أنقرة- وكالات الأنباء: صادق البرلمان التركي. علي مشروع قانون بخصوص اتفاقية التطبيع بين تركيا وإسرائيل التي تتضمن دفع الأخيرة تعويضات لذوي ضحايا الاعتداء علي سفينة مافي مرمرة¢ يوم 31 مايو 2010. وبعد التصديق علي الاتفاق بين الحكومتين. من المتوقع أن يبادر البلدان إلي تبادل السفيرين في إطار استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بينهما. وكانت العلاقات بين البلدين قطعت في أعقاب اقتحام جنود إسرائيليين سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت تحاول نقل مساعدات إنسانية إلي غزة في عام 2010 وعلي متنها ناشطون. وكان من المقرر المضي قدما في إجراءات التطبيع الشهر الماضي لكن محاولة الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا يوم 15 يوليو أجلت إجراءات التصديق علي الاتفاق. وقالت وكالة أنباء "الأناضول" إن إسرائيل وافقت علي تسديد ¢مبلغ مقطوع¢ لتركيا في غضون 25 يوما من تاريخ التصديق علي الاتفاق. وينص الاتفاق بين البلدين علي أن تدفع إسرائيل مبلغ 20 مليون دولار "17.7 مليون يورو" تعويضا للضحايا. لكنّ الطرفين اتفقا علي عدم مقاضاة أفراد معينين سواء من الناحية القانونية أو المالية بسبب اقتحام السفينة. ويقضي الاتفاق أيضا بتخفيف الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل علي قطاع غزة حتي تتمكن تركيا من تسليم مساعدات إنسانية إلي الفلسطينيين هناك. وعلي الرغم من أن تركيا كانت في البداية تطالب بإنهاء الحصار علي غزة. فإن السلطات الإسرائيلية رفضت الاستجابة إلي هذا الطلب. وأدي الحادث آنذاك إلي مقتل 10 أتراك. وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق علي الاتفاق الذي وقع في شهر يونيو الماضي. لكن أنقرة لم ترسله إلي البرلمان بسبب فرض حالة الطوارئ في البلاد في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل. وتجدر الاشارة إلي أن طيلة فترة التوتر الماضية. لم تتأثر العلاقات بين البلدين. حيث استمر التعاون العسكري والتجاري بين الدولتين. فالتوترات الظاهرية لا تفسر طبيعة العلاقة الاستراتيجية بينهما التي تمتد إلي نحو 60 عاما. وقد أظهر اتفاق المصالحة الذي أعلنته أنقرة وتل أبيب قبل شهور. مدي العلاقة بين البلدين. وفيما يلي نقاط تشرح العلاقة بين إسرائيل وتركيا. تعد تركيا أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949. وظلت كذلك لعقود عدة تالية. عقدت تركيا وإسرائيل اتفاقا سريا واستراتيجيا عرف ب"الميثاق الشبح" في خمسينيات القرن الماضي. الذي ظل طي الكتمان عقودا من الزمن. ويتضمن تعاونا عسكريا واستخباريا ودبلوماسيا. وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب. اعتمدت تركيا طويلا علي اللوبي الإسرائيلي في أمريكا لعرقلة إقرار أي تشريع يعترف بإبادة الأرمن. واستمر الأمر مع تولي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان. ساعدت إسرائيل الأتراك في عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان عام 1999 في كينيا. أول مرة سحبت تركيا سفيرها عام 1982 بعد غزو لبنان. وأعيدت العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما عام 1991. عام 1996 وقعت أنقرة وتل أبيب اتفاق الشراكة الاستراتيجية. وكانت علنية هذه المرة. وشمل الاتفاق بنود عدة تتراوح بين تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري والتدريب. بعد تولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002. استمر الحزب بالاتفاقات السابقة مع إسرائيل. علي الرغم من بعض الانتقادات الإعلامية خاصة مع اندلاع الانتفاضة الثانية. بدأ التوتر في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب عام 2009. إثر الحرب الإسرائيلية علي غزة وبلغ التوتر ذروته عام 2010. مع الهجوم الإسرائيلي علي سفينة "مافي مرمرة". لكن هذا التوتر لم يمتد إلي اتفاقات بيع الأسلحة والتبادل التجاري. تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2013 لوقف التوتر بين البلدين. لكن هذه المحاولة لم تنه التوتر بينهما. إلا أنها أسست للمصالحة لاحقا. يبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ما معدله 3 مليارات دولار سنويا. وازداد في السنوات الخمسة الأخيرة رغم التوتر السياسي.