عقب الصدمة الشديدة التي تلقاها الملايين من عشاق الساحرة المستديرة والمرتبطين بالعمل بها علي سطح المعمورة لإعادة انتخاب الثعلب السويسري سيب بلاتر رئيسا لدورة خامسة للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" قلعة الفساد الرياضي الأولي في العالم رغم الزلزال المدمر الذي ضرب اركان عرشها بقوة تدميرية بلغت "16" متهما حتي الآن من رجالاتها من كبار معاوني رأس الأفعي بلاتر لضلوعهم في ارتكاب جرائم رشاوي وغسيل أموال وابتزاز بعمليات التسويق والبث التليفزيوني وتسهيل اسناد تنظيم بطولات كأس العالم لدول بعينها عقب تلك المهزلة أكدت في مقالي السابق في العدد الاسبوعي ان دولة الشر الكروية في العالم لن تستمر رغم احتفاظ رئيس عصابة الفيفا بالمنصب استنادا الي انه من غير المعقول والمنطق ان يكون بلاتر هو الشريف أو الملاك الوحيد بدولة الفيفا وكل من حوله فاسدون كما أكدت ان التحقيقات التي بدأتها وزارتا العدل في كل من أمريكا وسويسرا بعد أن نجحتا معا في إزالة الستار عن أكبر فضيحة في تاريخ كرة القدم منذ عرفتها الانسانية كرياضة يمارسها اصحاب المواهب والمهارات ويتابعها الملايين من عشاقها أكدت ان تلك التحقيقات مع المتهمين بالدلائل والبراهين والقرائن اذا لم تطل بلاتر في بداياتها فإنها سوف تطاله حتما مع اكتمالها.. وهو ما حدث بالفعل فلم يمض سوي 96 ساعة فقط عليها وبعد أن قطعت هذه التحقيقات شوطا لا بأس به وتوالت اعترافات المتهمين مثل جاك وارنر بتقاضي رشاوي إلا وأعلن سيب بلاتر استقالته من منصبه حيث بدأت أصابع الاتهام تقترب منه وتشير اليه في محاولة منه للقفز من سفينة الفيفا الغارقة في بحر الفساد لانقاذ نفسه والافلات من العقوبات والضغوط الرهيبة التي تعرض لها من كل الهيئات والمنظمات العالمية الرياضية والسياسية مثل منظمة الشفافية الدولية والاتحادات الاوروبية المحلية وبمباركة بلاتيني اسطورة الكرة الفرنسية ورئيس الاتحاد الأوروبي والذين هددوا بمقاطعة المشاركة في مونديال روسيا 2018 وهو ما يعني هدم معبد الفيفا علي كل من فيه.. وتأكيدهم في تصريحات رسمية سياسية ورياضية بأنهم لن يتركوا زعيم عصابة الفيفا ينعم بتلك الدورة الجديدة. وبالفعل سقطت دولة الشر في العالم كما توقعت في مقالي ولكن أسرع مما كنت أتصور وأصبح سقوط بلاتر بمثابة بداية لعصر جديد للكرة العالمية تتمتع فيه بالشفافية والوضوح والعدالة وأري أن من أهم ملامح هذا العصر الجديد وباكورة انطلاقه هو اسدال الستار علي مهزلة مونديال 2022 بسحب تنظيمه من قطر كونه أحد جرائم عصابة الفيفا لعدم امتلاكها أي المقومات لاستضافته والتفوق علي كل من أمريكا واستراليا وكوريا الجنوبية بإمكانياتها الضخمة وطقس نموذجي بينما بلغت بجاحة بلاتر اتخاذ قرار بتنظيم هذا المونديال في الشتاء لانقاذ لاعبي العالم من نار جهنم القطرية.. وبعد ان اصبح بلاتر في "الباي باي" ومعه مونديال قطر فإن الصراع علي مونديال روسيا بسبب أزمتها مع اوكرانيا يذكرنا بموقف امريكا وحلفائها عندما انسحبوا من أولمبياد موسكو عام 1980 بسبب حرب روسيا علي أفغانستان انذاك. فإذا كان سحب مونديال 2022 من قطر أمرا بديهيا ومنطقيا بكل المعايير الجماهيرية والمناخية والتاريخ الكروي.. فإنني أري أن روسيا كدولة عظمي تمتلك كل المقومات التي تجعلها تستحق تنظيم المونديال .