اسمها "تساي إنج وين" مواليد 1956. تحمل درجة الماجستير في القانون من جامعة كورنيل بالولايات المتحدةالأمريكية. والدكتوراه من بريطانيا. هذه هي المرشحة الأولي للفوز في انتخابات الرئاسة في جزيرة تايوان. والتي تجري غدا. وتايوان كانت جزءا من الصين وانفصلت.. وأصبحت موضع نزاع بين أهلها - 23 مليون نسمة - الذين يريدون الاستقلال الكامل. والصين التي مازالت تعتبر الجزيرة جزءا منها. وتحول دون حصولها علي اعتراف دولي كامل. ومن هنا. فإن قضية الاستقلال هي القضية الأولي. دائما. في كل انتخابات رئاسية أو عامة في تايوان. وكل التايوانيين متفقون علي ضرورة الاستقلال. لكنهم مختلفون حول.. متي.. وكيف. هناك "القوميون" المتشددون الذين يقولون: الآن. حتي لو أدي الأمر إلي المواجهة مع الصين. وهناك "الديمقراطيون التقدميون" الذين تقودهم "تساي انج وين". وهم واقعيون. يرون أن الاستقلال الكامل عن الصين الآن. مستحيل. وكذلك المواجهة معها. ولذلك تتبني "تساي" منهج الاستقلال التدريجي. ومن خلال الحوار البناء مع الصين. وأن يكون الهدف في كل مرحلة من مراحل الحوار هو الحصول لتايوان علي أفضل صفقة متاحة. ويبدو أن هذا هو التيار الغالب حاليا بين التايوانيين. فاستطلاعات الرأي التي أجريت في الأيام الماضية اثبتت أن "تساي" تتصدر سباق الانتخابات. خصوصا أنها كانت منذ عام 2000 المفاوض الرئيسي لتايوان مع الصين. وتحظي بتقدير المسئولين الصينيين. ويمكن أن تحقق أفضل وضع للجزيرة مع الصين. وقدراتها التفاوضية. هي التي جعلتها تتقبل أي هزيمة. لكنها ما تلبث أن تواصل طريقها وتدخل في جولات جديدة. فقد سبق لها أن خاضت الانتخابات علي منصب عمدة العاصمة تايبيه عام 2010. وخسرتها أمام مرشح الحزب القومي الحاكم.. ثم خاضت انتخابات الرئاسة عام 2012 وخسرتها أيضا. دون أن يدفعها ذلك إلي التراجع. وتقول "تساي" إن مثلها الأعلي هو المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل".. وتصفها بأنها زعيمة قوية. لكن قوتها - في رأي "تساي" - لا تكمن في شعبيتها. وإنما تكمن في عقلها وإرادتها. وتضيف "تساي".. وهذا ما تحتاجه منا قيادة الدول الحديثة. ولو نجحت "تساي".. غدا في الانتخابات. فسوف تكون حلقة جديدة في سلسلة نساء القارة الآسيوية اللاتي تولين الزعامة في بلادهن. قبل أن تعرف المرأة الأوروبية الطريق إليها. وهي السلسلة التي بدأت بأندير أغاندي في الهند. وبي نظير بوتو في باكستان. وبندرانيكه في سيريلانكا. ومجيدة في بنجلاديش وكورازون اكينو في الفلبين. وهو ما جعلني أطلق تعبيرا عن هذه الحالة منذ تسعينيات القرن الماضي وهو أن "آسيا تنتج الزعيمات وتصدر الخادمات". ومازالت هيلاري كلينتون تجاهد لكي تكون أول امرأة تحكم أمريكا.