في الشتاء القارس تصبح غرفة نومك شديدة البرودة لدرجة أن البرد يخترق عظامك. وتستطيع بالكاد أن تشعر بأطراف أصابعك.. لكن سرعان ما يمكنك اللجوء إلي "السويتر ذاتي التدفئة". وقد تساءل: ما هذا السويتر الذي لم نسمع به من قبل؟ علماء جامعة ستانفورد توصلوا إلي طريقة لتغطية الملابس بشبكة من الأسلاك الفضية متناهية الدقة. لا تعمل فقط بمثابة عازل أفضل من الملابس العادية. وإنما تولد حرارة لتدفئتك. ويمكن للأنواع الرخيصة من هذه الملابس أن تحتل أرفف المتاجر خلال 3 سنوات. حسبما يقول الباحثون. اهتدي فريق الباحثين للفكرة عندما وجدوا أن حوالي نصف استهلاك الطاقة العالمي يذهب لتدفئة المنازل والمباني» وهذا يتسبب في انبعاث حوالي ثلث غازات الاحتباس الحراري. وفي محاولة لتخفيض فاقد الطاقة والحفاظ علي الحرارة داخل المباني. سعي المهندسون لتحسين خصائص العزل في مواد البناء.. لكن فريق ستانفورد ركز جهوده للحفاظ علي تدفئة الأشخاص. لا لتدفئة المباني.. ويمكن للملابس العادية أن تحافظ علي دفء الجسم. لكنها تسمح بتسرب الكثير من حرارة الجسم إلي الجو. ونظراً لأن الفضة يمكنها توصيل الكهرباء. فبإمكان بطارية صغيرة أن توفر تياراً صغيراً لتسخين الأسلاك متناهية الصغر الموجودة بالملابس وتحقيق تدفئة إضافية. لماذا لا يستخدم العلماء معادن أخري غير الفضة؟ صحيح أن سطح المعدن يمكن أن يعكس الحرارة الصادرة عن الجسم مرة أخري نحو البشرة. لكن المعدن صلب. والناس يريدون أن تكون الملابس طرية ونفاذة. والحل يكمن في استخدام أسلاك نانوية فاذقة الرقة مصنوعة من الفضة. أي أرخص من الذهب وأكثر ثباتاً من النحاس. الذي يصدأ. حيث تتكون علي سطحه طبقة خضراء عند تعرضه للهواء. ونظراً لأن الفضة يمكنها توصيل الكهرباء. فإن بطارية صغيرة تستطيع بث تيار كهربائي ضعيف لتسخين الفضة. ولتغطية الملابس بالفضة. غمرها الباحثون في محلول يحولها إلي طبقة من الأسلاك النانوية عندما تجف. وبذلك يصبح لدينا ملابس تسمح للعرق بالتسرب ومزودة بأسلاك نانوية لا تتعرض للتقشر في الغسالة. ولأن الأسلاك النانوية رقيقة جداً. فهذا يجعل ما تحتاجه الملابس من الفضة قليلاً جداً.. ويقول العلماء إن تغطية سويتر بالأسلاك النانوية من الفضة سيضيف 10 دولارات فقط لسعره علي أكثر تقدير وارتداء هذه المادة سيوفر حوالي 1000 كيلووات/س لكل شخص سنوياً. أي مقدار ما يستهلكه منزل أمريكي في شهر. لكن هل سيرتدي الناس السويتر المغطي بالأسلاك النانوية؟ يقول العلماء إن فطام الناس من استعمال أجهزة التدفئة يحتاج لما هو أكثر من "الملابس الدافئة" ورغم أنه يمكن ارتداء الملابس الثقيلة. فكثير من الأشخاص يفضلون تشغيل أجهزة التدفئة. حسبما يقول الباحثون.. فتخفيض استهلاك الطاقة لا يحتاج للتكنولوجيا فقط... بل يحتاج لتغيير نمط حياة الناس. الخطوة التالية تتمثل في سعي الباحثين لتحسين قوة تحمل هذه المادة.. كما يسعون أيضاً للتوصل إلي مادة ذاتية التبريد. يمكنها أن تقلل اعتماد الناس علي أجهزة التكييف في الصيف.. وفي القريب العاجل سيصبح من السهل مواجهة ارتفاع حرارة المناخ بارتداء الملابس.