من حق جماهير نادي الزمالك أن تسعد وتفرح بانجاز فريقها الكروي زمالك الأحلام بالتتويج بطلاً للكرة المصرية وأن تتعدد ليالي وأيام احتفالها بانجاز ناديها باستعادة درع بطولة الدوري العام بعد غياب دام 8 مواسم ملعوبة للمسابقة خلال 11 عاماً.. وكان من الطبيعي أن تبدأ الاحتفالات بالتتويج رسمياً بعد تعادل الأهلي المنافس التقليدي مع سموحة وأن تستمر عقب كل مباراة يخوضها زمالك الأحلام حتي يتسلم أبطال الزمالك الدرع في مباراة دجلة فيومياً تذهب الجماهير لمقر النادي بالمهندسين بشارع جامعة الدول العربية تحمل أعلام الزمالك البيضاء وتهتف وتغني وترقص وتردد الأهازيج والأغاني بنجوم الزمالك وأعضاء مجلس الإدارة برئاسة المستشار مرتضي منصور والجهاز الفني بقيادة البرتغالي فيريرا والمثير للدهشة أن هذا نهاراً رغم درجة الحرارة. وأعتقد أن السر وراء السعادة الغامرة التي تعيشها جماهير الزمالك ترجع الي أن فريقها حقق هذا الانجاز رغم الصعوبات والتحديات التي واجهته. ولعلنا نتفق أن مثل هذه التحديات كان يمكن أن تؤثر سلباً علي تماسك لاعبي الزمالك واستقرارهم وترابطهم فنياً وعدم الإصابة بحالة من التراجع والتراخي والزهق طيلة هذا الماراثون الطويل والشاق للمسابقة.. وأعتقد أن المستشار مرتضي منصور قائد قلعة الزمالك للبطولات وصانع عصرها الذهبي بما يتمتع به من كاريزما كان هو كلمة السر في الحفاظ علي عدم تفكك الفريق معنوياً وذهنياً والحفاظ علي حماس اللاعبين وتركيزهم وطموحهم وشحذ هممهم واستنفار طاقات بشخصيته القوية وخبراته الإدارية المتنوعة وقدرته العالية علي تحقيق الانضباط والالتزام والنظام لذلك شاهدنا الأداء العام لفريق الزمالك في تطور وتقدم مستمر رغم كل هذه المشاكل والصعوبات التي واجهته علي مدار الموسم.. ولذلك كان الطبيعي أن تعلن جماهير الزمالك وأعضاء مجلس الإدارة والعاملون بالنادي رفضهم للاستقالة التي تقدم بها المستشار مرتضي منصور فجأة عقب فوز فريقه علي الطلائع معلناً في أسبابها أنه تعرض لضغوط وظلم كبير من أجل استعادة الزمالك لهيبته والبطولات ومكانته اللائقة به كأحد قطبي الرياضة العربية والأفريقية العريقة وفي شجاعة أدبية لا تصدر إلا من يعرفون قدر أنفسهم تقدم الرجل باعتذار بكل من اصطدم به ووعد بعودة ممدوح عباس رئيس النادي السابق ورؤوف جاسر نائبه وقرر أن يطرح الثقة في نفسه ومجلس إدارته أمام الجمعية العمومية في اجتماعها الشهر القادم وأعتقد أن رفض ملايين الزملكاوية لاستقالة مرتضي منصور شكلاً وموضوعاً ترجع لقناعتهم أن هذا الرجل قام بثورة إدارية واقتصادية ورياضية وانشائية داخل النادي منذ توليه المسئولية وقام ببناء فريق زمالك الأحلام وقضي علي كل مظاهر التوتر والمشاكل والصراعات التي أدت لضياع البطولات وانهيار وتردي كل أنشطة النادي ويزيد من تمسك أعضاء الزمالك بالرجل لقناعتهم أن مرتضي منصور لديه رؤية واستراتيجية وأهداف محددة ولذلك كان النجاح حليفه واستطاع في عامه الأول أن يجعل من الزمالك مؤسسة تقف علي أقدام ثابتة تؤدي دورها في خدمة الرياضة وتربية النشء.