هو الذي وافق القرآن في أربعة مواضع وله قصة مع سورة طه وهي سبب إسلامه وهو ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وهو أول أمير للمؤمنين إذ كان أبوبكر ينادي بخليفة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وعمر بأمير المؤمنين وهو الوزير الثاني للرسول - صلي الله عليه وسلم - وأبوحفصة زوج رسول الله وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما رواه ظهره قال عبدالله بن مسعود "إن إسلام عمر كان فتحا وان هجرته كانت نصرا وان إمارته كانت رحمة" ولقد سقط شهيدا وهو يصلي بالناس إماما قتله عدو الله أبو لؤلؤة المجوسي لما مات قالت السيدة أم أيمن: "اليوم وهي الإسلام" وسبب إسلام عمر انه كانت له أخت اسمها فاطمة قد أسلمت هي وزوجها سعيد بن زيد وهما مستخفيان بإسلامهما وكان خباب بن الأرت يعلمهما القرآن فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد الرسول - صلي الله عليه وسلم - فلقيه نعيم بن عبدالله فقال له: أين تريد يا عمر؟ فقال: "أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينال وسب آلهتها فأقتله" فقال له نعيم: "والله قد غرتك نفسك من نفسك يا عمر" أتري بني عبد مناف تاركيك تمشي علي الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلي أهل بيتك فتقيم أمرهم اختك وزوجها فقد أسلما؟ فتحول عمر إلي بيت اخته فاطمة بنت الخطاب وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرؤها عليهما فلما سمعا صوت عمر تغيب خباب في مخدع لهم وخبأت فاطمة الصحيفة وقد سمع عمر هيمنة. فقال: "ما هذه الهيمنة"؟ قالا له: "ما سمعت شيئا" قال: "بلي لقد علمت أنكما أسلمتما" ثم ضرب ختنه سعيد ثم بطش بأخته لما دافعت عن زوجها. فأدمي وجهها فقالا له: "نعم قد أسلمنا فاصنع ما بدا لك" فندم عمر لما رأي الدم علي وجه اخته فقال لها: "أعطني الصحيفة" فقالت له: "انا نخشاك عليها" فحلف لهما عمر بالالهة ألا يمسها بسوء وكان عمر قارئا فقالت له اخته: "يا عمر انك مشرك نجس وهذا قرآن لا يمسه إلا طاهر. قم فاغتسل فاغتسل عمر. فقرأ من أولها حتي وصل إلي قول الله تعالي: "وهل أتاك حديث موسي"9" إذ رأي نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد علي النار هدي"10" فلما أتاها نودي ياموسي"11" إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوي"12" وأنا اخترتك فاستمع لما يوحي"13" ثم قال: "ما أحسن هذا الكلام وأكرمه" فخرج خباب وقال له: "الله الله يا عمر. والله إني لأرجو أن يكون الله خصك بدعوة نبيه إذ قال: اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو عمر بن الخطاب" وأسلم عمر وحسن إسلامه وكان رقم أربعين في الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - ولكنه قفز قفزة في الايمان فأصبح الرجل الثاني بعد أبي بكر