لا يختلف اثنان علي أن أندية الجيش أعطت للرياضة المصرية ثقلاً كبيراً وساهمت في إثراء الحركة الرياضية بمشاركة فرقها في مختلف الألعاب الرياضية حتي أصبح بالمنتخبات عدد كبير من لاعبي أندية الجيش خصوصاً في اللعبات الفردية. ومن الأندية التي لها باع في هذا الشأن الإنتاج الحربي الذي صار منافساً قويا في كل بطولات الجمهورية بلا استثناء خصوصاً بعد أن انشئ له مقر رائع للنادي في مدينة السلام. وهذا النادي الذي يحتضن عدداً كبيرا من الناشئين والناشئات يعيش هذه الأيام في حالة ارتباك غير عادية بعد أن قيل مؤخراً أن النادي سيقوم بإلغاء عدد كبير من اللعبات الناجحة. وبالتالي سيتم تسريح كل أبطاله ومدربيه. وهو ما أصاب أولياء أمور اللاعبين بالصدمة والغضب الشديد بعد أن قام هؤلاء بطلب استغناء من أنديتهم السابقة للانضمام إلي الإنتاج الحربي الذي حقق نتائج رائعة خلال المواسم الأربعة الأخيرة في تنس الطاولة والسلة والطائرة والملاكمة واليد والسباحة وألعاب القوي. وشخصياً تلقيت اتصالات من أولياء أمور لعدد من الناشئين والناشئات يطلبون مساندة "المساء" في توصيل صوت استغاثتهم إلي وزير الإنتاج الحربي الجديد لإنقاذ أولادهم من الضياع والتشتت بعد أن انتهت الأندية الأخري من وضع قوائم فرقها. فضلا عن تعيين كل المدربين. وقد صار مدربو الإنتاج في كل اللعبات غير مهيئين نفسياً للعمل لاسيما أن مكافآتهم توقفت. ولن يكون لهم مكان في الموسم المقبل. ونحن بدورنا نناشد وزير الإنتاج الحربي الجديد بإعادة النظر في قرار إلغاء اللعبات وتسريح اللاعبين والمدربين. خصوصاً أن النادي صار موجوداً علي أرض الواقع ولاعبوه منتشرون في كل الملاعب. ونتصور أن الأمر في حاجة فقط إلي ترشيد النفقات وإعادة هيكلة للأجهزة الفنية والإدارية وقوائم اللاعبين. وليس الإلغاء الذي يعد بمثابة إعدام للأبطال. وغلق متنفس مهم للبراعم والشباب يلعبون من خلاله الرياضة التي لم تعد مجرد وسيلة ترفيهية لضياع أوقات الفراغ. بل هي في الحقيقة مصنع للرجال. فالشباب في مثل هذه الأندية المنضبطة يتعلمون الكثير من السلوكيات الحسنة والروابط الأخلاقية. ونحن بحق في هذه الفترة في حاجة شديدة لمثل هذه "المصانع"- أقصد الأندية المنضبطة- مهما كانت التكلفة. فخلق شباب واع ومنضبط ورياضي متفوق لا يقدر بثمن.. ونأمل أن يبقي نادي الإنتاج الحربي باقيا كمنارة مهمة علي الساحة الرياضية.