في البداية أعرفك بأنني واحد من عشاق جريدتك الغراء.. أدوام علي قراءتها منذ نصف قرن خاصة الأبواب الإنسانية ولن أبالغ لوقلت انني لا أستطيع النوم إن فاتني عدد منها دون أن أقرأه.. وهذه الأيام يتملكني الحزن والضيق وأتمني من الله أن يجعلكم سبباً في اخراجي من هذه الحالة.. فأنا رجل في السبعين من عمري وأب لستة أبناء سعدت بزواجهم جميعاً وتمت فرحتي وأمهم بزواج أصغرهم وكان ذلك منذ عامين تقريباً وإن حدثتك عن أصغر أبنائي فلن ينتهي الكلام عنه فهوالذي جعل لحياته شعاراً: ¢ أموت محبوباً خيراً لي أن أعيش مكروهاً ¢.. وبالفعل الكل يحبه » إخوته والعائلة.. والجيران والأصدقاء فضلاً عن زملائه ورؤسائه في العمل.. فهو إنسان طيب.. حنون.. بار بي وبوالدته.. لكن زوجته والتي رُزق منها بطفلة جميلة تريد حرمانه من كل أحبابه ومحبيه » مِني ومن أمه وإخوته وجيرانه وأصدقائه.. ومن..و..! تريد أن تسيطر عليه مثلما تسيطر والدتها علي أبيها..وأختها علي زوجها.. والغريب أن والدها يمارس نفس الحصار علي ولدي فلا يرغب أن يزوره أحد من عائلته أوأصدقائه حتي خالها لم يخجل وهو يبعث لنا برسائل تحذير لو داومت والدته علي زيارته مع أن زوجتي سيدة تعرف الله وتحترم الأصول وتحظي بحب كل زوجات أبنائها ولاتتدخل أبداً في شئونهن وإن غضبت احداهن تسدي لها النصيحة بأن ليس للزوجة سوي بيت زوجها!! ما يؤلمني أكثر أن زوجة إبني الأصغر لا تحافظ علي ما بينها وبينه فأي أمر يقع بينهما تسارع بإبلاغ أمها به.. حتي لوكان في أدق الأسرار!! هذا التربص من جانبها وعائلتها لنا جعلنا نتحاشي زيارته للحد من المشكلات التي تفتعلها بعد كل زيارة منا له.. فتغضب وتترك البيت وأسعي بدوري لإرضائها وإعادتها للبيت. .. وفي رمضان أردت وأمه الإفطار يوماً مع إبني ورؤية حفيدتنا الجميلة فاستقبلنا بالفرحة والسعادة وشرع بنفسه في إعداد وجبة الإفطار أما زوجته فلزمت غرفتها ولم تخرج منها وعلل إبني بأنها مريضة وانصرفنا دون أن تخرج لنا أونسمع منها كلمة وداع!! .. والغريب أنه رغم كل هذا الجفاء من جانب عائلة زوجة إبني لنا فهم لا ينكرون الحياة الكريمة التي يوفرها ولدي لابنتهم وخلقه الرفيع فهوليس سليط اللسان أوعنيفا بل يحمل كل الحب والإحترام لهم في وقت تصر ¢ أم إبنته ¢ علي التطاول عليه وتهديده دائماً كلما وقعت بينهما مشكلة فماذا نفعل معها ومع أهلها؟! رجاء النشر والحل.. وآسف علي الإطالة. الأب الحزين م.م المحررة : لا أستطيع البدء في التعقيب علي مشكلتك قبل توجيه خالص شكري وتقديري لكلماتك العذبة الرقيقة تجاه جريدتك المفضلة التي تربطك بها علاقة العاشق بمعشوقته وكيف لا وأنت الذي تداوم علي قراءتها منذ خمسين عامأ؟!! ولولا أنني بصدد مشكلة عائلية مطلوب فيها الحل والتقريب لا الإساءة والتصعيد فقد آثرت عدم نشر الاسم واكتفيت بالرمز إليه.. لكن سأتوقف قليلاً عند الحكمة التي يعيش بها إبنك وهي: ¢الموت محبوباً أفضل من العيش مكروهاً ¢ وهي حكمة نجح بها أن يملك قلوب كل من يعرفهم إلا إنه فشل وتلك هي الحقيقة في فرض إحترامه وإحترام والديه علي زوجته وعائلتها فترككما لعواصف الكلمات والتهديدات وأنتما من أنتما دون أن يتخذ موقفاً مما يجري سوي التبرير.. والإبتسام!! تقول أيها الأب الحزين إن زوجة إبنك من أسرة يغلب عليها طابع السيطرة والتسلط لكن ألست معي أن في كل عائلة تجد المسيطر.. وسليط اللسان ؟!.. ألست معي أن من أساء الإختيار من البداية هوإبنك فلم يدقق ويبحث عمن تبر به وبوالديه ؟.. ألست معي أن الحياة لابد وأن تستمر خاصة وأنك لم تذكر عنه إنه قد ثار يومأً تجاه أفعال زوجته - وكان آخرها في رمضان - واتخذ الموقف المناسب ؟ لابد للحياة أن تستمر لان بينهما طفلة تحتاج من الجميع التروي والصبر دون مافيه مساس بالكرامة ! باختصار لا تجعل حبك الشديد لابنك المحبوب يعفيه من المسئولية فهو جزء من المشكلة وعليه دور في وضع حد لما يصدر من زوجته وعائلتها بحقك أنت وأمه في المقام الأول إذا كان بحق باراً بكما وبأهله.