من يتبجحون ويقولون إن 25 يناير ثورة.. أولي بهم أن يتواروا خجلاً مرتين: مرة لأنه اتعمل بهم "مؤامرة" نُسجت خيوطها خلف الأطلنطي ونفذها الاخوان وجناحهم العسكري حماس وحزب الله اللبناني والنخبة العرة الذين تدربوا في صربيا وهولندا وقطر علي كيفية اسقاط الأوطان وليس الأنظمة فقط. ومرة أخري لأنهم جميعاً سواء المتآمرين أو المخدوعين كادوا يضيعون بلداً كان آمناً ومستقراً وهو الآن يعاني توابع الخيانة القذرة. لا دخل لي بما تم حشره في ديباجة الدستور.. ولا اتكلم من فراغ.. بل إن الواقع الذي عشناه قبل 25 يناير ونعيشه الآن هو الذي يقول أن 25 "زفت" لم تكن ثورة ابداً.. صحيح أن قطاعاً كبيراً من الشعب كانت له مطالب مشروعة وصحيح أنه كان هناك قصور لكن لا العقل ولا المنطق يقولان أن تحقيق المطالب وعلاج القصور يستوجبان اسقاط الدولة.. وتعالوا نقارن. * كل رؤساء مصر قبل 25 "خساير" بمن فيهم مبارك الذي يتعرض تاريخه الوطني وشرفه العسكري للتنكيل الظالم كلهم وعلي مدي 59 عاماً كانوا وطنيين بحق لم يفرط أحد منهم في ذرة رمل واحدة والتاريخ يشهد بذلك.. وفي سنة واحدة حكمها الخائن مرسي اتفق علي تقسيم البلد وبيعها لحماس وإسرائيل والسودان.. وتقولون ثورة..!!! * لم تكن اثيوبيا تجرؤ علي أن تبني سدا لا أيام ناصر ولا السادات ولا مبارك.. لكن بعد مؤامرة "الفوضي الخلاقة" بدأت اديس ابابا في البناء لأن مصر لم تكن موجودة علي الخريطة وقتها.. ثم جاء الخائن مرسي ليفضحنا من خلال الاجتماع "السري" الذي اذاعه علي الهواء مباشرة حول السد.. ونفس الشيء بالنسبة للسودان في موضوع حلايب.. وتقولون ثورة!!! * بعد الاطاحة بالاخوان الخونة.. عاد الوطنيون من جديد لتولي السلطة "منصور ثم السيسي".. لكن لأن فاتورة المؤامرة والخيانة عالية ومازالت تستنزف أرواح رجالنا وأموالنا فإن إصلاح ما خربه ويخربه الإخوان الإرهابيون سيحتاج لوقت وجهد وتضامن.. وتقولون ثورة..!!! * لأن مصر هي رمانة الميزان في المنطقة فكان طبيعياً أن تنهار المنطقة بعد أن تولي حكم مصر من تآمروا عليها وها نحن نري بحسرة أحوال ليبيا وسوريا والعراق واليمن والتحرشات بدول الخليج وفي مقدمتها السعودية.. وتقولون ثورة..!!! * عشية 25 "خساير" كان الاحتياطي الاستراتيجي 36 مليار دولار وهو الأعلي في تاريخ مصر.. ونتيجة للفوضي ظل يتقلص حتي وصل في سنة الإخوان السوداء إلي 12 مليارًا.. وبعد ثورة 30 يونيه اخذ يرتفع بالمساعدات الخليجية وينخفض بسداد ودائع قطر التي طلبتها نكاية بنا بعد اسقاط الإخوان وكذلك سداد ديون نادي باريس وتوفير السلع الاستراتيجية خاصة القمح والمواد البترولية ولم يزد الآن علي 17 مليارًا.. وتقولون عن 25 "خساير" ثورة..!!! * وعشية هذه الليلة الغبرة كان الاقبال السياحي هو الأكبر حيث بلغ عدد السياح 17 مليون سائح.. الآن وبسبب الإرهاب الإخواني واخواته فإن عدد السياح لا يتجاوز بضعة آلاف.. وكانت كل الفنادق في مثل هذا الوقت كاملة العدد.. اليوم هناك فنادق اغلقت ابوابها.. وتقولون ثورة..!!! * وعشية تلك الليلة المهببة لم تكن هناك سوي الجرائم المعتادة.. فالشارع آمن والناس ايضا والمؤسسات في حماية.. لكن في يوم الجمعة 28 يناير اقتحم "راكبو الأحداث" السجون واحرقوا اقسام الشرطة ومؤسسات الدولة والمولات واصبح خطف النساء والسرقة اسلوب حياة.. ومازالت الشرطة تدفع ثمن وطنيتها واخلاصها في تأمين البلد والشعب حيث فقدت في السنوات الأربع 740 شهيدًا واكثر من 18 الف مصاب.. وتقولون ثورة..!!! * حتي الرياضة بعد ان كانت في العلالي انحدرت إلي ادني مستوي نتيجة الإرهاب واقامة المباريات بدون جمهور.. والثقافة "شرحه" فقد اصبحنا نري تافهين يتصدرون المشهد الثقافي وتطبل لهم فضائيات العهر عن قصد لتحقيق المزيد من الانهيار الثقافي والأخلاقي والفني.. بل ان القضاء ايضا تعرض للغزو وحوصرت المحكمة الدستورية العليا في حماية الإخوان وحاول قضاة "الاستغلال" بالغين وليس بالقاف هدم هذا الكيان ولكنهم فشلوا.. وتقولون ثورة..!!! * القطاع الوحيد الذي لم يتعرض لانهيار كلي أو جزئي علي الاطلاق هو الجيش.. بل زاد قوة تسليحًا وافرادًا وجاهزية بعد تولي السيسي الرئاسة وهاهو يخوض حربًا عالمية ضد الإرهاب ويبرهن علي ان خير اجناد الأرض هم صمام الأمان للبلاد والعباد والأمن القومي المصري. نتفق أو نختلف علي رأي ما فهذا امر طبيعي.. لكن لا خلاف علي وطن.. ومن ثم فإن اصرار البعض علي ان 25 يناير ثورة انما يؤكد ان "حمرة الخجل" لم تزر وجوههم يومًا وانه لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالوطنية والرجولة.. ومن يغضب من الحقيقة "يتفلق".