هل تذكرون التهديات التي أطلقها قادة الإخوان في مصر. قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة التي تنافس فيها الدكتور مرسي والفريق شفيق؟! أكيد أننا جميعا نتذكر كيف هددوا بإشعال البلاد نارا. وأن الدماء ستجري في الشوارع أنهارا إذا لم يفز مرشح الجماعة الدكتور مرسي بالرئاسة. أمس الأول. فعلها "دونالد ترامب" ملياردير العقارات الأمريكي. مرشح الحزب الجمهوري الذي يتصدر سباق حزبه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. في مواجهة هيلاري كلينتون التي تتصدر مرشحي حزبها الديمقراطي. فرق بسيط بين الحالتين: قادة الإخوان هددوا الدولة المصرية بشعبها وقيادتها.. و"ترامب" هدد فقط حزبه الجمهوري. قال ترامب: انتظروا فوضي في البلاد. إذا تم منعي من الترشح عن الحزب للرئاسة. أضاف: اعتقد أنه ستحدث أعمال شغب.. إنني أمثل الملايين من الناس. يبدو أن للتطرف أسلوبه الذي لا يتغير في أي زمان أو مكان.. يريد كل شيء بالتهديد. ربما يلتمس البعض العذر للإخوان. فقد عاصروا كل عمليات التزوير التي كانت تتم في كل انتخابات. سواء رئاسية لتظهر النتائج 99%. أو برلمانية. ليكتسح التنظيم أو الحزب الحاكم أغلبية المقاعد. ولذلك. إذا أخذنا تهديدهم علي محمل برئ وحسن النية. فهو تهديد موجه لمن قد يفكر في تزوير نتيجة الانتخابات الرئاسية. خاصة والمرشح المنافس لهم "عسكري" سابق.. إدارة العملية الانتخابية تمت في ظل قيادة "المجلس العسكري للبلاد". لكن.. في نظام ديمقراطي كامل كالنظام الأمريكي. ما الذي يحمل مرشحا علي أن يهدد ممثلي حزبه الذين سيصوتون علي ترشيحه أو عدم ترشيحه بأن الفوضي ستعم أمريكا إذا لم يصوتوا لصالح ترشيحه. أو بعبارة موجزة تترجم تصريحاته: أنا أو الفوضي؟! لا تفسير لذلك إلا إجابة واحدة: إنه التطرف. دونالد ترامب.. يتبني أكثر الخطابات تطرفا لمرشح جمهوري أو ديمقراطي. أو حتي مستقل. في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية. هو من تعهد في جولاته الانتخابية بترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي يقيمون علي الأراضي الأمريكية. هو من قال إنه في حالة فوزه برئاسة أمريكا سيمنع المسلمين من دخولها. هو من وعد إذا وصل للبيت الأبيض ببناء جدار عازل علي طول الحدود مع المكسيك. جارة أمريكا في الجنوب. حتي يمنع تدفق اللاجئين وشبكات الدعارة وعصابات المخدرات عبر هذه الحدود. الخطاب المتطرف ل "ترامب" ايقظ فتنة كانت نائمة.. فقد حرك نوازع التطرف لدي أمريكيين لم يكونوا يجدون من يتيح لهم الفرصة لذلك. التطرف يولد التطرف. كما أن العنف يولد العنف. ولذلك. كانت حملة "ترامب" الانتخابية. هي أيضا الأولي في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تتخللها أعمال عنف وبلطجة. ويتم فيها إلغاء فعاليات تجنبا لإراقة دماء. وربما يكون "ترامب" أيضا أول مرشح في الانتخابات الرئاسية يتفق البيت الأبيض مع الاتحاد الأوروبي علي رفض خطابه العنصري المتطرف لأنه خارج سياق قيم الديمقراطية ويشوه صورة الغرب في العالم. التطرف - مثلما هو واضح - كالإرهاب.. لا دين له ولا وطن.