الحديث عن احتمالات عودة الحضري لحراسة مرمي الزمالك. مع ضم أحمد حسن وحسني عبد ربه. أمر متوقع جداً في وجود الكابتن حسن شحاتة مديراً فنياً لنادي الزمالك.. لأن شحاتة من نوع "غالب" من المدربين الذين يضعون كل ثقتهم في عدد معين من لاعبي الفريق. ويعتبرهم "شفرة" فريقه. ومفاتيح البطولات.. وهو الشئ الذي ينقص حسام حسن مع الزمالك الي جانب أشياء أخري استعرضتها في مقال الأمس. وما يسعي اليه حسن شحاتة. ليس شيئاً منفرداً أو يحمل افراطاً في استخدام عامل الثقة في بعض لاعبيه دون آخرين.. فقد فعل ذلك مانويل جوزيه طوال فترة وجوده الثانية مع فريق الأهلي وهي الفترة التي استمرت 5 سنوات. وكانت انظاره عند وضع تشكيل فريقه لأي مباراة. لا تبعد عن الحضري ووائل جمعة وشادي محمد وبركات وأبوتريكة وفلافيو ومتعب.. أي أكثر من نصف الفريق. وعصر جوزيه هؤلاء النجوم عصراً. ولم يعطهم أي فرصة للراحة. لأنه كان يري فيهم مفاتيح لكل البطولات التي فاز بها الأهلي خلال هذه الفترة "19 بطولة".. ولم يكن ليغامر بالاستغناء عن أي منهم في أي مباراة. لأنه كان يتصور ان غياب أي منهم يعني ضياع البطولة.. بل انه في أحد المواسم كان الاهلي قد حسم بطولة الدوري قبل انتهائها بخمسة أسابيع. ومع ذلك لم يتخل عنهم.. وهذه المبالغة في الثقة بنوعية معينة من اللاعبين أضرت بالفريق. لأنه حجب الفرصة أمام أكثر من 20 لاعباً كان يمكن ان يكونوا نجوماً في الأهلي.. بدلاً من سعيه الحالي لبناء فريق جديد -علي حد قوله- يعتمد أيضاً علي شراء العبد. دون تربيته. وهي مسألة تكلف خزينة الأهلي كثيراً. المهم ان الكابتن حسن شحاتة. علي نفس المحك الآن.. ولكن الأمر يختلف بالنسبة له في الزمالك. ذلك ان هذا هو موسمه الأول مع الفريق. ويأتي في ظروف تطالبه ببوطلات وليس بناء فريق يكون قادراً علي المنافسة في المواسم المقبلة.. ظروف صعبة مليئة بجبال الاحباط لجماهيره التي كانت تستعد هذا الموسم لارتداء بدلة الزفاف علي بطولة الدوري.. فإذا هي تنسلت منها وتذهب في غمضة عين الي جماهير الأهلي.. جبال الاحباط ستكون علي أكتاف الكابتن حسن شحاتة بمثابة جبال من الآمال في كسر الاحتكار الأحمر. وتحقيق ما فشل فيه الآخرون.. إلا ان هذه المهمة تستوجب وجود صناع للبطولات في صفوف فريق الزمالك. وليس مجرد مجموعة من اللاعبين "الشغيلة" الذين يفتقدون لهذه المهارة. إما لقلة خبرتهم وإما لأنهم ليسوا أهلاً لها بالأصل.. وبالتالي يصبح ضم الحضري "39 سنة" وأحمد حسن "37" وحسني عبد ربه. وربما المتعصم سالم. هو أقل ما يمكن ان يطمح فيه حسن شحاتة. وان يساعده عليه مجلس ادارة الزمالك.. لأنه- وبصراحة- فريق الزمالك في الموسمين الماضيين لم يكن به خميرة جيدة من صناع البطولات سوي اثنين فقط هما عبد الواحد السيد وشيكابالا. علماً بأنهما لم يذوقا طعم البطولات منذ زمن بعيد. الحضري والصقر وعبد ربه لهم تجارب نجاحة مع الاحتراف. ولديهم ثقافة الانتماء للفانلة التي يلعبون بها. والرغبة في الوصول للبطولات.. وشحاتة حقق معهم أغلي البطولات الأفريقية لمنتخب مصر الوطني.. إلا أن من الخطأ ان يكتفي الكابتن شحاتة بالاعتماد علي هذه المفاتيح فقط في صناعة فريقه الجديد. ويرمي بكل ثقته في سلتهم. وينسي أنه يحتاج الي فريق مكتمل في كل صفوفه. والي خليط متجانس من الخبرة والشباب.. واتصور ان نجاح "شحاتة" الحقيقي. سيكون في اعادة دمج النجمين الكبيرين عمرو زكي وميدو في الفريق. إذا أرادا فعلاً ان يلعبا للزمالك. وإذا شعرا من البداية ان مهمة إعادة دمجهما في الفريق والاستفادة منهما استفادة حقيقية والاخلاص للزمالك.