تجري الآن في ميدان التحرير ومنذ أيام محاولة جادة جداً لتشكيل قيادة أو إدارة موحدة للميدان بالإمكان إذا نجحت أن تكون بداية لتشكيل قيادة أو إدارة موحدة للثورة بعدما تأكد أن عدم وجود قيادة أو إدارة موحدة لها هو السبب المباشر في حالة السيولة التي يلحظها الجميع وما يصاحبها من اختلاف بين فصائل الثورة حتي وصل الأمر إلي حد تبادل الاتهامات وانتشار الشائعات وارتكاب بعض الحماقات التي بدأت فعلاً التأثير علي شعبية وربما سلمية هذه الثورة. ويعرف القائمون علي هذه المبادرة وهم مصريون مستقلون أن هناك عقبات كثيرة أولها تمسك الكثيرين من الثوار أو أدعياء الثورة المندسين بينهم بالمظاهر والأطروحات الفصائلية ضيقة الأفق ولكنهم فيما أعرف جادون في العمل علي تجميع أكبر قدر ممكن من المعتصمين في ميدان التحرير والمترددين عليه حول المشترك العام دون المختلف عليه. وأعتقد ان هذا المشترك كثير جداً مما قد يسهل عليهم المهمة لو صدقت النوايا. ويرفع أصحاب هذه المبادرة شعارا جيدا هو "ايد واحدة قيادة واحدة" بالإضافة إلي شعارات أخري مثل "لا اتهامات ولا إشاعات. إما دليل وإما سكات" و"لا تكفير ولا تخوين. احنا جميعا مصريين" وهي جميعها شعارات تعبر بصدق عن رأي الأغلبية العظمي من المعتصمين والثوار الآخرين داخل ميدان التحرير وخارجه. والمستهدف من هذه المبادرة ليس فقط تشكيل قيادة أو إدارة واحدة للميدان ثم الثورة ولكن تكوين تيار عام أو رئيسي بوسعه محاصرة أي تطرف في الأقوال والأفعال حفاظا علي الثورة واستمرارها حتي تحقق كامل أهدافها. ولذلك اتفق القائمون علي هذه المبادرة مبدئيا علي أن تكون هذه القيادة أو الإدارة مفتوحة وغير مغلقة حتي لا تكون في ذاتها فصيلا جديدا أو مجرد قيمة ويافطة جديدتين تضاف إلي الخيام واليفط الكثيرة الموجودة بالتحرير والميادين الأخري حالياً. والمؤكد ان بعض المستفيدين من الوضع الحالي بحق أو غير حق سيحاولون اجهاض هذه المحاولة الجديدة حفاظا علي مصالحهم التي حققوها أو يظنون انهم قد يحققونها في المستقبل من خلال التجزر الفصائلي السائد الآن. الأمر صعب ولكن ليس مستحيلا والشعب الذي صنع الثورة قادر إن شاء الله علي الخروج بها من النفق المظلم للاختلافات الفصائلية والطموحات الشخصية أو الجماعية غير المشروعة. فلنتابع ما يحدث والله الموفق.