تعرض فريق الكرة بنادي الزمالك بطل دوري وكأس مصر إلي فضيحة كبري بكل المقاييس عندما خسر مباراة الدور قبل النهائي لكأس الكونفيدرالية بخمسة أهداف مقابل هدف بعد أن انتهي شوطها الأول بالهزيمة أيضاً بالثلاثة مقابل هدف. وقبل أن أخوض في أسباب الهزيمة وكيفية التخلص منها أحب أن أذكر شباب هذا اليوم أن تلك الفضيحة التي احزنت جماهير الكرة المصرية قد تعرض الزمالك لمثلها قبل 28 عاماً وبالتحديد عام 1987 في مدينة كوماسي ومقاطعة أشنتي كوتوكو من ناديها وذلك في دور الثمانية لكأس أبطال أفريقيا عندما هزمه أيضاً بنفس النتيجة 5/1 وسميت وقتها ب "فضيحة كوماسي" رغم أن الزمالك كان قد فاز في لقاء الذهاب بهدفين نظيفين وذهب ليؤكد صعوده للدور الثاني في كوماسي.. ومن الصدف العجيبة بين لقائي سوسة التونسية وكوماسي الغانية أن من احرز هدفي المباراتين هما أيمن حفني وأيمن يونس ليتلقي جمهوره صدمة لن ينساها التاريخ. ومما يزيد ألم هزيمة سوسة أنها جاءت في أوج فرحة وسعادة الزمالك بحصوله علي كأس مصر بعد سنوات عجاف طويلة وبعد هزيمة غريمه الأهلي بعد غياب طويل أيضاً ليؤكد التوانسة أن الملعب الأوليمبي في سوسة هو مقبرة لفرق المصرية التي تؤدي عليها مبارياتها أمام فريقهم النجم الساحلي والذي قهر قبل الزمالك الأهلي والإسماعيلي وإنبي. وللحقيقة فإنني أعترض تماماً علي اتهام فريق الزمالك بالتقصير في المباراة والجهاز الفني حتي وصل الأمر لطلب البعض بإقالة فيريرا كما حدث في نكسة كوماسي في إقالة باركر الإنجليزي وإجبار بعض اللاعبين علي الاعتزال مثل عادل المأمور ومحمد صلاح.. أو الادعاء بأنهم تعرضوا للسحر كما حدث في غانا.. وأستند في هذا الاعتراض علي أن الفريق لم يقصر وكان في لحظات كثيرة في الشوط الثاني قريباً من تحقيق هدفين وقتما كانت النتيجة 3/1 وضاعت منه أكثر من فرصة للتهديف فضلاً عن إغفال الحكم عن عدم احتساب ضربة جزاء لصالح حازم إمام شاهدهما ضعيف النظر كما أن الفريق تسيد معظم فترات الشوط الثاني ولم يكن ينقصه غير ترجمة السيطرة الميدانية إلي أهداف. وإذا كان النجم الساحلي قد فاجأ الزمالك بهدفين في العشر دقائق الأولي فإن ذلك يعود للفريق المصري بالأساس وتجرع من نفس الخطأ الذي وقع فيه الأهلي في مباراتهما عندما بدأ باللعب بثقة زائدة ظناً أن ما حدث في الماضي سوف يتكرر.. كذلك الزمالك الذي ظن أنه قادم بفرحة البطولة المحلية والثقة الزائدة وربما ما كسر ظهر الزمالك أكثر هما الهدفان الأخيران الرابع والخامس اللذان جاءا في وقت قاتل ومتقارب جداً. وبناء عليه فإن علي الزمالك أن يرفع درجة الطوارئ إلي أقصي معدل من الاستعداد استعادة الثقة وفكرة الثأر هما الهدف الأول له وأن فوزه بأربعة أهداف نظيفة ليس ببعيد كما فعل مع أورلاندو الجنوب أفريقي مع الحرص الشديد بأن تخرج شباكه نظيفة تحت قيادة حارسه المحظوظ جنش لنراه في النهائي ليعقبه فوز ابن العم الأهلي ونراهما في النهائي ولعل هزيمة الفريقين في لقاءي الذهاب الأفريقي درس لقادة الناديين بأن يتوحدا ويتصالحا ويعودا كما كان أقرانهما الكبار السابقون عندما كان الود والحب يجمعهم رغم استمرار شراسة المنافسة حتي تكون الكونفيدرالية مصرية حمراء أو بيضاء.