ما يحدث الآن في الشارع وما تشهده مصر في كافة أرجائها من فوضي وانفلات لا يمت للثورة بأي صلة.. بل هو صورة مشبوهة تسئ إلي دماء الشهداء وتضحيات شباب الثورة.. بل يسيء إلي مصر كلها. الكثير يدعي أنه ابن الثورة ويشارك في حراكها ويسعي لاقتناص مكاسبها.. وآخرون أكدوا أنهم كانوا ضد النظام السابق وابتعدوا لسوء قياداته.. واليوم يبحثون لأنفسهم عن دور جديد.. حتي البلطجية فرضوا سطوتهم بالقوة وبالسلاح وأشاعوا الفوضي في المجتمع والخوف في نفوس الناس مدعين أنهم من شباب الثورة.. ويندسون في التجمعات والتظاهرات لإحداث فوضي.. حتي أنهم وصلوا ميدان التحرير ونشروا الفوضي والعنف في أرجائه. أين شباب الثورة الحقيقيون من كل هذا.. لماذا تركوا ثورتهم يركبها عواجيز الفرح ويستغلها المنتفعون.. هل تصوروا أن دورهم انتهي مع تنحي الرئيس السابق وتركوا البلطجية والمنتفعين يسيئون لثورتهم البيضاء ويحطمون الصورة الجميلة التي رسموها بدمائهم ووعيهم.. هل هم أصحاب الثورة التي شارك فيها أبناء الوطن جميعاً أم أنهم كانوا مجرد أدوات في يد آخرين واعتكفوا في بيوتهم بعد أداء دورهم. لماذا كل هذه الفوضي.. وما المقصود منها خاصة أنها لا تأتي عفوياً.. بل هي منظمة ومخططة.. هل يراد بها الإساءة للثورة المصرية.. أم تعطيل العمل والإنتاج لدخول البلاد في أزمة اقتصادية تبدو بوادرها في الأفق.. أم الوصول بالبلاد إلي فوضي شاملة تعيق الحكومة عن أداء دورها في الإعداد للمرحلة القادمة وقيادة البلاد إلي بر الأمان. إذا كانت الثورة قد قامت للقضاء علي الفساد.. فإن ما نراه هذه الأيام هو فساد آخر يحتاج إلي إخلاص كل أبناء مصر وتكاتفهم لحماية الثورة بالعمل والالتزام.. وعلي شباب الثورة أن يؤدوا دورهم في التوعية بأهداف الثورة ودور العمل في بناء مستقبل مصر. ولابد للحكومة أن تثبت وجودها حتي يلجأ إليها أصحاب المظالم وأن تكون قادرة علي رد الحقوق لأصحابها.. ولإثبات أنها قادرة علي حماية الثورة والدفاع عن مصر وأبنائها.. وأن يتواجد رجل الشرطة في الشارع يؤدي رسالته بأمانة وإخلاص وفكر جديد.. ليردع البلطجي الذي تجرأ علي أبناء البلد واستباح أموالهم ودماءهم. مصر هذه الأيام أحوج ما تكون إلي جهد أبنائها وإخلاصهم لبناء مصر الحديثة.. ولن يتأتي ذلك إلا بتعاون الشعب مع الحكومة ومساندتها لاستكمال مسيرة البناء والإعداد لمصر المستقبل.