للمرة الرابعة علي التوالي يتوج فريق الكرة الاول بنادي الزمالك بلقب بطل كأس مصر وذلك بعد فوزه في مباراة تاريخية علي منافسه اللدود الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في اللقاء الذي اقيم بينهما بملعب ستاد الجيش بمدينة برج العرب بالإسكندرية. أصبح الزمالك بهذا الفوز سوبر هاتريك كأس مصر بعد التتويج والذي جاء مستحقا وعن جدارة وذلك للمرة الثانية في تاريخه حيث سبق للأبيض الفوز بنفس اللقب أربع مرات متتالية من قبل في الفترة من 1957 إلي 1960 بينما كان أكثر تتويج متتال لنظيره الاهلي هو ثلاث مرات فقط ولم يسبق للأحمر أن فاز باللقب اربع مرات متتالية من قبل ولا مرة في تاريخه رغم انه الاكثر حصدا للقب حتي الآن 33 مرة مقابل 25 مرة للأبيض. وللحقيقة فرم الزمالك منافسه اللدود في تلك المباراة بالثلاثية التي سجلها نجماه باسم مرسي هدفين ومصطفي فتحي هدفا وجاء تتويجه عن جدارة فبرغم تفوق الاهلي في الاستحواذ علي الكرة معظم فترات اللقاء إلا أن نجوم الزمالك كانوا الاذكي في التعامل مع الفرص القليلة التي اتيحت لهم علي مرمي الاهلي. وفرص الزمالك طوال شوطي اللقاء لم تتخط اصابع اليدين وربما اقل ولكن استطاع الزمالك بذكاء كروي ان يستثمرها علي افضل ما يكون فقد خطف باسم مرسي الهدف الاول من بين الثنائي احمد عادل وسعد سمير فيما صنع شيكابالا ضربة جزاء باقتدار وظهرت المهارات الفنية الكروية الرائعة في هدف مصطفي فتحي الثالث. أما الأهلي فقد سجل هدفه الوحيد من ضربة جزاء للاعب عبدالله السعيد ولو حصل علي وقت مماثل لوقت المباراة نفسه لم يكن باستطاعته تحسين النتيجة لان التوفيق جانبه تماما من جهة والسلبية والتوتر وعدم التركيز كان السمة في اداء لاعبيه. وتمكن مؤمن سليمان المدرب المحلي من التفوق علي الهولندي الاجنبي مارتن يول صاحب الراتب البالغ 2 مليون جنيه شهريا لانه حصل من المباراة علي ما يريد وهو الوصول إلي منصة التتويج بدون أي خسائر وحتي لا يخرج من الموسم بلا اي بطولات. واستطاع مؤمن سليمان ان يستدرج الاهلي بلغة الكرة ويلدغ المرمي الاحمر ثلاث مرات ففي كل مرة يهجم الاهلي بقوة ترتد الكرة إلي الزمالك ليضع هدفا في شباك أحمد عادل بجانب انه استطاع الحفاظ علي نظافة الشباك مع الوضع في الاعتبار ان هدف الاهلي الوحيد كان من ضربة جزاء وتفوق مؤمن سليمان ايضا في تغييرات الثلاث التي اجراها وجاءت في محلها ليس لأن الفريق الابيض فاز ولكنها حققت الفارق بينما تغييراته مارتن يول جاءت تقليدية تماما ولم تحقق اي جديد للاحمر بخلاف حماس الوافد الجديد ميدو جابر. اصيب الجهاز الفني للأهلي بالتوتر والانفعال وهوما انتقل للاعبين ايضا بعد الهدف الثالث للزمالك مما نتج عنه طرد اثنين من لاعبي الاحمر حسام غالي ثم احمد فتحي الذي قام بلمس الكرة بيديه متعمدا وهو امام منطقة جزاء الزمالك خشية ان يستغل الابيض الكرة في هجمة مرتدة علي مرمي الاهلي ويسجل الفريق الهدف الرابع وهوما كان يخشاه فتحي بشدة. بدأ الشوط الأول بسيطرة أهلاوية واضحة علي مجريات اللعب بحثا عن هز الشباك ليحقق هدفه بالجمع بين بطولتي الدوري والكأس هذا الموسم وبالفعل تحركت مفاتيح اللعب الحمراء وليد سليمان ومؤمن زكريا وعبدالله السعيد وحسام غالي. قابل الاستحواذ الاهلاوي علي الكرة ثبات دفاعي زملكاوي من خلال الرباعي علي جبر وشوقي السعيد وعلي فتحي واسلام جمال لذا لم تكن هناك خطورة حقيقية علي مرمي الحارس الابيض احمد الشناوي. علي عكس اتجاه سير احداث اللقاء والسيطرة الحمراء فاجأ مهاجم الزمالك المجتهد باسم مرسي الجميع باحراز الهدف الاول لفريقه بعد مرور عشرين دقيقة من الشوط الاول بعدما ضحك علي ثنائي الاهلي المدافع المصاب سعد سمير والحارس النائم أحمد عادل عبدالمنعم. بعد الهدف استمرت السيطرة الحمراء قائمة كما هي ايضا دون اي تغيير ولكن علي نفس المنوال وبعد مرور اربع دقائق فقط اضاف باسم مرسي الهدف الثاني له وللزمالك من ضربة جزاء صنعها ايضا نجم الزمالك شيكابالا. واجبر شيكابالا بمهاراته مدافع الاهلي سعد سمير ان يعترضه داخل منطقة الجزاء ليحتسب الحكم المجري ضربة جزاء للزمالك يتصدي لها باسم مرسي ليضعها بمهارة في شباك الحارس احمد عادل عبدالمنعم. كان طبيعيا ان تسفر محاولات وضغط الاهلي داخل ملعب الزمالك عن الجديد وهو ما نجح عمرو جمال في الوصول إليه بالفعل بالحصول علي ضربة جزاء مستحقة بعدما تعرض للجذب الصريح من جانب اسلام جمال. وتصدي عبدالله السعيد لضربة الجزاء ليضعها بهدوء في شباك الحارس الأبيض أحمد الشناوي ليعود الأهلي من جديد إلي المباراة أمام الفريق ما يقرب من خمسة عشر دقيقة. أهدر مؤمن زكريا بعد ثلاث دقائق من انطلاقة الشوط الثاني فقط فرصة لا تضيع لإعادة الأهلي للمباراة من جديد وبكل قوة مبكرا جدا بعدما أضاع فرصة محققة لهز الشباك وإدراك التعادل وإعادة اللقاء إلي نقطة الصفر. لم تمر سوي دقيقة علي نزول متعب حتي تمكن مصطفي فتحي من إحراز الهدف الثالث القاتل معنويا للاعبي الأهلي من تمريرة الماكر أيمن حفني وينجح مصطفي فتحي في مراوغة دفاع وحارس الأهلي بمهارة ويضع الكرة في الشباك. وحصل حسام غالي علي البطاقة الحمراء في الدقيقة 37 إثر قيام الحكم المجري بإشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجهه بعد تدخل عنيف في كرة مشتركة مع لاعبي الزمالك ورغم النقص العددي استطاع الوافد الجديد ميدو جابر تحريك المياه الراكدة هجوميا وكان مصدر خطورة علي مرمي الأبيض. وتلقي الأهلي صدمة جديدة في المباراة مع حلول آخر دقيقة بطرد أحمد فتحي بعدما لمس الكرة متعمدا ليواصل الحظ السيئ ملازمته للأحمر في تلك المباراة ويقترب الزمالك أكثر وأكثر من منصة التتويج باللقب الرابع للكأس علي التوالي وهو ما حدث بالفعل بعدما أطلق الحكم المجري صافرة نهاية اللقاء.