شهد حي النهضة كفر صقر بمحافظة الشرقية افراحا عارمة بعودة محمد أحمد حسن لأحضان أسرته بعد 13 عاماً من اختطافه علي يد سيدة لا تنجب بمدينة الزقازيق وتوافد الأهالي والجيران علي منزل أسرة الطفل لتهنئة أسرته واطلقت النساء الزغاريد. قالت شيماء ثروت السيدة والدة محمد: بدأت الحكاية عندما كنت برفقه شقيقتي وابنتي الكبري فاطمة ومحمد لعمل بعض الفحوصات بالمركز الطبي بحي الأربعين بالمدينة وفوجئت بسيدة تقترب مني وقالت لي: أنا باشبه عليك وبدأت في التعرف علي وبعد خروجي سارت معي في الطريق بحجة أنه نفس طريقها وأثناء قيامي بالتوقف بسوق الخضار لشراء بعض المتطلبات طلبت مني البائعة إحضار كيس لوضع الخضار فيه فقامت المتهمة بأخذ الطفل مني وعندما توجهت لشراء كيس وبعودتي اكتشفت اختفاء السيدة المجهولة ومعها طفلي وكنت كالمجنونة أجري في السوق بحثا عن طفلي وفشلت في تتبعها وكأنها "فص ملح وداب" وظللت أبكي وبعدها توجهت للمنزل أبكي طيلة هذه السنوات ورغم أن الجيران كانوا "يقولوا لي كل مرة عوضك علي الله" إلا أنني لم افقد الأمل ولو مرة واحدة في عودة ابني وكنت كالمجروحة واحتاج إلي عودته وحضنه الدافئ خاصة انه الابن الوحيد علي ثلاث بنات هن "فاطمة 17 سنة ورحمة 11 سنة وبسملة 8 سنوات". أضافت الام: صدقوني الحياة كانت بدون طعم وكنت دائما احتسب ابني وديعة عند الله وأن الله سيرده الي قريبا ومن عجائب القدر أن يخطف ابني مني وعمره 9 شهور في شهر شعبان ويعود إلي في شهر شعبان ايضا وكل هذا بفضل الله كما انني عندما شاهدت ابني أسرع بالارتماء في احضاني وكانت أحسن كلمة سمعتها ماما كما انه قام باحتضان شقيقاته البنات. أشارت الأم قائلة: محمد بالصف الثاني الاعدادي والسيدة التي خطفته اضاعت عليه عاما من عمره لانها نسبته اليها وزوجها علي أساس أن عمره من يوم اختطافة. قالت الأم: بعودة محمد شعرت بأن نور عيني رجعلي والمجرمة اللي خطفته تستاهل الحرق والشنق لانها حرقت قلبي علي ابني طيلة هذه السنوات. أما فاطمة شقيقة محمد قالت: أسعد يوم في حياتي ان أشوف أخوي من تاني وأنا مش مصدقة وحاسة اني باحلم انا نشرت صور أخوي وحكاية خطفه وتداولت الصور علي صفحات التواصل الاجتماعي إلي أن لفت انتباه أحد أقارب زوج المتهمة وربطت أحداث الواقعة مع الظروف التي مرت بها المتهمة "أسماء" وخاصة أن محل إقامتها بكفر صقر وأن زوجها لم ينجب وأن الطفل عمره 13 سنة نفس عمر شقيقي الذي تدعي "أسماء" أنه ابنها وقمت بالتواصل معها علي الفيس بوك إلي أن تكشفت الحقيقة السعيدة وتوجهنا إلي الشرطة وحررنا محضراً ضد المتهمة "أسماء" 36 سنة ومقيمة قرية شوبك بسطة مركز الزقازيق واتهمناها بخطف شقيقي. قالت أسماء إنها لم تخطف الطفل ولكنها عثرت عليه بشارع المستشفي بكفر صقر منذ 13 سنة واتصلت بزوجها وأخبرته فقال لها هذا الطفل هدية من الله وهنربيه ولم تنكر أنها حاولت الذهاب لدار أيتام كفر صقر منذ 13 سنة لتسأل عن كيفية الحصول علي طفل لتربيته ولكن الدار لم توافق لضعف راتب زوجها الشهري. قال "محمد" إنه سيواجه معاناة في حياته خاصة وان له شهادتي ميلاد الأولي بتاريخ 17 9 لسنة 2002 والثانية التي قامت المتهمة بتدوينها له بتاريخ 17 9 لسنة 2003 وإنه لن يستطيع أن يفارق حضن أمه التي ربته ولكنه لن يقصر في حق أمه الحقيقية وأسرته وسوف يقوم بزيارتهم أسبوعيا لكن لن يترك حضن أمه الحقيقية مشيراً إلي أن والدته التي يقيم معها لم تبخل عليه بشيء وتحضر له الملابس التي يطلبها منها وعندما طلب منها شراء جهاز كمبيوتر أحضرته له في ساعات وإذ تعرضت الأم للحبس سيطلب أن يحبس معها وأنه لم تجف دموعه من لحظة علمه بالحقيقة. أما والده أحمد محمد حسن سجدت لله وبكيت من الفرحة بعودة ابني بعدما فقدت الأمل والحمد لله سندي في الحياة رجعلي تاني. قالت سمر ثروت خالة الطفل: الصدفة رجعت محمد لينا من تاني وشقيقته فاطمة صاحبة الفضل في عودته حيث قامت بنشر صوره علي صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي منذ أسبوع وتتذكر الايام الجميلة مع شقيقها وتناشد من يتعرف عليه يتواصل معهم والمفاجأة أن أحد أهالي قرية الشوبك بسطة مركز الزقازيق والتي تقيم فيها السيدة الخاطفة تعرف علي صورته واتصل علينا ووضعنا خطة لنتأكد بها من صدق المعلومة حيث اصطحبت شقيقت شيماء بعدما ارتدت نقابا وتوجهنا إلي منزل الخاطفة وطرقت الباب وعندما فتحت تعرفت عليها شقيقتي واعطتني اشارة وسألت السيدة عن منزل أحد الجيران فاشارت بيدها إلي منزل قريب منها وتوجهنا للمنزل بالفعل حتي لا تشك فينا خاصة وانها كانت أمام منزلها ثم غادرنا المنطقة وبعدما تأكدنا من الأهالي بوجود محمد معها وانها لا تنجب وأن زوجها توفي منذ سنوات وكتب منزل وأرض باسم محمد. أشارت إلي أن السيدة الخاطفة لم تعتني بمحمد حيث قامت بتشغيله في عدة أعمال واضطررنا إلي اللجوء للشرطة لتحرير محضر والغريب أن محضر الاختفاء كان سيغلق من أسبوع ولكن تم فتحه وعندما علمت المتهمة باستدعائها من قبل الشرطة اتصلت علي محمد في محاولة للهروب لكن رجال المباحث تمكنوا من الامساك بهما لنلتقط انفاسنا من جديد وعندما شاهدنا محمد دمنا حن ليه وفرحتنا الان لا توصف والقصاص العادل من الخاطفة أملنا. قالت مديحة محروس جارة الأسرة: شاركنا والدة محمد سنوات البحث عن ابنها وكانت قلوبنا تعتصر حزنا ولم نصدق ولو للحظة واحدة أن محمد عاد لاحضان امه من جديد التي صبرت طوال هذه المدة. قال جابر عبداللطيف أحد الجيران كان الله في عون أسرة محمد التي عاشت سنوات من الألم والحمد لله علي عودة ابنهم اليهم من جديد. قالت نسمة سالم زوجة عم محمد: بكيت من الفرحة وأطلقت الزغاريد عندما شاهدت محمد قالت نوال أحمد محمد جدته لوالده وأم كلثوم متولي محمد جدة الطفل لوالدته: عشنا المرار وتعبنا من اللف طيلة هذه السنوات وكنا نبكي كل يوم علي اختفاء محمد ولكننا لم نقطع الأمل ولو للحظة واحدة وتعشمنا في الله خيرا وكنا نسأل الله في كل صلاة أن يعود الينا والحمد لله رجع لينا واحنا في حالة فرح والأيام الحلوة هترجع من تاني. قالت مني ثروت خالة الطفل: وزعت المشروبات علي ابناء المنطقة احتفالا بالعثور علي محمد ابن اختي وبعودته الحزن غادر بيتنا والعدالة لازم تاخد مجراها مع المتهم. كان اللواء حسن سيف مساعد وزير الداخلية لأمن الشرقية قد تلقي اخطارا من اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية بابلاغ شيماء ثروت السيد إبراهيم 36 سنة ربة منزل ومقيمة حي النهضة مركز كفر صقر بسابقة قيامها بالإبلاغ بخطف نجلها محمد ممدوح عبدالفتاح حسين أحمد بتاريخ 19/7/2003 والذي كان يبلغ من العمر ثمان شهور ونصف آنذاك والمحرر بشأنه المحضر رقم 3856 إداري مركز كفر صقر لسنة 2003 والذي تضمن أنها اثناء تواجدها بالمركز الطبي بكفر صقر تعرفت علي إحدي السيدات وتوجها سوياً لسوق الخضار وأثناء شرائها بعض المستلزمات غافلتها وهربت بالطفل ولم تتمكن من العثور عليها.