معاش التكافل والكرامة.. عنوان جميل يهدئ النفس ويجعلنا نشعر بأن المواطن المصري الفقير ومحدود الدخل سوف يجد ما يعينه علي الحياة ويحافظ علي كرامته وإنسانيته.. ولكن هذا لم يحدث بل جاء هذا المعاش وهو يحمل في طياته لعنة الاغنياء الذين انتفخت جيوبهم ومع ذلك لم يكتفوا بل طمعوا في هذا المعاش وكانوا أول من تقدموا ليحصلوا عليه بالواسطة والمحسوبية والرشوة وقد فازوا به. والسبب أن وزارة التضامن الاجتماعي وضعت شروطاً لهذا المعاش تفتقر للجدية في اختيار من يستحقه وحدث التلاعب فيه بالفعل لأن هذه الشروط خلت تماماً من البحث الاجتماعي علي أرض الواقع الذي يثبت من يستحقه ومن لا يستحق.. ولكن الوزارة تركت الأمر في أيدي الموظفين يفعلون به ما يشاءون وما يحلو لهم في معاش الغلابة خاصة وكلنا يعلم بأن معظم الموظفين عندنا أصبحوا كسالي مما جعلهم يقومون بعمل كافة الإجراءات المطلوبة والبحث الاجتماعي لهذا المعاش وهم جالسون علي مكاتبهم مما أعطي الفرصة لمعدومي الضمير للتلاعب بأموال الفقراء بتحديد من يستحق هذا المعاش حسب هواهم. * ففي منشأة ناصر تقدمت أكثر من 18 ألف سيدة بالأوراق المطلوبة من أجل الحصول علي معاش التكافل والكرامة في شهر يوليه 2015 منهن علي سبيل المثال ثريا فرج ونادية جاد وسحر صالح ولكن حصل عليه من ليس عنده كرامة من الاغنياء حيث انتظر الفقراء ومحدودو الدخل كثيراً للحصول عليه لكي يعيشوا حياة كريمة لأن معظمهم من الأرزقية الذين لا يمتلكون قوت يومهم.. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وتم إعلان الفائزين بهذا المعاش والكل جري وذهب ليبحث عن اسمه ولكن كانت الصدمة كبيرة حيث وجدوا بالكشوف فوز حوالي 9 آلاف سيدة أكثرهن من الاغنياء منهم زوجة الجزار والنجار وتجار الملابس بالموسكي وزوجات أصحاب محلات بوسط البلد وشارع عبدالعزيز من الذين يتصدقون عليهم في الأعياد باللحوم وأموال الزكاة في شهر رمضان وغيرهم كثيرون من أصحاب الورش والمحلات مما أدي إلي ثورة غضب عاشها الفقراء منذ شهر تقريباً. * تقدموا بشكاوي عديدة لبحث حالتهم ولتوضيح الأمر لوزيرة التضامن الاجتماعي ولكن لا حياة لمن تنادي لأن الشروط التي تم وضعها قد حدث فيها تلاعب وهي تقديم مستندات تؤكد أن لهم أبناء بالمدارس وأن الأم ليس لها رقم تأميني حتي لا تكون من أصحاب الأعمال أو الموظفين ولأن معظم سيدات المناطق الأكثر عشوائية وشعبية ربات بيوت فقد جاء من هنا التلاعب. * ولذلك نقول لوزيرة التضامن الاجتماعي إن الثورة قامت بالفقراء ومحدودي الدخل ونجحت بهم وانتظروا كثيراً لأكثر من 4 سنوات من أجل حصاد أهدافها وهي عيش حرية عدالة اجتماعية ولكن بمجرد أن خرجت البذرة الأولي التي ستطعمهم وتغنيهم ذل السؤال والجوع جاء من خطفها منهم بكل جبروت بمساعدة معدومي الضمير.. ورغم تقديم الشكاوي لوزارة التضامن الاجتماعي إلا أنه لم يتحرك أحد حتي الآن. * لذلك نطلب من د. غادة والي وزيرة التضامن إعادة الحق لهؤلاء الغلابة والبحث في شكواهم والتحقيق مع من قام بعمل إجراءات هذا المعاش من الموظفين بمكاتب الشئون الاجتماعية وسؤالهم لماذا تجاهلوا الأرزقية ومحدودي الدخل والغلابة مما يستحقون معاش التكافل والكرامة.. لابد من اتخاذ إجراء رادع لكل من سولت له نفسه التلاعب في أموال الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر. * نظرة يا سيادة الوزيرة لهؤلاء من أجل إعطائهم حقهم المسلوب بفعل فاعل فهم أشد حاجة لحياة كريمة يفتقدونها لفقرهم الشديد.. لابد من محاربة الفساد الذي مازال يستشري في وزارتك لابد من إلغاء المحسوبية والضرب بيد من حديد للمرتشين والموظفين الكسالي الذين ضيعوا حقوق الفقراء. * نحن نحتاج لرد ببحث حالات هؤلاء الناس لكي يحصلوا علي هذا المعاش.