يشهد سوق الدواء أزمة حقيقية بعد إعلان الإدارة المركزية للصيادلة اختفاء 186 دواء من الأسواق مما يهدد المرضي بكوارث وخيمة. الكارثة كما يقول الخبراء أن معظم هذه الأصناف تشمل أدوية القلب وجلطات الدم وأمراض الكلي والسكر والصدر والسرطان والأعصاب.. مما يعرض حياة المواطنين للخطر لكونها أدوية "حياة أو موت". "المساء" فتحت باب الأزمة مع الخبراء الذين أكدوا أن معظم هذه الأدوية تسمي "أدوية الغلابة" لأن أسعارها وفئات المرضي الذين يحتاجون إليها من البسطاء ومحدودي الدخل. ما يزيد الطين بلة.. أن هناك توقعات بزيادة الأدوية المختفية .. بل أن هناك أدوية مختفية من الأسواق منذ عدة شهور ولا أحد يعلم عنها شيئاً فالأزمة في تصاعد في غياب من الدولة والمنظومة الدوائية عن المواجهة الفعالة للقضاء عليها وعودة الأدوية مرة أخري التي تمثل شريان حياة للمرضي. أكد الخبراء أن الدولة وراء الأزمة لأن هناك شركات أوقفت خطوط الإنتاج لعدم توافر المواد الخام ونقص السيولة.. وآخرون يؤكدون أن ثبات أسعار الأدوية هو السبب حيث إن هناك أصنافاً لم تشهد أي زيادات منذ أكثر من 20 عاماً. * د.أحمد فاروق الأمين العام لنقابة صيادلة مصر أكد أن الازمة تتفاقم بصورة مخيفة قد تؤدي لتهديد مباشر لحياة ملايين المرضي بسبب نقص المواد الخام نتيجة الحدود الائتمانية للشركات الدوائية وتعاملها بنظام الدفع النقدي وليس بالتوريد بنظام الأجل كما كان يتم في السابق.. بالإضافة لارتفاع سعر الدولار وعدم توفره في الأسواق كل هذا أجبر شركات الدولار علي وقف خطوط الإنتاج لعدم توفر المواد الخام ونقص السيولة النقدية اللازمة للإنتاج وهي أمور تعاني منها الشركات منذ فترة الصناعة الدوائية دون وجود حلول واقعية وجذرية لها. أضاف أن هذه الازمة تتكرر في العام الواحد عدة مرات في معزل عن وجود آليات من الدولة ممثلة في وزارة الصحة لحلها. د.محمود غراب أستاذ كلية الصيدلة بجامعة القاهرة ورئيس شركة جلوبال للأبحاث والتطوير: الازمة ليست جديدة بل قديمة ولها أبعاد وكلمة السر هو الدولار فعدم توافر العملة الصعبة تسبب في تأخر بعض الشركات في استيراد الخامات الدوائية من الخارج ولجوء آخرين لتقليل الكميات المستوردة وبالتالي انخفاض الطاقة الإنتاجية للأدوية مما يؤدي لنقص الأصناف المعروضة بالتالي مزيد من المعاناة والآلم لملايين المرضي. أضاف أنه ليس من المعقول ان تنتج الشركات دواء ثم تخسر بسبب أن سعره ثابت منذ سنوات والدولة تخشي رفع أسعار الدواء ولكنها لا تبالي أن يتعرض 186 دواء للنقص من الأسواق. د.طارق الصاحي مدير عام التفتيش الدوائي علي مصانع الأدوية سابقاً والخبير بالشأن الدوائي: ارتفاع سعر الدولار مؤخراً وثبات أسعار الأدوية لأكثر من 20 عاماً دون تغيير في مقابل زيادة أسعار المواد الخام المصنعة للأدوية أمور صنعت الازمة الأخيرة والمرشحة للتصاعد وحذر د.الصاحي من زيادة الأدوية المختفية إذا لم يتم تدارك الموقف. أشار الصاحي إلي وجود كارثة كما أطلق عليها تعاني منها شركات الأدوية العام الحالي حيث تم تكليف الأدوية المصنعة مبلغ 280 مليون جنيه في المقابل حققت شركات الأدوية من وراء بيعها أرباحاً وصلت إلي 15 مليون جنيه والفارق بين التكلفة والربح خسائر كارثية لذا نستطيع ان نعرف ابعاد الازمة وأسبابها من خلال ما ذكرت فالخسائر الفادحة للشركات تهدد بقاءها واستمرارها وهناك شركات دوائية مهددة بالإفلاس والإغلاق وهو ما سيؤدي لمأساة في صناعة الدواء وسببت في أزمة لملايين المرضي اتجهنا للصيدليات للتعرف علي تداعيات الازمة عن قرب من منافذ بيع الأدوية. د.ميشيل عبدالملاك مسعود "مدير إحدي الصيدليات" رغم نقص عدد كبير من الأدوية إلا أن معظمها لها بدائل ولكن الازمة الحقيقية تتمثل في نقص أدوية القلب التي ليس لها بدائل مثل "دينيترا 5مجم" للازمات القلبية والذي يمثل نقصه مشكلة كبري لأن مرضي القلب الذين يعانون من النوبات القلبية لا يتحملون تأخر الدواء أو عدم توافره وكذلك هناك نقص في بعض حقن الأعصاب التي ليس لها بدائل مثل "ليفابيون" و"إيبونوسين" و"نيوروبيون" وقد يرجع اختفاء هذه الأدوية إلي انتظار تحريك الأسعار لمواءمة السوق وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام والحاجة إلي زيادة أسعار الأدوية. د.أحمد سيد "دكتور صيدلي بإحدي الصيدليات": نعاني من اختفاء حقن الكالسيوم الخاصة بالأطفال "ديثارول" لأن بدائلها ضعيفة التأثير وكذلك يمثل نقص "دينيترا" الخاص بأمراض القلب مشكلة لأن أمراض القلب من الأمراض المزمنة ولايوجد بديل ل"دينيترا" ويرجع سر اختفاء الدواءين السابق ذكرهما إلي توقف خط الإنتاج في مصر حيث كانت تتولي إنتاجهما شركات حكومية وفجأة توقفت خطوط الإنتاج وكذلك يمثل نقص بعض أنواع ألبان الأطفال المستوردة ازمة وذلك لأن الأنواع الناقصة خاصة بالأطفال الذين يعانون حساسية من اللاكتوز وكذلك الأطفال الذين يعانون نقصاً في النمو. د. هناء شيحة "مدير إحدي الصيدليات": سبب نقص العديد من الأدوية يرجع إلي الارتفاع الذي يشهده الدولار مما يعوق استيرادها وبالنسبة لأدوية المعدة والبرد والمضادات الحيوية فان نقصها لا يسبب مشكلة لأن لها بدائل ولانها لا تخص أمراضاً خطيرة أما بالنسبة لأدوية القلب والسكر وضغط الدم فيجب تحديدها بدقة وصرفها للمريض دون بدائل.