تشهد مراكز محافظة الشرقية الشمالية ندرة في مياه الشرب والري ما دفع الأهالي إلي هجرة الأرض وقطع الطرق علي أمل تحرك المسئولين لكن دون جدوي ما دفع الغالبية منهم إلي استخدام المياه الجوفية المكلفة أو مياه الصرف الصحي الضارة. يقول محمد حسن "قرية شهداء بحر البقر" ان مئات الأفدنة مهددة بالبوار لانعدام وصول مياه الري للترع واضطررنا إلي الري من المصارف ما يهدد بكارثة صحية في ظل تلوث الخضروات والمحاصيل التي نأكلها ولابد من تحرك المسئولين خاصة أن مصدر رزقنا الوحيد من الأرض. يؤكد علي سليمان "صان الحجر" ان اختفاء مياه الري من الترع جعلنا نبكي علي مصير الاراضي الزراعية التي علي وشك البوار والخروج من الخدمة بعد ان كانت تنتج المحاصيل الزراعية ما يؤدي إلي تشردنا وارتفاع الاسعار من ناحية أخري ولابد من توفير المياه العذبة لأراضينا خاصة ان مياه الشرب هي الأخري غائبة عن بعض العزب والتوابع ويضطر الأهالي إلي شراء المياه من الجرارات التي تحملها في فناطيز أكلها الصدأ . يقول السيد رحمو "نقيب الفلاحين بالمحافظة" ان العشرات من الترع جفت واصبحت ديكوراً مما يهدد بخراب بيوت المزارعين العاملين في الزراعة والغريب أن اصواتهم بحت مع المسئولين علي أمل انقاذهم من الدمار الذي ينتظرهم ولكن لا مجيب.. مطالباً الحكومة بالتدخل العاجل لانقاذ آلاف الأفدنة العطشانة ودخولها الخدمة مرة أخري خاصة أن الغالبية اضطروا إلي استخدام المياه الجوفية المكلفة رغم ان بها نسبة ملوحة وتصيب الأرض بضعف الانتاجية بالاضافة إلي استخدام مياه الصرف التي تسبب كل الأمراض. يؤكد عبدالله حسن عبدالهادي "منشاة مبارك" ان مياه الري خاصمت الأراضي منذ قرابة الشهرين ما تسبب في بوار مساحات كبيرة وموت مشاتل الأرز إلي جانب اصابة أغلب الفلاحين بالبلهارسيا والفشل الكلوي. يقول محمد محمود "أولاد صقر" ان جفاف الترع يهدد زراعات الأرز خاصة وأن الغالبية قاموا بزراعة مساحات كبيرة لتوفير احتياجاتهم في ظل ارتفاع اسعاره كما تحولت الترع للأسف إلي مقالب قمامة والحيوانات النافقة والغريب اننا اصبحنا كعب داير علي الترع علي أمل وصول المياه لكن مات الأمل. يشير عبدالعال السيد إلي ان العديد من المزارعين مستأجرون للأرض وبوارها يجعلهم في ورطة وانفاق ما في جيوبهم علي ريها بطلمبات المياه الجوفية. يقول فرج محمد سالم نحن نعاني من أزمة مياه الري منذ 10 سنوات واضطررنا للاعتماد علي مياه الصرف الصحي لري الأراضي مشيرا إلي أن المنطقة كانت تتميز بوفرة مياه الري فيها قبل نحو 10 سنوات ثم قلت تدريجيا وتفاقمت الأزمة خلال السنوات الخمس الأخيرة بعد اضطرار الأهالي لتوصيل مواسير الصرف الصحي للترعة بسبب عدم وجود مشروع للصرف بالقرية. يؤكد أحمد شعبان فرج الله "مدير ملتقي أبناء قصاصين الأزهار" انهم فوجئوا بانقطاع مياه الري عن أراضي قرية قصاصين الأزهار والعزب التابعة لها التي تتجاوز مساحتها 20 ألف فدان ما دفعهم للتقدم بالعديد من الشكاوي للجهات المختصة دون جدوي. يرجع عبدالرحمن ابراهيم النجار "أحد الأهالي" سبب المشكلة إلي انعدام العدالة في التوزيع واستيلاء بعض القري علي حصص المياه المخصصة لقريتهم بعد تدخل الواسطة والمحسوبية علي حد قوله . يقول سالم الطرانيسي: اضطررنا إلي حرث الأرض بعد ان مات الأرز من العطش ومازلنا علي أمل توفير المياه لاعادة زراعة الأرض بمحصول الأرز. يقول وهبي فرج النجار القرية أنه في ظل قلة المياه اضطر الأهالي للري من مصرف حادوث المليء بمياه الصرف الصحي والنفايات ما يجعلنا عرضة للأمراض والأوبئة.