قد تكون مصادفة أن الواقعتين حدثتا في أمريكا. ولكن الذي ليس مصادفة. هو أن يكون تصرف وسلوك المسئولين هناك واحدا ومتشابها في كل منهما.. رغم حدوثهما في زمانين ومكانين مختلفين. ودفع القاضي الغرامة . في الواقعة الأولي. تم القبض علي رجل مسن بتهمة سرقة رغيف خبز. وأمام المحكمة اعترف المتهم بفعلته. وبررها بقوله: كنت أتضور جوعا. وكدت أموت؟ فحكم عليه القاضي بغرامة 10 دولارات. دفعها عنه. وأمر بأن تودع في الخزينة كبدل حكم لهذا المسن! ثم حكم علي كل واحد من الحاضرين بدفع 10 دولارات. لأن فقيرا من بلدتهم اضطر إلي سرقة رغيف من الخبز. فجمع 480 دولارا. ومنحها للرجل! هيلين والشرطي وفي الواقعة الأخري. تم الإبلاغ عن "هيلين" بتهمة السرقة من السوبر ماركت. وعندما حضر الشرطي "دينيس" لاعتقالها وجد أن ما سرقته كان خمس بيضات!! فلما أخبرته أنها وعائلتها لم يأكلوا منذ يومين. قرر عدم اعتقالها. واشتري لها سلة بيض كاملة ثم أوصلها لبيتها! وبعد يومين عاد ومعه زميله بسيارتين محملتين بالطعام. من تبرعات جمعها لمساعدتها. فقالت له: أنت لا تحتاج لأن تفعل كل هذا من أجلي ياسيدي. فكان رده: إننا لا نحتاج إلي القانون أحيانا بقدر ما نحتاج إلي الإنسانية! فإذا كانوا يتعلمون الرحمة ومساعدة المحتاجين. في بلاد نصفها نحن بالكفر والضلال. وإذا كان رد "دينيس" يعني ان الإنسانية قبل القانون أحيانا. فما بالنا نحن إزاء ما يحدث يوميا بالمئات من مثل تلك الوقائع؟ للحق اننا لم نر أو نسمع. ان سلك قاض مصري أو شرطي مثل ذلك السلوك الرحيم. بل بالعكس كان السجن أو البطش الشديدان هما العقوبة المنتظرة لأي متهم. كانت حاجته للطعام أقرب منها إلي الموت. وليس بجيبه جنيه واحد ورغم ذلك لم يرحمه لا القاضي ولا الشرطي! ان كنت تحدثت هنا عما حدث في أمريكا. فذلك ليس فقط لأنه مثل أعلي يحتذي. بل لأتعجب أيضا علي مثلنا وقيمنا التي قاربت علي الإندثار. فنحن أول من وضع أسس التكافل كعرب ومسلمين. ونبينا محمد. كان مثلا وقدوة لتلك الفضيلة. وسار ع لي نهجه الكثير من السلف والخلف! اتساءل دائما. عن سبب تدهورنا وتقهقرنا فيما بدأناه وعلمناه للعالم. ثم صرنا نتعجب ونعجب بما تعلمه منا ونسيناه؟