اتشحت قرية طحا الأعمدة بمركز سمالوط بالسواد بعد انتشار خبر مقتل مصطفي محمد مصطفي بائع الورد ابن القرية علي يد أمين شرطة بمدينة الرحاب. اليوم الحزين داخل جدران منازل قرية طحا الأعمدة كان مأساوياً للغاية والصراخ والعويل يهز أركان القرية ولغة العيون هي سيدة الموقف في ظل الهدوء الذي يسبق العاصفة بمجرد وصول جثمان القتيل تعالت الصراخات والهتافات بتطهير الداخلية من أمناء الشرطة المتجاوزين وردعهم. شيع الآلاف من أبناء القرية والقري المجاورة وأسرة القتيل جثمانه إلي مثواه الأخير. "المساء" التقت أسرة القتيل الذي خرج بحثاً عن لقمة العيش وعاد جثة هامدة. قال محمد مصطفي والد القتيل ل "المساء": "كان السند لنا في الدنيا وهو اللي بيرعانا ويصرف علينا و"حق ابني مش هيضيع ومش هسيب حق ابني". وطالب الرئيس السيسي بإعدام الشرطي في ميدان عام حتي تبرد النار المشتعلة في قلبه. قال: تقرير الطب الشرعي يقول إن ابني مات بطلق ناري دون وصف الطلقات النارية. فيما قالت عليا شقيقة مصطفي والدموع تغطي وجهها: عاوزة حق أخويا. قطعوه وطفوا نارنا.. وأقول للرئيس "اعتبره ابنك وهات للناس الغلابة حقهم يا ريس". أضاف عبدالعزيز محمد شقيق القتيل والدموع تنهمر من عينيه أن المتهم كان يفرض اتاوات علي العاملين وأصحاب الحرف الصغيرة بالمنطقة. وأنه تم تقديم عدة شكاوي ضده قبل الحادث للجهات المعنية ولكن دون جدوي. مطالباً اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بالقصاص من المتهم. أوضح أن شقيقه كان يسعي لكسب الرزق ومساعدة والده في نفقات الأسرة. خاصة أن والدتهما تعاني من تليف كبدي وحالتها الصحية متدهورة. قالت الحاجة ألماظة محمود والدة القتيل ل "المساء" إن نجلها سافر إلي القاهرة للعمل لمساعدتنا في تكاليف العلاج والحياة. وكان يعمل بائع ورد ويجلس يومياً مع صديقه بائع الشاي ليتناولا وجبة الإفطار يومياً ثم يتوجه إلي عمله الذي يبعد أمتاراً معدودة. أضافت أن آخر محادثة بينهما كانت منذ يومين ووعدها بزيارتها بعد غد لمشاهدة عروسته التي اخترناها له استعداداً لإجراء مراسم الخطوبة. إلا أن القدر لم يمهله. خاطبت الأم الرئيس قائلة: مش عاوزة حاجة من الدنيا.. الرجالة مش بتتباع بالفلوس عاوزة حق ابني. لازم القصاص العادل من أمين الشرطة وقتله كما قتل نجلي لأن الدم عمره ما يكون ميّه.