قدم فريق الأهلي ما يثبت أنه لا ينوي التفريط في اللقب الافريقي كبطل للبطولة الكونفدرالية وارتقي من الجولة الأولي صدارة المجموعة الاولي في دوري دور الثمانية بفوزه علي الترجي بثلاثية نظيفة منها هدفان أحرزهما المتألق عبدالله السعيد بمعدل هدف في كل شوط. اختتم مؤمن زكريا الثلاثية في الدقيقة 94 وقبل صافرة النهاية. رغم أن الأهلي لعب بعشرة لاعبين بعد دقائق من الشوط الثاني لطرد حسام عاشور إلا أن الفريق تفوق علي نفسه وقدم واحدة من أجمل مبارياته أما الترجي الذي طمع في المباراة من دقيقتها الأولي ففتح الملعب مما جعلها مباراة قوية ومثيرة خاصة في شوطها الثاني الذي شهد هدفين للأهلي وفرصاً بالجملة للفريقين علي المرميين. حصل المدير الفني للأهلي فتحي مبروك علي شهادة تقدير واحترام لقيادته الناجحة للمباراة التي تصب في رصيده أمام إدارة الأهلي التي مازالت تبحث سراً عن مدير فني أجنبي للفريق. بهذا الفوز اعتلي الأهلي صدارة المجموعة بفارق الاهداف عن النجم الساحلي التونسي الذي فاز علي الملعب المالي بهدف نظيف لكنه خسر جهود قائده حسام عاشور الذي حمل شارة القيادة مع بداية المباراة ثم خرج مطروداً بدون مبرر. يبدو أن هذه الشارة أصبحت لعنة علي من يرتديها بداية من غالي مروراً بمتعب وصولاً إلي عاشور. اختار فتحي مبروك التشكيل الذي ضم: أحمد عادل عبد المنعم في حراسة المرمي وباسم علي وسعد سمير ومحمد نجيب وصبري رحيل وحسام عاشور وحسام غالي وعبد الله السعيد وليد سليمان ومحمود حسن تريزيجيه وعمرو جمال. لعب جوزي انيجو الفرنسي المدير الفني للترجي والذي تولي المهمة الأسبوع الماضي بالتشكيل كالتالي. معز بن شريفية وسامح الدربالي وحاتم البجاوي ومحمد علي يعقوبي والعربي جابر وحسين الراقد وهاريسون أفول وسيم نغموشي وادريس المحيرصي وصامويل إيديوك وهيثم الجويني. ندية وحماسة مبكرة من الفريقين وظهر الفريق التونسي الكبير أنه تعلم من درس الصفاقسي أمام الزمالك فبادر بالضغط الهجومي علي الأهلي خاصة من النيجيري اودوك بينما الأهلي يلعب بعقلانية وعدم اندفاع وامتصاص لحمية البداية من الفريق التونسي الا ان تحركات لاعبيه اتسمت بالبطء بعض الشيء وكاد الترجي يقتنص هدف التقدم في الدقيقة السادسة ويقطع سعد سمير كرة عرضية خطيرة في الدقيقة العاشرة.. وحتي اللحظة لم تظهر أي خطورة لهجوم الأهلي إلا في الدقيقة 12 بعرضية من صبري رحيل لكنها انتهت تونسية. يظهر استحواذ الترجي حتي الدقيقة 15 ولم يظهر أي تفاعل بين الثلاثي الهجومي عمرو جمال مع عبدالله السعيد ووليد سليمان وتريزيجيه.. بينما اكتفي حسام غالي وحسام عاشور بالشق الدفاعي واللعب في مساحات محدودة جداً فلم تكن لهما أي مساهمة هجومية.. وفجأة تظهر الخطورة علي الحارس التونسي بن شريفية في الدقيقة 18 بضربة رأس من عمرو جمال ولكن في يد الحارس تماماً. بدون مناسبة وفي الدقيقة 20 يعبر عبد السعيد عن وجوده بهدف التقدم المفاجئ ويخطف كرة من مدافع الترجي ويلف بالكرة ويرسلها أرضية علي يمين بن شريفية مسجلا هدف التقدم للأهلي الذي جاء عكس سير المباراة. بعد دقيقتين فقط كاد السعيد يضيف الهدف الثاني له وللأهلي بلمسة سحرية وتسديدة قوية تحف بالعارضة إلي خارج الملعب ولولا سوء حظه في اللعبة لكان أروع أهدافه علي الاطلاق. كان لهدف التقدم للأهلي تأثيره الواضح علي حمية الفريقين للسيطرة علي المباراة وكاد النيجيري أدوك أن يدرك التعادل بكرة زاحفة علي يسار القائم الأيسر لمرمي أحمد عادل ثم عرضية خطيرة وتدخل من أدوك صامويل وينقذ الحارس أحمد عادل الموقف مرة أخري. لم يسكت الأهلي بل رد الهجمات التونسية بموجة هجمات حمراء كادت احداها تسفر عن هدف ثان للأهلي في الدقيقة 34 لولا الراية الخاطئة من مساعد الحكم الذي احتسب اللعبة تسللا. يرتبك دفاع الترجي بدون مناسبة ولكن لاعبي الأهلي لم يستغلوا الفرصة للضغط والبحث عن هدف التأمين قبل نهاية الشوط الأول. علي العكس دخل لاعبو الأهلي في عدة تمريرات استهلاكية غير مفيدة علي الاطلاق وتسببوا في نقل الكرة الي نصف ملعب الأهلي واللعب للخلف وليس للأمام. يحاول وليد سليمان استغلال مهاراته لنقل الضغط علي دفاع الترجي. في الدقيقة 43 هات وخد بين السعيد وسليمان ويسدد الأخير باتقان بجوار القائم الايمن تماماً وكان يمكن أن تكون هدفا جميلاً. تنتقل السيطرة للاهلي في الدقائق الخمس الأخيرة ويجرب رحيل حظه بتسديدة أي حاجة إلا أنه كان من أنشط اللاعبين في هذا الشوط. في الدقيقة الأخيرة يشوط وليد سليمان الأرض ويختم الشوط الأول متألما. يدفع الفرنسي باللاعب هيثم جويني لدعم الهجوم في فريق الترجي. بينما حرص مبروك علي استمرار تشكيل الأهلي للحفاظ علي استقرار الفريق حتي وليد الذي شاط الأرض قبل صافرة نهاية الشوط الأول وتمت معالجته ودخل مع زملائه في الشوط الثاني. بعد دقيقتين فقط من البداية وبليسنج من عمرو جمال تعلو العارضة وتضيع فرصة هدف ثان مبكر للأهلي. ثم فرصة أخري من تريزيجيه الذي مرر بدلاًَ من التسديد في المرمي فضاعت.. ويظهر خط دفاع الأهلي المكون من نجيب وسعد ورحيل وباسم علي ثابتا ويقظا أمام النشاط الهجومي للترجي والذي حاول بشدة علي ادراك هدف التعادل علي حساب التأمين الدفاعي مما فتح الطريق أمام هجوم الأهلي لشن موجات خطيرة علي مرمي بن شريفية لم تستغل. يتعرض عبدالله السعيد المتألق لدخول عنيف من النرموشي وضربة أخري ولكمة في الوجه اسقطته أرضاً ويبدو أنه أصبح مستهدفا من مدافعي الترجي للخلاص منه. يحاول حسام غالي أن يؤدي بشكل خاص علي حساب أمان فريقه ورغم أن له تمريرات ايجابية جدا ولكن له أيضاً فلسفات قاتلة. في لحظة تجلي من غالي يسند الكرة داخل منطقة جزاء الترجي ويمررها هادئة للخلف للمتقدم عبدالله السعيد ليرسل قذيفة في شباك بن شريفية محرزاً الهدف الثاني له والأهلي ليؤكد انه نجم المباراة الأول. في الدقيقة 16 يخرج تريزيجيه الذي لم يستعد حيويته ويلعب مؤمن سليمان لتطوير الهجوم وزيادة فاعليته ويحاول الترجي الصمود امام موجات هجوم الأهلي ولكن اصرار لاعبي الأحمر كان الأقوي ويطالب أدوك صامويل بضربة جزاء في الدقيقة 24 لتدخل سعد سمير ولن الحكم الكاميروني احتسبها ركنية كادت تكون هدفا تونسيا عندما سقطت من احمد عادل ولكن هيثم جويني يسدد الكرة في الأجساد ويجدها أحمد عادل في يده. في نفس اللحظة يتهور حسام عاشور بدون مناسبة ويضرب الجويني بالكوع ويلتقطه الحكم فيخرج له البطاقة الحمراء المباشرة ليلعب الأهلي بعشرة لاعبين من الدقيقة 25 مما اثر علي تماسك الأهلي والتأمين الدفاعي. تزداد خطورة لاعبي الترجي بعد خروج عاشور مطروداً ويدخل أدوك مرة أخري وينقض عليه سعد سمير لينقذ هدفا مؤكداً للترجي. كان لابد من استعادة التأمين مرة أخري فتم الدفع بمحمد رزق في وسط الملعب الدفاعي بجوار حسام غالي وخرج عمرو جمال في الدقيقة 35 وبعد ان بذل جهداً جيداً في أول مشاركة بعد العودة من مشوار الصليبي وازدادت سخونة المباراة رغم ان الأهلي أصبح بدون مهاجم صريح ورغم ذلك تلقي مؤمن تمريرة وانفراد في الدقيقة 34 إلا أن لياقته المتراجعة بعد الغياب الطويل لم تمكنه من اقتناص الكرة من حارس الترجي. بعدها ثلاثية من مؤمن ووليد وتسديدة جديدة من السعيد يمسكها شريفية علي مرتين. اجمالاً فقد اتسم هذا الشوط بالقوة والسرعة والرغبة الهجومية والسعي إلي التهديف فكانت الإثارة والمتعة هما العنوان الرئيسي للأداء من الفريقين ولكن تفوقت خبرة لاعبي الأهلي رغم النقص العددي كما كانت لهجماته المرتدة خطورتها الكبيرة التي لم تستثمر بأهداف أخري. يدرك مبروك هذه الاشكالية بان الفريق يفتقد رأس الحربة فأشرك في الدقائق الأخيرة المهاجم أحمد عبدالظاهر بدلاً من المجهد وليد سليمان علي أمل أن يخطف هدفاً ثالثاً أو ليعين مؤمن زكريا في سحب فريق الترجي لنصف ملعبه وتخفيف الضغط علي دفاع الأهلي. في الدقيقة 90 كاد يفعلها عبد الظاهر الذي تلقي بينية حلوة من مؤمن زكريا لكنه سدد في جسم الحارس. حملت اللحظة الأخيرة بسمة عريضة لجماهير الأهلي بالهدف الثالث من تمريرة البديل أحمد عبد الظاهر إلي البديل مؤمن سليمان داخل الصندوق ليسدد مباشرة علي يمين بن شريفية مسجلاً الهدف الثالث في الشوط الجميل والممتع والمثير.