أمامي قائمة بالأسماء طويلة تضم نقاداً ومصورين وكتاب سيناريو وسينمائيين وأعضاء في الجمعيات السينمائية مثل جمعية الفيلم وكتاب ونقاد السينما إلي جانب عدد من الأكاديميين الأساتذة في معهد السينما.. وجميع هذه الأسماء تعرفهم سيادتك وأنا علي يقين بأنك لن تمانع أبداً في إضافة اسمك إلي القائمة ليس بصفتك وزيراً للثقافة وإنما كمثقف وطني وكاتب صحفي كبير ومستنير ومهموم بالشأن الثقافي منذ فترة طويلة. وتدرك دور الفن وأهمية العمل من أجل إعلاء قيمة العقل واثراء الوعي والوجدان ومعني الاعتزاز والاصرار علي تكريس هذا الدور. وبصفتك وزيراً للثقافة نناشدك نحن أصحاب هذه الأسماء التي تضمها القائمة أن تبادر بتكريم أحد من الأساتذة الكبار الذين أمضوا حياتهم في خدمة الحياة الثقافية والسينمائية علي وجه الخصوص ولعبوا دوراً مهماً ولا يمكن إنكاره عملياً ونظرياً في اثراء فن السينما والنقد السينمائي كباحث وناقد ومؤرخ ومسئول عن مؤسسات صناعة السينمائيين والنقاد.. ولعلك الآن عرفت من المقصود بهذا التكريم.. إنه الاستاذ الجليل أحمد الحضري "90 سنة" والذي شاركت أنت شخصياً في تكريمه في مناسبات سابقة.. فنحن نعتبره الأب الروحي لنقاد السينما والمعلم الجليل الذي قدم للمكتبة السينمائية العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة وشغل العديد من المناصب المهمة.. فهو مؤسس جمعية الفيلم عام 1960. وعميد المعهد العالي للسينما عام 1967. ومدير المركز الفني للصور المرئية عام 1972. ومدير مركز الثقافة السينمائية عام 1975 ورئيس المركز القومي للسينما عام 1980 ورئيس صندوق دعم السينما عام 1984. ثم رئيس "نادي سينما القاهرة" عام 1968. والمشرف علي المطبوعة السينمائية المتخصصة التي كانت توزع مع عروض النادي وتعتبر الآن من أهم المطبوعات في هذا المجال وتعتبر مرجعاً لفترة مهمة شهدت نشاطاً سينمائياً كبيراً. وأحمد الحضري أيضاً شغل منصب رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1988. ورئيس الجمعية المصرية للكتاب ونقاد السينما عام 1988. ورئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما عام 1989 وعضو مجلس إدارة جمعية نقاد السينما المصريين وجمعية الفيبرسي "نقاد السينما الأجانب" وقد حصل علي الجائزة الأولي في النقد السينمائي عام 1964. وكرمه "مهرجان القومي للسينما" كرائد للثقافة السينمائية عام 2000 وكرمته جمعية نقاد وكتاب السينما عام .2015 وأحمد الحضري.. ليس فقط أستاذاً ومُعلماً لأجيال ولكنه "أيقونة" للجمال والأخلاص والدأب.. جمال الخلق والإخلاص لقيمة العمل والإيمان بالدأب من أجل الصالح العام والإيمان بالسينما ووسيط الفيلم في الارتقاء بالروح وتعزيز قيم الجمال ولم يُعرف عنه التردد في مساندة الأجيال الجديدة من السينمائيين والنقاد. أحمد الحضري أمد الله في عمره أثري المكتبة السينمائية بالعديد من الكتب المهمة في صناعة الأفلام والسيناريوهات وفي فن المونتاج السينمائي والاخراج وفي مجال الديكور وتصميم المناظر وكُتبه عن تاريخ السينما المصرية تعتبر مرجعاً أساسياً للدارسين والراغبين في معرفة تاريخ الفن السينمائي والأفلام السينمائية التي لعبت دوراً بارزاً ومعترفاً به علي مستوي العالم العربي وفي تقديم الشخصية المصرية والتعريف بالقضايا العربية الاجتماعية والإنسانية ونشر اللهجة المصرية بين الأشقاء العرب. سيادة الوزير.. من أجل إعلاء لقيمة الوفاء والإجلال للأساتذة الذين تركوا بصمة أو بَصمات من نور علي الحياة الثقافية والفنية ولم ينتظروا حَمداً ولا شكوراً ولا جوائز مادية ولا أدبية. وظلوا طيلة حياتهم يعملون بجدية والتزام وبإخلاص نادر.. نناشدكم أن تطلقوا اسم أحمد الحضري علي أي من الأماكن التي تحمل مسئوليتها في وزارة الثقافة وأدارها بكل الحب والتجرد فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه اعترافاً بفضله.