يختتم اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارته لجمهورية روسيا الاتحادية التي استغرقت ثلاثة أيام بعد مباحثات مهمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شملت جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك وهو اللقاء الرابع الذي يجمع بين الرئيسين كما التقي الرئيس خلال الزيارة عدداً من كبار المسئولين الروس وعدداً من رؤساء الشركات الروسية. قد أسفرت المباحثات عن تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين خاصة فيما يتعلق باستعداد روسيا لتلبية احتياجات مصر من الطاقة. كان الرئيس قد التقي مساء أمس بمقر إقامته في موسكو سيرجيه كيريينكو رئيس شركة "روزاتوم" العاملة في مجال بناء المحطات النووية. وقد أشاد رئيس مجلس إدارة الشركة بالتقدم الذي تحرزه العلاقات المصرية الروسية مؤكداً استعداد بلاده للمساهمة في تلبية احتياجات مصر من الطاقة خاصة في المجالات التي تتميز فيها روسيا ومن بينها إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أشاد بالعلاقات التاريخية الممتدة والمتميزة التي تجمع بين البلدين مؤكداً ان مصر تولي اهتماماً كبيراً لتوفير احتياجاتها من الطاقة سواء كان ذلك علي صعيد الاحتياجات المحلية للمواطنين أو علي مستوي الوفاء بمتطلبات الاستثمار والمشروعات الجديدة التي تتم إقامتها في مصر. تناول اللقاء العرض الذي كان رئيس مجلس إدارة مجموعة "روزاتوم" قد قدمه لإنشاء محطة طاقة نووية مصرية لإنتاج الكهرباء أثناء زيارته إلي مصر في يونيو الماضي حيث تم الاتفاق علي مواصلة التشاور والتنسيق خلال المرحلة المقبلة حول عدد من الجوانب الفنية والمالية. في إطار حرص مصر علي اختيار أفضل الخيارات لإنشاء محطة الطاقة النووية. استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء أمس بمقر إقامته في موسكو أركادي دورفور كوفيتش نائب رئيس الوزراء الرسوي حيث يقوم رئيس الوزراء الروسي بجولة في جنوب شرق آسيا. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن نائب رئيس الوزراء الروسي أكد رغبة بلاده في تعزيز تعاونها مع مصر في مختلف المجالات. وفي مقدمتها الصعيد الاقتصادي مبدياً اهتمام روسيا بالعمل والاستثمار في مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وإنشاء المركز اللوجيستي لتخزين وتداول وتجارة الغلال في دمياط فضلاً عن قطاع الطاقة ذي الأهمية الحيوية بالنسبة لمصر. أضاف المتحدث الرسمي ان الرئيس أعرب عن ارتياحه لنتائج المباحثات واللقاءات المكثفة التي أجراها مع الرئيس بوتين وكبار القيادات الروسية علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية أخذاً في الاعتبار العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة بين البلدين وكون روسيا أحد أهم شركاء مصر. ذكر السفير علاء يوسف ان الرئيس نوه إلي أهمية تفعيل التعاون بين البلدين في مجال التصنيع من خلال إقامة مشروعات جديدة في مناطق محددة تهدف إلي تلبية متطلبات السوق المحلية والتصدير إلي أسواق العديد من الدول في الشرق الأوسط وافريقيا. قد تم الاتفاق علي قيام وفد روسي بزيارة مصر من أجل التباحث بشأن أفضل البدائل المطروحة لإقامة تلك المنطقة الصناعية بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين ويتيح المزيد من فرص العمل وتشغيل الشباب. كما أكد الرئيس ترحيب مصر بالاستثمارات الروسية في مختلف المجالات ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس والمركز اللوجستي العالمي لتجارة وتداول تخزين الغلال والحبوب والسلع الغذائية المقرر إنشاؤه في دمياط فضلاً عن تداول وتخزين المنتجات البترولية. واستعرض الرئيس الإجراءات التي تتخذها مصر لتوفر مناخاً جاذباً للاستثمار فضلاً عن الفرص الواعدة التي تقدمها في مختلف المشروعات التنموية والاستثمارية التي تدشنها وتنفذها. أضاف المتحدث الرسمي ان نائب رئيس الوزراء الروسي أبدي استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مجال التعليم وزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب المصريين في الجامعات والمعاهد الروسية. قد رحب الرئيس بتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال وبإيفاد مزيد من الطلاب المصريين للدراسة في روسيا والاستفادة من المستوي العلمي المتقدم للجامعات والمعاهد الروسية. قد تم الاتفاق في ختام اللقاء علي مواصلة التشاور والتنسيق في المرحلة المقبلة من أجل تحويل جميع الأفكار والمبادرات المطروحة للتعاون إلي واقع ملموس. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد التقي ظهر أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جلسة مباحثات ثنائية دامت لأكثر من ساعتين واستغرقت أكثر من ضعف الوقت المحدد لها ثم تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس بوتين رحب بالرئيس مؤكداً أهمية الزخم السياسي الناتج عن الزيارات المتبادلة بين البلدين. ولاسيما علي مستوي القمة وانعكاساتها الإيجابية علي تطور العلاقات الثنائية بينهما في مختلف المجالات. أشاد الرئيس الروسي بافتتاح قناة السويس الجديدة مؤكداً حكمة القيادة السياسية المصرية ورؤيتها الثاقبة إزاء مشروع القناة. أكد الرئيس الروسيپعلي دور مصر كدولة محورية رائدة في منطقة الشرق الأوسط وكركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن والاستقرار فيها. مشدداً ان العلاقات بين البلدين ستشهد المزيد من النمو والتطور خلال المرحلة المقبلة. أضاف المتحدث الرسمي ان الرئيس أكد علي عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين. وأهمية استثمار المرحلة الراهنة لدفع العلاقات إلي آفاق أرحب ومستوي أكثر تميزاً واستشراف مجالات جديدة للتعاون بما يحقق الآمال المرجوة التي يطمح إليها الشعبان. كما وجه الرئيس الشكر للرئيس الروسي علي المشاركة رفيعة المستوي لروسيا في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ممثلة في رئيس الوزراء الروسي. علي صعيد مكافحة الإرهاب أكد الرئيس الروسي علي الدور المحوري الذي تقوم به مصر لدحر الإرهاب والحيلولة دون انتشاره منوهاً إلي أن بلاده تساند مصر بشكل كامل وتدعم جهودها المبذولة لمكافحة الإرهاب. قد توافقت رؤي الرئيسين علي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للقضاء علي الإرهاب لاسيما في ضوء انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة في العديد من مناطق العالم. علي الصعيد الثنائي ذكر السفير علاء يوسف ان الرئيس بوتين أشاد بنمو معدلات التبادل التجاري بين البلدين والتي زادت بنسبة 86% خلال عام 2014 مشيراً إلي أن تراجع هذه المعدلات قليلاً في الآونة الأخيرة إنما يعزي إلي التقلبات التي يشهدها سعر صرف العملة الروسية. ذكر الرئيس الروسي ان قطاع السياحة يحتل مكانة متقدمة فيپالعلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث زادت السياحة الروسية الوافدة إلي مصر بنسبة 35% خلال عام 2014 لتستقر عند ثلاثة ملايين ونصف المليون سائح مشيراً إلي أهمية افتتاح القنصلية الروسية في الغردقة. أضاف بوتين ان هناك العديد من أوجه التعاون الثنائي التي تحقق تقدماً ومن بينها التعاون في قطاع البترول فضلاً عن مساهمة روسيا في توفير 40% من احتياجات مصر من القمح مؤكداً رغبة بلاده في المساهمة في مشروع إنشاء المركز اللوجيستي العالمي لتخزين وتداول وتجارة الغلال الذي سيقام في دمياط وهو الأمر الذي رحب به الرئيس السيسي منوهاً إلي الإجراءات التي تتخذها مصر لتوفير مناخ جاذب للاستثمار. كما تباحث الرئيسان بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر ومناقشة أفضل المناطق المطروحة لإقامتها وتم الاتفاق علي إرسال وفد روسي إلي مصر لبحث أفضل سبل تنفيذ هذا المشروع الذي سيكون له العديد من الانعكاسات الإيجابية التي ستساهم في المزيد من دفع العلاقات قدماً بين البلدين وتوافقت رؤي الرئيسين علي مواصلة التشاور والتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومن بينها إنتاج الكهرباء. أكد الزعيمان التزامهما بدعم التعاون العسكري بين البلدين علي جميع الأصعدة بما يحقق أعظم استفادة ممكنة للطرفين كما أشادا بالتعاون العسكري الثنائي في مجال التدريب والمناورات المشتركة بين القوات المسلحة للبلدين. قد أكد الرئيس ان تاريخ التعاون العسكري بين البلدين يمثل دعماً كبيراًپلتطوير التعاون بينهما في هذا المجال. أضاف المتحدث الرسمي ان الرئيس بوتين أكد دعم بلاده لطلب مصر إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأوراسي التي تشمل روسيا وأرمينيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزيا كما تم الاتفاق علي اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين كل من مصر وروسيا والإمارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر. علي الصعيد الإقليمي ذكر السفير علاء يوسف انه تم التباحث في عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي اتفق الرئيسان علي أهمية تسويتها وإنهاء حالة الجمود الراهن الذي يخيم علي جهود تحقيق السلام وصولاً إلي إقامة الدول الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وفقاً لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية. كما تناولت المباحثات مستجدات الأوضاع في كل من سوريا وليبيا واليمن. حيث عكست المباحثات توافقاً في الرؤي حول أهمية الحل السياسي لهذه الأزمات بما يصون مقدرات شعوبها ويحافظ علي كيانات ومؤسسات تلك الدول.