لكي تكون منافساً قوياً فيجب أن يكون لديك أمران.. الأول فريق قوي بكل مكوناته.. إدارة واعية وجهاز فني بفكر عال ولاعبون علي أعلي مستوي ومساندة من المسئولين والجماهير والإعلام.. والأمر الثاني التوفيق.. وعبر سنوات طويلة لم يملك منتخب مصر هذين الأمرين سوي مرة واحدة تأهل من خلالها لنهائيات كأس العالم بإيطاليا وكانت عام 1990 بعد غياب عن أول مشاركة وكانت عام 1934 ووصلت مصر بالفوز علي فلسطين ذهاباً وعودة.. أي دون معاناة.. وبخلاف ذلك لم نكن علي مستوي التأهل.. وإذا كنا علي مستوي التأهل يغيب عنا التوفيق. اليوم ونحن نترقب قرعة تصفيات كأس العالم في روسيا 2018 ننسي هذه الحقائق.. وفي سيناريو مكرر عبر سنوات طويلة تضع الجماهير المصرية يدها علي قلبها خشية الوقوع في مجموعة الموت كما يحلو لنا أن نطلق دائماً علي أي مجموعة نقع فيها.. وطبقاً لتصنيف الفيفا الذي وقع فيه منتخبنا "الثاني" فإننا بشكل كبير معرضون للوقوع في مجموعة قد تكون صعبة للغاية.. ويظل الجميع في حالة ترقب لنهاية مشوار التصفيات الذي يشهد دائماً مفاجآت ويبقي الصراع فيه حتي آخر ثانية في آخر لقاء في ظل أطماع الفرق سواء أصحاب الخبرات أو الصغيرة.. ولو كانت لدينا قناعة بأننا نحتاج للقوة والتوفيق فلن نخشي أي أحد.. ولذلك فالانشغال بالقرعة خطأ لاسيما بعد الوقوع في التصنيف الثاني. بصفة عامة فإن الجماهير تخشي الوقوع مع الجزائر أو غانا ثم تونس من التصنيف الأول.. وكذلك المغرب من التصنيف الثالث.. خاصة أن الجزائروغانا لا منافس لهما وتونس تمثل لنا عقدة.. والمغرب كمنافس عربي عنيد. كان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد أعلن التصنيف الذي بناء عليه ستجري القرعة وجاءت مصر في التصنيف الثاني..وشهد هذا التصنيف أزمة في ظل وعود كثيرة مسبقة بأن مصر ستكون في التصنيف الأول.. ولم يحدث.. وعاد مروجو الشائعات مرة أخري لإعلان عودة مصر للتصنيف الأول ولكن حسم الفيفا الموقف وأكد تواجد مصر في التصنيف الثاني وبقيت تونس في التصنيف الأول. يضم التصنيف الأول فرق: الجزائروتونسوالسنغال وكوت ديفوار وغانا. الثاني: مصر وكاب فيردي والكونغو الديمقراطية ونيجيرياومالي. الثالثة: الكاميرون والمغرب وغينياوجنوب أفريقيا والكونغو. الرابعة: أوغندا وبوركينا فاسو وزامبيا والجابون وليبيا. فالتصنيف الأول يضم خمسة من أفضل الفرق سواء عبر التاريخ أو في الفترة الحالية.. وجميعها تأهلت من قبل للمونديال علي حساب مصر.. وفي مقدمة ذلك منتخب تونس تأهل علي حساب مصر ثلاث مرات أعوام 1974 و78 و98 مرة بمواجهات مباشرة والثالثة من خلال المجموعات.. ثم منتخب الجزائر مرة واحدة عام 2010 في المباراة الفاصلة بأم درمان.. بينما تأهلنا نحن مرة واحدة من خلالها عام 1990 بهدف حسام حسن.. وتأهلت السنغال ثالث الفرق في التصنيف علي حساب مصر من خلال نظام المجموعات عام 2002 ولعبت الجزائر دوراً أيضاً في عدم تأهلنا وتعادلت معنا لصالح السنغال.. وصعدت كوت ديفوار عام 2006 من خلال نظام المجموعات.. وأخيراً غانا التي تأهلت عام 2014 بعد مواجهة مباشرة شهدت خسارة مصر بنصف دستة أهداف ذهاباً والفوز إياباً 2/ 1. أربعة من هذه الفرق الخمسة أيضاً تأهلت لنهائيات أمم أفريقيا 2017 بأنجولا وتنتظر تونس فقط اللقاء الأخير مع ليبيريا في تونس. أما مجموعة مصر فتضم فرقاً ليس لها تاريخ معنا وهي مالي وكاب فيردي والكونغو الديمقراطية ثم نيجيريا التي تعيش أسوأ أيامها.. والمجموعة الثالثة فتضم المغرب وتأهلت مرتين علي حساب مصر عامي 1982 و86 وهي أول الفرق التي تأهلت لأمم أفريقيا القادمة.. ثم الكاميرون وهي من الفرق القوية بحكم التاريخ والحاضر.. ثم جنوب أفريقيا التي ذاقت المونديال من قبل وتطمع في المزيد.. وأخيراً غينيا والكونغو. المجموعة الرابعة تضم أوغندا وبوركينا فاسو وزامبيا والجابون وليبيا.. وربما يكون الفريق الجابوني فقط هو الأفضل في المجموعة. أمام هذا الموقف فكل الاحتمالات قائمة وقد نقع في مجموعة تضم ثلاث فرق أخري من المرشحة للتأهل مثل الجزائر والمغرب والجابون.. ولو اسعفنا الحظ وافلتنا بفريقين من غير المرشحين من المجموعتين الثالثة والرابعة فلن يفلت المنتخب من مواجهة أحد فرق القمة. جدير بالذكر أن منتخب مصر بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني تأهل لهذا الدور بعد تخطي عقبة تشاد بالخسارة منه ذهاباً بهدف والفوز في القاهرة بالأربعة.. وتكشف هذه الحقيقة أيضاً أن المنتخب المصري يفاجئ جماهيره دائماً بمواقف مثيرة تؤخر موقفه كخسارته من فريق ضعيف هزمناه ذهاباً في تصفيات أمم أفريقيا قبل انسحابه من البطولة.. وسبق وحققت مصر نتائج مخيبة علي فرق ضعيفة تسببت في وضع المنتخب في حرج مثل التعادل مع بنين أو ناميبيا أو الخسارة من ليبيريا.