شهدت ثاني جلسات محاكمة الرئيس السابق "مبارك" ونجليه علاء وجمال مبارك ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في قضية قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ والتربح مشاهد غير لائقة سواء داخل قاعة المحاكمة مشادات وتطاول بين المدعين بالحق المدني أو خارج مبني أكاديمية الشرطة بين المعارضين للرئيس المخلوع والمؤيدين له لعدم محاكمته بحدوث ما يشبه بمعركة حربية استخدمت فيها الطوب والعصي الكهربائية وأصيب فيها من الطرفين 35 شخصاً. كما أصيب مصور جريدة اليوم السابع وعزت مصطفي المحرر بجريد الأخبار. ونتيجة لهذه المهزلة أصدر رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت قراراً بمنع البث التليفزيوني للمحاكمة حفاظاً علي الصالح العام بعد أن شاهد العالم هذه المشاهد المسيئة علي الهواء مباشرة.. في مظهر يسيء لمهنة المحاماة ولمصر. كان علاء وجمال مبارك قد وصلا مقر المحكمة في العاشرة صباحاً.. وانتظر علاء والده عند مهبط الطائرة التي تقل والده ثم تم نقله في عربة طبية مجهزة ونزل منها علي سرير طبي.. وكان في انتظاره "علاء" ووضع يده علي كاميرا التليفزيون لمنع تصوير والده.. وظهر الغضب الشديد عليه. تفقد اللواء محسن مراد قاعة المحكمة قبل بدء الجلسة ثم تفقد الترتيبات الأمنية خارج مبني الأكاديمية والحواجز الحديدية التي وضعت لفصل المؤيدين والمعارضين للرئيس السابق بقوات كثيفة من قوات الأمن المركزي.. ورغم ذلك لم تستطع "القوات" منع المشاجرات بين الطرفين. وقعت مشادات بين المدعين بالحق المدني قبل بدء الجلسة حول ترتيبات التحدث أمام المحكمة. بدأت الجلسة الساعة العاشرة و 40 دقيقة برئاسة المستشار أحمد رفعت وعضوية المستشارين محمد عاصم بسيوني وهاني برهام بأمانة سر عبدالحميد بيومي وسعيد عبدالستار.. وكان علاء وجمال ووالدهما قد دخلوا قفص الاتهام قبل خروج هيئة المحكمة ب 5 دقائق.. ووقف علاء وجمال كعادتهما أمام والدهما لمنع تصويره وهو راقد علي السرير. ظهر "مبارك" بترننج أزرق وبيده اليسري "كالونة" للحقن.. وكان يرتدي دبلة ذهبية في يده اليسري وبدا يقظا تماماً لكاميرات التليفزيون.. وكان يغمض عينيه كلما التقا بالكاميرا.. ويوجه علاء وجمال للوقوف أمامه لمنع تصويره ونجح ذلك إلي حد كبير بعد أن ظهر الاصرار والتحدي خاصة في وجه علاء. نادت المحكمة علي المتهمين الثلاثة مبارك ونجليه جمال وعلاء فردا بكلمة واحدة "موجود". بعدها وجهت المحكمة انذارا شديد اللهجة لمحامي المدعين بالحق المدني بضرورة التزام الهدوء وتنظيم صفوفهم وطلب منهم ابداء طلباتهم مكتوبة واعتبرها جزءاً من محضر الجلسة.. حتي يقوم بفحصها والرد عليها. التزم محامو المدعين بالحق المدني الهدوء في بداية الجلسة ثم سرعان ما حدث هرج ومرج داخل القاعة ومشادات بينهم بعدها قامت المحكمة بفض أحراز القضية وعرضتها علي المدعين بالحق المدني ومحامي المتهمين وصرحت للدفاع بالاطلاع عليها. طالب سامح عاشور محامي بعض الشهداء بفصل تهمة تصدير الغاز عن قتل المتظاهرين وضم قضيتي قتل المتظاهرين معاً المتهم فيها حبيب العادلي وقياداته الستة ومبارك ونجليه. بينما طالب فريد الديب محامي مبارك ونجليه بالاطلاع علي الاحراز المضبوطة في قضية قتل المتظاهرين والحصول علي صورة رسمية من تحريات هيئة الرقابة الإدارية بشأن فيلات شرم الشيخ موضوع القضية ومحاضر الأعمال المؤرخة في مايو الماضي. كما طلب محامي مبارك الاطلاع علي كشوف رسمية بالمصابين والشهداء من هيئة الاسعاف في الفترة من 25 يناير وحتي 28 يناير وتسليمه صورة من التحقيقات التي تمت مع الرئيس السابق مبارك واستجابت المحكمة لجميع هذه الطلبات. وحددت جلسة 5 سبتمبر القادم لسماع شهود الاثبات وهم حسين سعيد موسي وعماد بدر وباسم محمد حسن ومحمود جلال عبدالحميد وصرحت للدفاع بالإطلاع علي الأحراز.. استغرقت الجلسة حوالي نصف ساعة فقط بينما تم رفعها لمدة ساعتين.. بعدها خرجت المحكمة لتعلن قراراتها العشرة وأهمها ضم قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها حبيب ومساعدوه الستة مع قضية قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ المتهم فيها مبارك ونجلاه وحسين سالم الهارب تنتظرا كقضية واحدة.. وهو ما لاقي ترحيباً وقبولاً وتصفيقاً كبيراً من الحضور. ومن القرارات التي أصدرتها المحكمة أيضاً منع البث التليفزيوني للمحاكمة حتي النطق بالحكم وهو ما أثار ردود أفعال متباينة من المدعين بالحق المدني وبين المؤيدين لمحاكمة مبارك. وفي نهاية الجلسة استفز جمال مبارك أهالي الشهداء عندما أشار لهم بيده أثناء مغادرته القفص.