الأدخنة تؤدي إلي تلوث البيئة وموت النبات .. وإصابة الإنسان بحساسية الصدر والسرطان الرئويالمنوفية - نشأت عبدالرازق: يبدو أن بعض المسئولين تعودوا علي تجاهل معاناة المواطنين وعدم الإنصات إلي صرخاتهم بصورة جعلت آفة التراخي واللامبالاة تتفاقم يوماً بعد يوم. لكن هناك أوضاع خاطئة لا يجب السكوت عليها لأن النتيجة الحتمية ستكون كوارث. والأهالي في محافظة المنوفية يواجهون كارثة صحية وبيئية خطيرة نتيجة تراكم أكوام القمامة دون أن تجد أي تحرك جاد من المسئولين للقضاء علي تلك الظاهرة. ومما يزيد الطين بلة أن مسئولي الوحدات المحلية يصدرون فرمانات بحرقها في مقالب مخالفة للاشتراطات البيئية بدعوي أنها علي أملاكها أو تغض نظرها عن قيام الأهالي بحرقها بنواصي الشوارع. "المساء" التقت بعدد من الأهالي والمسئولين لتوضيح المشكلة وأبعادها وكذا أضرارها.س في البداية يؤكد علاء صلاح "موظف" من بركة السبع أن كافة الشوارع تخلو من صناديق جمع القمامة مما يضطر الأهالي إلي وضع الأكياس المملوءة بالقمامة في الأماكن الفضاء وربما علي نواصي الشوارع أمام المنازل مما قد يؤدي إلي حدوث مشاجرات. أو أمام المصالح الحكومية والمدارس الأمر الذي يجعلها مأوي لخلايا وأسراب الحشرات من الذباب والبعوض والزواحف والقوارض وكذا القطط والكلاب الضالة التي تنقل الأمراض والأوبئة بين المواطنين. أضاف أن الوحدة المحلية هدفها فقط تحصيل الأموال من الأهالي وأصحاب المحلات دون تقديم أي خدمة.. مشيراً إلي أنه يتم تحصيل رسوم نظافة بواقع 3 جنيهات للشقة و10 جنيهات للمحل. قال المحمدي أبوسمرة من شنتنا الحجر: عربات جمع القمامة التابعة للوحدة المحلية غير منتظمة في مواعيدها وتأتي 3 مرات أسبوعياً والعربة عبارة عن جرار بمقطورة مكشوف تقع وتتطاير منها بعض المخلفات نتيجة لارتفاعها. موضحاً أنه لا توجد صناديق قمامة بالشوارع الرئيسية وسبق سرقة صناديق ذات عجلات كانت تتواجد بالشوارع لإلقاء القمامة فيها. طالب أبوسمرة بضرورة دفع أجور عمال النظافة التي لا تتعدي 250 جنيهاً للعامل. بالإضافة إلي منحة بدل عدوي وليكن من صندوق الخدمات التابع للمحافظة وليس من دخل المنظومة نفسها حتي ينتظم العامل في عمله مع توعية المواطنين بمراعاة مشاعره وعدم توجيه نظرات سخرية إليه إلي جانب تعاونهم مع الوحدة المحلية بسداد رسوم المنظومة بانتظام لتتمكن من إصلاح الجرارات والمعدات المعطلة ومن أجل تقديم الخدمة المثلي لهم حفاظاً علي نظافة الشوارع. مقلب القمامة بجنزور أشار عاطف أبوشريف إلي أن هناك عدداً من الأشخاص يسمون ب "السريحة" يقومون بفرز أكوام القمامة في الشوارع وكذا المقالب للحصول علي المخلفات البلاستيكية والورقية ويتركونها مبعثرة. موضحاً أنه يوجد أمام مقلب القمامة بجنزور والكائن بين الزراعات والمطل علي بحر شبين عدد منهم يقومون بفرز هذه المخلفات وفصل مكوناتها وتصنيفها ثم تعبئتها في أكياس كبيرة ونقلها بعربات الكارو إلي التجار. أكد إبراهيم المحروقي "موجه بالتعليم" من أشمون أنه من الكوارث التي تؤرق المضاجع مشكلة تلوث البيئة وكثرة القمامة المتناثرة في كل مكان. والأكثر ألماً ومرارة أنه لا يوجد حل لها سوي إحراقها في أماكنها مما أدي لتفاقم الكارثة. موضحاً أنه بعد أن كانت آثارها السلبية تنعكس علي العين والأنف والأذن تعدت بعد إحراقها إلي الصدور ومما يزيد النفس حسرة أن هناك رسوماً تحصل بهدف النظافة ولا يوجد لها أثر سوي تلك الآثار السلبية من خروج ألسنة النيران وتصاعد أدخنة تؤذي الجهاز التنفسي . وطالب المسئولين بمعالجة هذه المخلفات بواسطة مصانع للاستفادة منها. كما يجب علي الإنسان الحرص علي النظافة وتقليل هذا الكم من المخلفات مع إيصالها إلي الأماكن المخصصة لها. أوضح محمد الجندي من قرية مسجد الخضر بالباجور أنه يتم دفع رسوم النظافة دون وجود أي خدمة ملموسة . أشمون لم تعد أجمل مدينة قالت عالية فارس من أشمون: ياخسارة فبعد أن فازت أشمون بأجمل مدينة علي مستوي الجمهورية في عصر اللواء أبوالمعاطي الدكروري رئيس الوحدة المحلية الأسبق. ساءت حالة الشوارع بها وامتلأت بالقمامة واكتفي المسئولون بمرور عربة جمع القمامة كل فترة لضمان تحصيل رسوم منظومة النظافة فقط من الأهالي. أما الحاج فتحي شرف من شبرا باص مركز شبين الكوم فأشار إلي أن القمامة يتم إلقاؤها علي ترعة البحري وطريق ترعة الباجورية ومسقاة العراقية. متسائلاً أين تذهب رسوم النظافة التي يتم دفعها إذا كنا لا نلاحظ في المقابل أي خدمة من الوحدة المحلية. أوضح سامي رمضان أن إهمال النظافة العامة وتزايد أكوام القمامة سلوك أخذ الطابع الجمعي وليس قاصراً علي فئة أو طبقة بذاتها. موت النباتات الصغيرة من جانبه أكد د. الشوادفي منصور شريف أستاذ أمراض النبات بكلية الزراعة - جامعة المنوفية - أن حرق أكوام القمامة وسط الزراعات ينتج عنه غاز أول أكسيد الكربون وهو مادة سامة للنبات خاصة الخضروات والفاكهة التي تتأثر به ويؤثر علي عملية الفتح والتنفس فيها ويؤدي إلي إصابتها ببعض الأمراض . وقال د. أسامة فهيم منصور أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب - جامعة المنوفية إن خروج الغازات السامة والكربون نتيجة احتراق القمامة يزيد من نهجان مرضي القلب والصدر ويؤدي إلي ارتفاع معدل الإصابة بالحساسية والربو وضيق التنفس والنزلات الشعبية فضلاً عن الالتهابات الشديدة في العين والأنف.. مشيراً إلي أنه من بين هذه الغازات السامة ما يسب الإصابة بالسرطان الرئوي. من جانبه قرر المحافظ المستشار أشرف هلال محافظ المنوفية زيادة الاستثمارات في مجال تحسين البيئة بأنحاء المحافظة إلي 42 مليون جنيه علي 173 مشروعاً تمثلت في تجميل مسافة 21 كيلومتراً بمدينة سرس الليان بتكلفة 19 مليون جنيه إلي جانب شراء مهمات نظافة في مختلف المراكز بتكلفة 881 ألف جنيه. بالإضافة إلي نقل مقالب القمامة بتلا ومنوف وشراء 23 عربة قلاب بتكلفة 5.7 مليون جنيه.