حضور هم أمامي علي الشاشة الصغيرة مفاجأة جميلة فعلاً.. وكذلك سماع أحدهم يغني أشبه بنسمة صافية من عبق ميادين التحرير.. الأغنية والمُغني "بيان" جديد عن روح جديدة تدب في مجال الأغنية الشبابية إحساس راق. وكلمات مختارة بلحن مركز فضلاً عن إحساس شعبي عميق. وهادئ. ورسالة موجزة وعذبة استقبلتها بتفاؤل صباح الجمعة وأنا أتجول بين القنوات. أسماؤهم التي التقطتها أمير وتامر وآدم.. والفرقة الغنائية "كايروكي".. لا أملك الاعتراض علي الاسم لأنني لم أفهمه. وربما لو سمعت اللقاء من أوله علي قناة "أون.تي.في" كنت توصلت إلي دلالاته. هل جاء تعارفي علي هؤلاء الشباب متأخراً؟ هل سمعت انت أغنية "مطلوب زعيم".. ومواصفات هذا الزعيم؟ تقول الأغنية ضمن ما تقول: "يكون واحد زينا ويكون بياكل أكلنا.. ويكون "دكر" وعندما سأله المذيع يوسف بماذا تعني. الاجابة: جدع خشن. قادر. شجاع الخ الخ المفهوم الشعبي لكلمة "دكر". وفي الأغنية التي غنتها هذه الفرقة قبل 25 يناير تفاجأ بأنها كانت تبشر بالثورة. وتحمل أشواقا كبيرة للتغيير من كلماتها: "تفوت أيام وأسمع كلام. عن حلم راح وانتهي. نفسي أنادي بأعلي صوت. نفسي أكسر الحواجز. نفسي أغير وأتغير. الشباب الثلاثة أعضاء الفرقة. مصريون بملامح وسيمة مريحة. وهيئتهم توحي بأنهم أبناء طبقة متوسطة ميسورة وسلوكهم ولغة حوارهم تنم عن تهذيب عفوي! والأهم من هذا الانطباع الذي قد لا يكون دقيقا انهم يمتلكون إرادة التغيير بدليل اقتحامهم مجال الأغنية السياسية الموجهة دون خوف من الفشل. ولو كانوا استشاروا أحداً ممن يملكون فهما تقليديا ونمطيا للأغنية الناجحة لما كانوا ضيوفا علي قناة ناجحة و"مودرن" وبإيقاع عصري وفهم مستنير لدور الإعلام ووظيفته مثل أون.تي.في .(ON TV) حين يطل التفاؤل من أي باب أو حتي من شق في جدار صلب أجدني سعيدة خصوصاً في أيام عصيبة امتلأت بالبلطجية وجيوش الظلام التي تهاجمنا وتغتال تفاؤلنا من آن لآخر. و"كايروكي" فرقة حديثة بنفس ثوري وروح تواقة إلي الإمساك بحلم مراوغ مازلنا لم نقبض عليه. شباب يريد أن يكسر الحواجز فاللهم اكفهم شرور من يكسرون الهمة ويضعفون العزم. أخشي أن أكون بعيدة عن مثل هؤلاء الشباب المبشرين بمصر ما بعد الثورة. ومن ثم أفاجأ بفرق عديدة بهذا الطموح لم أسمع بها ولم أتعرف عليها!