوي لتقنين الأوضاع ولكن لم يستجيب لهم احد. يقول نبيل عبد الرحمن صاحب ورشة ماكينات إن الأويما يوفر وقت ولكنه يكلف التاجر نفس السعر في الانتاج علاوة علي أن هذا النوع من الماكينات يستهلك طاقة كهربائية كبيرة فهي مكلفة وعبء علي الدولة التي تحاول توفير استهلاك الكهرباء فهي تفرق كثيرا عن ورشة الصانع الذي يستعمل لمبات محددة ولكن وجود هذه الماكينات أثر بشكل كبير علي أبناء الحرفة وتسبب في تقليل عدد العمالة وتعطيل ايد عاملة مدربة يمكن الاستفادة منها ولا يوجد أفضل من الصناعة اليدوية في هذه الحرفة بالتحديد وبالتالي الحرفي هو المتضرر الوحيد ولكن المستورد لا يعنيه هذا الأمر هو يبحث عن البيع فقط ولا يهمه تعطيل الايدي العاملة لذا لابد من فرض رسوم وضريبة عالية علي استيراد هذه الماكينات حتي تكون في أضيق الحدود مراعاة لابناء هذه المهنة مضيفا ان سعر هذه الماكينات يصل إلي 200 ألف جنيه ولكنه لا يغني عن الصانع اليدوي المدرب. وأضاف: أنه يجب علي الدولة أن تهتم أكثر بهذه المهنة فهي مهنة ليس من السهل تعلمها لانها تحتاج صبراً واتقاناً وذوقاً عالياً في الوقت الذي نري فيه الدولة ترفع يدها عن هذه المهنة مثل مهن كثيرة ومنها مهنة النجارة نفسها لم نر الدولة تسعي لتوفير مراكز تدريب وورش متخصصة لتطوير الصناعة وتدريب الطلاب والراغبين في العمل بهذه الحرفة التي يمكن أن تكون مصدر دخل كبير لمئات الشباب حيث يستفيد بعض الدول العربية من صناع هذه المهنة في إضافة لمسات جمالية علي الشقق والفيلات ورسم لوحات وتابلوهات فنية في مداخل العقارات والأبراج.