من أغرب ما سمعت وشاهدت ناشطة كويتية اسمها سلوي المطيري تطرح علي شاشة احدي الفضائيات فكرتين الأولي: اباحة امتلاك الرجال للجواري.. الثانية: اتاحة الفرصة للسيدات والفتيات للبحث عن عرسان حلوين من أوروبا أو غيرها.. ومن مبرراتها لهاتين الفكرتين: ان الأزواج العرب يبحثون بشغف عن المتعة رغم أن لديهم زوجات وبدلا من اللجوء للسفر واللهو والتمتع بطرق غير مشروعة وسداً لباب الانحراف ومواجهة هذا النوع من الانفلات اللاأخلاقي لدي هذه النوعية من الرجال. أما مبرراتها بالنسبة للفكرة الثانية فتقول: إن الرجل العربي يعامل المرأة بصورة علي أنها مخلوق ادني منه وان لغة التعالي وأسلوب التخاطب بين الرجل وزوجته مما يجعل المرأة تكره وتمل هذا الأسلوب من التفاضل أما الرجل الغربي أو الأوروبي فانه يعامل المرأة كزوجة بأساليب راقية تقوم علي الاحترام المتبادل ويعتبرها كصديقة لزوج مسلم ويعتبرها متساوية له في الحقوق والواجبات. وهاتان الفكرتان.. ترفضهما قيم الإسلام الخالدة ففي مقدمة هذه المبادئ أن الدين الحنيف يحارب الرق ويرفض العبودية بأي شكل من الأشكال ويشجع بكل الوسائل التحرر من ذل هذه العادة السيئة.. وذلك عن طريق من حنث في يمين فإن الكفارة من بينها تحرير رقبة يقول الله في سورة المائدة "لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة" الآية 89 المائدة وكذلك في الزوج الذي ارتكب يمين الظهار كأن يقول لزوجته "أنت عليّ كظهر أمي" فكفارة هذا اليمين من بينها تحرير ترقبة ففي سورة المجادلة: "والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير" وكذلك من ارتكب جريمة قتل خطأ يقول الله سبحانه: "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة" وهلم جرا في كل المواقف يحارب الإسلام الرق وتحث مبادئه علي محاربة هذه العادة السيئة ويسعي بكل الوسائل للقضاء علي هذه العادة التي تأصلت في نفوس العرب منذ أزمنة بعيدة ولأن من قيم الدين الحنيف مواجهة تلك العادات السيئة بأساليب هادئة وبالترغيب في فعل هذه الخيرات وقد ثبت من الأبحاث العلمية والعملية أن طريقة الإسلام هي الأفضل لاقتلاع أي عادة سيئة تتنافي مع القيم والأعراف الانسانية. يتضح من كل ما سبق ان المبادئ الأساسية للدين الإسلامي ترفض الرق ويجعل الله الثواب العظيم لمن يعتق رقبة في سبيل الله ففي سورة البلد يقول الله: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة. فك رقبة أو اطعام في يوم ذي مسغبة" فهل بعد هذا التوجيه الإلهي نعود للوراء وننادي بعودة عصر الذل والعبودية فكيف تجاهلت هذه الأخت الكويتية كل هذه التعاليم الربانية التي تنادي بالتحرر من استعباد الانسان لأخيه الانسان. أما الفكرة التي تطالب بالبحث عن عريس أوروبي مسلم حليوة يقدر أنوثة بنات حواء ويعاملها كصديقة بلا شك انها أوهام ولا يساندها أي دليل مادي علي أرض الواقع فالمرأة الأوروبية تعاني من مشاكل كثيرة وتتمني أن تحظي بما تتمتع به المرأة العربية المسلمة من حقوق في ظلال القيم الإسلامية وحكاية ان الرجل الأوروبي يتعاون مع زوجته ويكفل لها الحنان والمودة أمر بعيد عن الحياة التي تعيشها المرأة الأوروبية لكننا دائما ننبهر بالغرب ونهتم بالظاهر فقط دون أن نتعمق في دراسة شئون الأسرة هناك فالتفكك هو السمة الغالبة لأن نظام الأسرة يعتمد علي ان الابن أو الابنة إذا بلغ سنا معينة لا سبيل لأحد بالسيطرة عليه ولو فرض ان رجلا مسلما أوروبيا يعيش في هذه الأوساط فإنه لا يستطيع أن ينفصل عن هذا النظام ولعل أفضل مشاهد أن بعض الإخوة العرب المسلمين الذين اضطرتهم الظروف للحياة في تلك البلاد فانهم يبادرون بارسال ابنائهم خاصة البنات إلي دولهم العربية والإسلامية لحمايتهم من الانحلال وعدم الالتزام بالقيم التي تدعم الروابط الأسرية وتحفظ للمجتمع تماسكه وتلك هي فضيلة العالم العربي الذي يحتفظ للعائلة بخصائصها العربية الإسلامية الأصيلة التي تحفظ للكبار مكانتهم وتحمي الصغار في ظلال الحديث النبوي الشريف "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا". كان الأجدر بالأخت العزيزة الناشطة الكويتية ان تطالب بالتمسك بالثوابت الإسلامية التي أرسي رسولنا الكريم دعائمها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام فقد صان الإسلام كرامة المرأة وجعل تقديرها والاهتمام بها بحيث تتوافر الحياة علي قدم المساواة مع الرجل. الحنان والمودة هي الطابع الإسلامي ومن المبادئ الأساسية التي تحيا فيها الزوجة مع الرجل تحت سقف واحد تحددت معالمها في ضوء الآية الكريمة بسورة الروم "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة..." فالأجدر بنا أن نبذل أقصي الجهد للعودة إلي ظلال تلك القيم ولعلنا لا ننسي أسلوب سيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في حنانه الانساني ومودته التي تعتبر قدوة لكل الرجال في كل العصور والأماكن.. فقد كان يداعب زوجاته ويحوطهن بالعناية والتقدير فهاهو - صلي الله عليه وسلم - يسابق السيدة عائشة ليس هذا فحسب وانما كان يحملها علي كتفيه الشريفين لكي تستمتع بسماع أغنية الأحباش وتركها فترة علي كتفيه وكلما يسألها هل انتهيت فتقول له: انتظر وبكل المودة ينتظر ولم يغضب أو يسعي لقطع رغبتها في سماع كلمات الأغاني ليس مع زوجته عائشة فقط وانما كذلك في حياته الزوجية بحيث كان قدوة ونموذجا لكل انسان مسلم والقرآن الكريم وفر للمرأة كامل حقوقها يقول ربنا: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون". الافضل ان نسعي لاحياء هذه القيم ونذكر الرجال قبل النساء بالالتزام بهذه الضوابط الإسلامية وان نبذل قصاري جهدنا لتربية الأجيال علي أساس هذه المبادئ ونغرس في نفوسهم منذ الصغر هذه المبادئ لكي ينشأوا في رحاب تلك التعاليم التي تنشر ألوية المحبة والمودة بين أبناء المجتمع وبذلك تستقيم الحياة بين الزوجين دون تفريط أو افراط في أي حق من الحقوق والواجبات اننا في أشد الحاجة هذه الأيام للالتزام بتلك المبادئ وتلك القيم التي تكفل للجميع حياة هانئة هادئة.. ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد. دعاء "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إنك أنت الوهاب. اللهم قنا شر الأشرار وشر الحاقدين والحاسدين ونجنا من السفهاء وقالة السواء وأصحاب النوايا السيئة. رب احفظنا من الذين يقولون ما لا يفعلون".