كشفت "المساء" أن وراء شائعات انتشار مرض وبائي "حمي التيفود" في ثلاث قري بمركز ديروط وهي "نجع خضر وأبوكريم وودشلوط" "فيروسات" انتخابية وراءها أحد المرشحين أطلق تلك الشائعة التي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي وادعت سقوط قتلي بالآلاف وأن هذا المرشح طلب من المسئولين تسيير قافلة طبية لتلك القري حتي ينسبها لنفسه كدعاية انتخابية فلما كان الرفض من قبل المسئولين وأنهم يقفون علي مسافة واحدة من جميع المرشحين لجأ لتلك الحيلة للمزايدة علي المسئولين وادعاء حرصه علي صحة المواطنين. وأوضح الدكتور عمرو قنديل وزير الصحة لقطاع الطب الوقائي والمشرف علي الفريق الطبي بقري دشلوط بأسيوط لمتابعة الحالة الصحية للمواطنين إلي أنه بعدما تلاحظ الزيادة في عدد الحالات المصابة بذات الأعراض المرضية "الحمي" وهي ارتفاع درجات الحرارة والصداع وآلام بالجسم وآلام بالمعدة وبعض حالات قيء وحالات إسهال تمت مناظرة جميع المرضي الموجودين بمستشفي حميات ديروط ومقابلتهم للتعرف علي الحالة الصحية والخدمات المقدمة لهم وتبين أن الأعراض المرضية تتراوح من بسيطة إلي متوسطة ولا توجد مضاعفات علي أي منهم ولا توجد أي حالات وفاة من القري الثلاث نتيجة هذه الأعراض وأضاف قنديل خلال لقائه المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط إلي أن الوفيات الموجودة بالقري الثلاث في معدلاتها الطبيعية ونتيجة لأسباب أخري. وأوضح الدكتور عمرو قنديل أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية مثل زيادة عدد الأطباء بتلك الوحدات والدفع بكميات من الأدوية الكافية لمواجهة أي حالات وتشكيل فريق لمكافحة اليرقات والبعوض البالغ علي أن تستمر لمدة أسبوعين كما تم التنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة فيما يخص استمرارية مأمونية المياه وأشار إلي إجراءات اتخذها محافظ أسيوط من بينها تطهير المصرف الموجود بقرية دشلوط ورفع جميع مخلفات القمامة بقري ديروط بصفة مستمرة وتنظيف وردم بعض المستنقعات الموجودة بتلك القري. وقال الدكتور عمرو قنديل خلال زيارته للوحدات الصحية بالقري الثلاث يرافقه الوفد الطبي لمتابعة سير العمل أنه تم عقد لقاء مع بعض الأهالي بتلك القري لشرح الموقف المرضي فيها وحقيقة الأمر وأكد للأهالي استمرار عمل الفريق الطبي المكون من أطباء وزارة الصحة والمديرية والموجودة بتلك القري لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية. كما تمت مراجعة بيانات التردد علي العيادات الخارجية والدخول بمستشفي حميات ديروط وحصر الحالات المحجوزة من القري المشتبهة في المستشفي خلال الفترة من أول أغسطس 2015 وحتي تاريخ الزيارة. كما تبين أن عدد الحالات التي تم حجزها خلال شهر أكتوبر وحتي الآن 62 حالة تم خروج 40 حالة منهم بعد الشفاء وتحسن حالتهم الصحية بينما يتبقي 22 حالة خرجت منهم حالتان وباقي الحالات تحت العلاج وحالتهم الصحية مستقرة ولا توجد حالات وفيات ضمن الحالات المترددة أو التي تم عزلها بمستشفي حميات ديروط وأن التردد علي المستشفيات يدور حول معدلاته الطبيعية. وقال الفريق الطبي بعمل زيارات ميدانية للقري الثلاث حيث تم اختيار عينة عشوائية من المنازل وعددها 302 منزل من إجمالي 10821 منزلا لمعرفة سر انتشار الأعراض المرضية وتم مناظرة 2662 فردا بتلك المنازل حيث يبلغ عدد السكان بالقري الثلاث حوالي 60 ألف نسمة وذلك لتحديد نسبة المنازل التي بها إصابات ونسبة الإصابات داخل المنازل بكل قرية بالإضافة إلي أنه تم مناظرة الحالات المصابة داخل الوحدة الصحية بمعرفة إخصائيين حميات وأخذ عينات منهم وإرسالها للتحليل أيضا كما تم مناظرة مصادر مياه الشرب ومحطات الياه بالقري الثلاث وتم أخذ عينات مياه من كل قرية من المحطات والمنازل والشبكات والطلمبات الحبشية وإرسالها إلي المعامل المركزية بالوزارة وفي انتظار نتائج التحاليل المعملية خلال 5 أيام. من جهته قال المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط إن الفريق الطبي التابع لوزارة الصحة والوفد المرافق له من مديرية الصحة بالمحافظة مستمر في العمل بقري مركز ديروط الثلاثة نجع خضر وأبوكريم ودشلوط للوقوف علي حجم المشكلة الصحية المتمثلة في ظهور أعراض مرضية متشابهة علي عشرات المواطنين بالقري الثلاث وأكد الدسوقي قيام المحافظة ووزارة الصحة باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع أي زيادة في عدد الحالات المصابة بذات الأعراض لحين وصول نتائج التحاليل لمعرفة الأسباب المسببة لتلك الأعراض والقضاء عليها نهائيا مضيفا بأنه لا توجد حالات وفاة نتيجة هذه الأعراض المرضية وأن حالات الوفاة التي تم تسجيلها نتيجة أسباب أخري طبيعية حسب تأكيدات الفريق الطبي وسجلات مكتب الصحة مشيرا إلي أن عدد الحالات المصابة حاليا والتي يقدم لها العلاج بمستشفيات وزارة الصحة بمحافظة أسيوط هم 20 حالة فقط.