تصدرت صورة الطفل السوري الغريق علي السواحل التركية الصحف العالمية ومواقع التواصل.. مشهد البراءة الذبيحة بلاحيلة أوجع ضمائرنا بعض الضمائر مازالت تنبض بالحياة قالت القناة اللبنانية "هو طفلنا الذي تقطعت قلوبنا لرؤيته مفارقا الحياة علي شاطيء كان يحلم بالوصول إليه".. وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية "إذا صدمتك الصورة فيمكنك المساعدة الآن". الصورة التي هزت العالم لطفل سوري اسمه "ايلان كردي" عمره 3 سنوات وماتت أمه وشقيقه معه ونجا الأب عبدالله.. تم التقاطها في مدينة بودروم التركية الي جرفت إليها الأمواج جثامين 13 سورياً جلهم من الأطفال والنساء غرق بهم زورق كان يلتمسون به الهجرة عبر تركيا التي لفظتهم بعد وطنهم إلي شواطيء آمنة وحياة جديدة في اليونان هربا من جحيم الارهاب والفقر.. لكن كثيراً من المواقع العربية استمر مشغولا بقضايا أكثر اثارة لمشاعر من نوع آخر مثل تنمية مساحات العري في ملابس الفنانات والفياجرا النسائية الجديدة وطلب الفتوي الشرعية في حكم النتف.. واستدعي عراقي ابياتا لمظفر النواب تهين سلبية الواقع " تتحرك دكة غسل الموتي أما أنتم فلاتهتز لكم قصبة "ورد أحدهم" من العجيب أن يلوم البعض غريقا علي عدم إنقاذه غريقاً.. ولام آخر البحر متسائلا "أين سفينة نوح"؟.. وتساءل واحد من الزملاء "من القاتل"؟ وتوالت الاجابات "الساكت عن الحق".. "الفتنة".. "بل الذين عضوا علي العروش حتي مالت الكروش". الحقيقة أن الجريمة جماعية لا تعفي أحاد شركائها من المسئولية.. مرتكبوها هم كل ذلك وأضيف اليهم كل فاسد ومتواطيء ضد بلده وشعبه.. من قصر في واجبه.. من أهمل في مسئولياته ولو كانت سقاية نبتة أو اماطة أذي عن طريق.. انهم في المجمل كل من أسهم في افقار المجتمع ونشر الظلم والتطرف فيه.. المسئولية شائعة بين الملايين انما المحرض معروف.. هو كل منحرف بالسلطة غيب العدل عن موقعه.. فاستقيموا يرحمكم الله.. واعدلوا فالعدل أساس الملك.. حقا وليس مجرد شعار ترفعه ساحات المحاكم.. العدل ليس مقصورا علي القضاء انما في كل مناحي الحياة يحقق التوازن للنشاط الانساني ليمضي في مساراته الصحيحة.. بدونه يستبد الحكم وينطفيء الابداع وتغيب الضمائر وينتشر الفساد والتفاوت الطبقي والفقر والتطرف وتعم الفوضي ويصير الهروب من الأوطان امنية.