قبل أيام قليلة من موسم الذبح والأضاحي تجددت رغبة الحكومة التي تتكرر كل عيد أضحي في نقل مدابغ الجلود الموجودة بمحازاة سور مجري العيون إلي منطقة الروبيكي القريبة من مدينة بدر.. أملاً في تطوير هذه المنطقة التاريخية باعتبارها من أهم المناطق الأثرية بمنطقة مصر القديمة. رفض أصحاب مدافغ ومعارض الجلود والعاملون بها الانتقال إلي منطقة الروبيكي إلا بعد تجهيزها كمدينة صناعية طبقاً للمقاييس العالمية لصناعة ودباغة الجلود بالإضافة إلي توفير الخدمات والمرافق ووحدات سكنية للعاملين. دون أصحاب المدابغ عبارات علي جدرانها تعلن رفض ما يزيد علي 20 ألف عامل نقل أشغالهم إلي أي مكان آخر مثل "لا لنقل المدابغ". في الوقت نفسه سيطر العربجية علي سور مجري العيون وتحول إلي مربط للخيول ومكان لتعليق معروضات الجلود المختلفة.. فضلاً عن تحول أجزاء كبيرة منه إلي مقلب لنفايات الجلود ومخلفات الدباغة التي تنبعث منها الروائح الكريهة لروث الخيول. * قال ياسر سيد إبراهيم "صاحب مدبغة": لسنا ضد تطوير صناعة الجلود ولكن قبل أن تفكر الحكومة في نقل المدابغ إلي منطقة الروبيكي بمدينة بدر لابد أن تنتهي أولاً من تجهيز المنطقة وبناء مجمع صناعي متكامل يشمل المصانع والماكينات علي أعلي مستوي للاستفادة من هذه الصناعة أولاً وتوفير البيئة اللازمة لنقل المدابغ. أضاف: إن صناعة الجلود حالياً قائمة بشكل رئيسي علي توافر الأيدي العاملة القادرة علي تحمل مشقة العمل.. كما أن معظم العاملين بالمدابغ من سكان مصر القديمة والمناطق المجاورة لذا فسوف يكون من المستحيل أن ينتقل هؤلاء العمال من محل سكنهم الحالي إلي مدينة بدر يومياً للعمل هناك إذا تم نقل المدابغ. * خالد سيد "صاحب معرض ومدبغة جلود": من حق الحكومة أن تفكر في تطوير المنطقة ونحن معها.. ولكن إذا أرادت أن تنقلنا إلي منطقة الروبيكي فلابد عليها أن تقوم بتوفير جميع المرافق والخدمات من مدارس ومستشفيات وخطوط مواصلات ومحطات تحلية للمياه ووحدات سكنية للعمال وأصحاب المصانع والمدابغ الذين سوف ينتقلون بأسرهم. * علاء حمدان "صاحب معرض جلود": ان جميع المدابغ الموجودة بمنطقة مصر القديمة والمجاورة لسور مجري العيون مقامة علي أملاك للدولة والجميع هنا يدفع رسوم للدولة مقابل ذلك إلي جانب تحمل تكاليف باقي الخدمات من كهرباء ومياه وغير ذلك.. كما تبلغ أعداد المدابغ الموجودة هنا تقريباً 800 مدبغة يعمل بها ما يقرب من 20 ألف عامل.. لذا فلابد علي الحكومة أن تفكر جيداً في تجهيز وتهيئة منطقة الروبيكي حتي تسع هذ المدابغ بالإضافة إلي إدخال التقنيات الحديثة في مجال صناعة الجلود. أضاف: نطالب الحكومة المصرية بتقليل عمليات استيراد الجلود من الخارج وتشجيع الصناعة المحلية وتدعيمها حيث أننا نقوم بإنتاج معظم المنتجات الجلدية من شنط وأحذية ومفروشات وجواكت جلد ومحافظ وفرش تنجيد للسيارات وغير ذلك. * حسن عبدالفتاح وعادل خير "عاملان بمدافغ الجلود": الحكومة ستقوم بتشريد آلاف العمال الذين سيرفضون الذهاب للعمل في مدينة بدر تاركين أسرهم والتزاماتهم الكثيرة.. حتي وإن أخذنا ضعف المرتبات أو اليوميات التي نحصل عليها من أصحاب المدابغ لأنها باختصار لن تكفي مواصلاتنا فقط إلي مدينة بدر كل يوم. * أحمد السيد ووائل عبدالله "عاملان بمدابغ جلود": نتقاضي يوميه لا تزيد علي 65 جنيهاً.. كيف تكفينا إذا سافرنا يوميا من منطقة مصر القديمة التي يسكن بها معظمنا إلي مدينة بدر؟! كيف تكفي لتكاليف المواصلات والمأكل والمشرب وغير ذلك؟! إلي جانب أننا سوف نستغرق وقتاً طويلاً في الذهاب والعودة يومياً مما يحملنا عبئا إضافيا إلي جانب أعباء ومشقة العمل. * تساءل أسامة أحمد وعادل عبدالحكيم "من عمال دباغة الجلود": لماذا لا تقوم الحكومة بتجهيز المنطقة التي تريد نقل المدابغ فيها علي أكمل وجه وبعد ذلك تقرر نقلها.. لقد سمعنا هذا الكلام مرات عديدة علي مدار 30 عاماً ولم تنفذ الحكومة شيئاً.. فهي فقط تقوم بإثارة البلبلة كل فترة دون أن تتخذ إجراءات جدية استعداداً لنقل المدابغ ونقل العاملين بها وأسرهم.