أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن هناك خريطة طريق حقيقية للديمقراطية في مصر مشددا في الوقت ذاته علي الحرص علي تحقيق إرادة المصريين في هذا الخصوص لافتا إلي أن تحقق خيار الشعب المصري في التغيير هي قمة أملنا. وقال الرئيس السيسي خلال لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" الخدمة الدولية الناطقة بالإنجليزية: إن الديمقراطية هي إرادة وممارسة وإرادتنا نحن هي أن نتيح للمصريين أن يمارسوا حرية الرأي والاختيار مشيرا إلي أن الإرادة موجودة والممارسة تسمح بذلك. وأضاف أنه خلال السنوات الماضية لم تكن فرصة تغيير الحاكم أو احتمالات عدم نجاحه في الانتخابات قائمة لكن الآن توجد فترة رئاسية أو اثنتان علي الأكثر ولا يوجد خيار ثالث ولن يقدر أحد أبدا علي أن يحكم مصر ضد إرادة الناس وهذا تطور كبير. وردا علي سؤال حول قانون الإرهاب في مصر قال الرئيس السيسي: إن مصر بحاجة إلي تحقيق الاستقرار بعد حالة الثورة التي مرت بها علي مدي السنوات الخمس الماضية ومن المهم جدا توفير هذا الاستقرار للناس الآن إلا أن هذا لا يعني تحقيق الاستقرار بالقوة وبقهر الناس مؤكدا أن من حق الناس أن تعبر عن رأيها وأن تنظم المظاهرات بل وأن ترفض استمراري. وأضاف أنه علينا أن نضع في الاعتبار أننا نتحدث عن بلد كبير بحجم مصر يحتاج إلي تنظيم حتي يمكننا حل المشاكل التي تواجهنا لافتا إلي أن مصر ظلت تحت قانون الطوارئ لنحو 40 سنة لكن هذا الوضع غير موجود الآن. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" الخدمة الدولية الناطقة بالإنجليزية لقد حققنا نجاحات فيما يتعلق بتجربتنا وممارستنا الديمقراطية ولكن النجاحات التي نتمناها لم تتحقق كاملة بعد. وأشار إلي أن المصريين البسطاء يخشون من المصير الذي تعرضت له دول كثيرة في المنطقة خاصة وهم يرون أناسا تغرق في البحر وهم في طريقهم إلي اللجوء إلي أوروبا. وفيما يتعلق بالشباب الذي ألقي القبض علي بعضهم بطريق الخطأ والجهود المبذولة لتصحيح ذلك الوضع قال الرئيس السيسي إن هناك لجانا دورية تتابع حركة السجون وعند اكتشاف أي خطأ يتم العفو عن الشخص المعني علي الفور مؤكدا أنه لا يتم اتخاذ أي إجراء في هذا الخصوص قبل التدقيق فيه والتأكد من أنه لا يظلم أحد في مصر. وقال الرئيس: علينا ونحن نتحدث في هذه المرحلة الصعبة في هذه النقطة ألا يغيب عن عقلنا ووجداننا الواقع الذي تعيشه منطقتنا وأن الأمر بالنسبة لمصر بعدد سكانها الكبير ومشاكلها الكثيرة سيكون أكثر خطورة ونتائجه ستكون أشد ليس فقط علي مصر ولكن علي المنطقة ككل إذا ما مرت بما تشهده هذه الدول المجاورة. وأكد أن مصر تعاني من الإرهاب الغاشم الذي يغتال خيرة أبنائها. وقال الرئيس إنه يهتم بالاطمئنان علي حقوق الإنسان في مصر مشددا علي أنه يهتم في هذا السياق أيضا بالسؤال عن ملايين المصريين الموجودين في ظروف اقتصادية صعبة والعمل علي توفير حياة كريمة لهم وبخاصة من يعيشون في مناطق أكثر احتياجا وأننا ننشغل في هذا الخصوص بكيفية تحسين مستوي التعليم وتوفير فرص العمل لملايين الشباب. واستطرد قائلا: أريد أن يدرك أصدقاؤنا في الغرب أننا نواجه مشاكل كثيرة للغاية ونحتاج أن نجد لها سويا الحل. وردا علي سؤال حول حرية الصحافة في مصر ومحاكمة بعض الصحفيين الأجانب قال الرئيس لو كنت صاحب القرار في هذا الشأن لاكتفيت بترحيل الصحفي المخالف وعندما جاءت الفرصة لإطلاق سراح إعلاميين قمت بذلك بالفعل. وأضاف السؤال هو هل الإعلام في مصر سواء كان الصحافة أو التليفزيون وغيرها من وسائل الإعلام يعمل بحرية أم لا وأرجو أن تتابعوا وسائل الإعلام وحجم الانتقاد الذي يقدم للحكومة ومؤسسات الدولة بما فيها الرئاسة وهو ما يجسد وجود مساحة ضخمة للغاية من حرية التعبير والنقد ليست موجودة في دول كثيرة. وردا علي سؤال حول عدم انتخاب المصريين لمرشحي الإخوان في الجولة الأولي للانتخابات البرلمانية قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الرأي العام في مصر أصبح متحسبا جدا في التعامل مرة أخري مع المنتمين لهذا التنظيم وأن من يحاول طرح فكرة المصالحة مع هذا التنظيم سيجد رفضا قويا من الرأي العام لهذه الفكرة بالنظر إلي حجم المعاناة التي تسبب فيها هذا التنظيم فالشعب المصري شعب مسالم بطبيعته ولا يحب العنف وخلال فترة السنة ونصف السنة الماضية كان لهذا العنف تأثير سلبي للغاية علي الرأي العام في مصر. وبسؤال عن خطر الإسلاميين المسلحين علي مصر قال السيسي: إن هذا الخطر ليس علي مصر فقط ولكن علي المنطقة والعالم وكان عليكم أن تتوقفوا أمام هذا الكلام وقد سبق لي أن حذرت منذ سنتين من خطر المقاتلين الأجانب الموجودين والذين يتدفقون علي سوريا والآن بعد أكثر من سنة من هذا التحذير وجدنا داعش موجودة في العراقوسوريا. ورغم التدخل من جانب التحالف الدولي منذ سنة للقضاء علي داعش إلا أن الخطر لايزال كبيرا للغاية موضحا أن خريطة التطرف والإرهاب في منطقتنا والعالم هي في تزايد. وأضاف الرئيس أن مواجهتنا لهذا الخطر والإرهاب تحملنا ثمنا غاليا من أبنائنا الجنود المصريين ونحن نقوم بذلك من أجل حماية بلدنا وحماية العالم من هذا الفكر المتطرف. وعن عمليات تنظيم داعش الإرهابي ضد مصر قال الرئيس: نحن نتكلم عن منطقة محدودة جدا في سيناء لا تشكل أكثر من واحد في المائة من مساحة سيناء وليس مساحة مصر وبرغم ذلك نحن نكافح التطرف والإرهاب في هذه المنطقة مع الحرص علي عدم سقوط أبرياء أو مدنيين في هذه المواجهة. وأكد الرئيس أن القضاء علي هذه العناصر الإرهابية والتعامل معها يشهد تقدما كبيرا وإن لم يكن هذا النجاح بشكل تام حتي الآن ولانزال نواصل جهودنا في هذا الصدد.