إذا كنت مليارديرا وتملك إحدي الشركات في مصر أو عددا منها فأرجو أن تأخذ درسا من ملياردير صيني في كيفية تعامله مع موظفيه. الملياردير الصيني هو "لي جين يون" وهو يملك شركة تسمي "تيانس" لصناعة مواد التجميل.. أعطي العاملين في الشركة وعددهم 6400 عامل إجازة من العمل.. واصطحب هذا العدد معه إلي مدينة "نيس" الواقعة جنوب شرقي فرنسا للاحتفال بعيد ميلاد الشركة العشرين. كم تتكلف مثل هذه الرحلة علي الملياردير الصيني؟! لو حسبنا الطائرات التي حملتهم من بلاد الصين إلي فرنسا لوجدنا أنه دفع قيمة 16 رحلة طيران ذهابا ومثلها في الإياب من بلاده البعيدة عن أوروبا بآلاف الاميال إلي مدينة "نيس" باعتبار أن كل طائرة سوف تحمل 400 موظف!! لم يقتصر الأمر علي زيارة مدينة نيس الجميلة في فرنسا.. بل صحبهم الملياردير لزيارة العاصمة باريس كما قال الموقع الالكتروني لصحيفة "اليوم السابع" حيث زاروا متحف "اللوفر" وبعض معالمها. وأعتقد ان متحف "اللوفر" في ذلك اليوم منع دخول الزائرين إليه طوال تواجد الصينيين به لأنه لا يستطيع أن يستوعب اكثر من هذا العدد إن لم يكن قد تم تقسيمهم علي دفعتين. كم تتكلف هذه الرحلة للإقامة لمدة أسبوع في بلد تعرف بأنها من أغلي بلاد العالم.. كم يتكلف ثمن الإقامة في الفنادق.. وثمن المأكل والمشرب.. وكل ما يتعلق برفاهية الرحلة؟ وبحسب فضائية "يورو نيوز" فقد شكل السائحون الصينيون لافتة بشرية عملاقة علي شارع واجهة البحر الشهير في مدينة "لابروموناد دي زونجلي" كتب عليها باللغة الانجليزية عبارة "حلم تيانس جميل في الساحل اللا زوردي". الملياردير الصيني كما قال الموقع الإلكتروني للصحيفة ترتيبه ضمن أثرياء العالم رقم 24 أي أنه ليس من العشرة أو العشرين الأوائل. وإنما هو يتوسط العشرة الثالثة.. أي أن هناك 23 ثريًا في العالم أغني منه. ماذا لو قارنا موقف الملياردير الصيني بمواقف بعض الأثرياء في مصر والذين فاقت ثرواتهم أكثر من مليار دولار.. بل ان الكثيرين منهم يعتبرون ضمن العشرة الأوائل ضمن الأغنياء علي مستوي العالم. الثري المصري يحب أن يكتنز الأموال ليضاعفها أضعافا مضاعفة.. بل إنه ربما لا يخرج عنها الزكاة ناهيك عن تهربه من الضرائب.. وفي تعامله مع موظفي شركته أو شركاته لا يرعي الله فيهم.. صحيح أنه ربما يعطي راتبا أكثر من الحكومة ولكنه يأخذ جهد الموظف ويستغله استغلالا يجعلك تؤمن بأنه يريد أن يمتص دمه. وفي شركات أصحاب المليارديرات في مصر يمكن أن تظن أن الأمور فيها تختلف عن الوظائف الحكومية.. ف "الكوسة" أيضا موجودة.. وربما يتم خلع موظف ناجح في عمله وأدي للشركة خدمات جليلة وجعلها مميزة عن غيرها ثم يفاجأ هذا الموظف بأن غيره احتل مكانه لأن أحد أقاربه من كبار القوم. وربما يكون تصرف الشركة معه مقصودا بمعني أنه كان يأخذ راتبا محترما وهو ما يزال في الثلاثينات من عمره.. ثم يجد نفسه بلا عمل فيضطر إلي مغادرة الشركة ليهرب الي الخارج حيث يجد الاحترام الواجب له بعيدا عن مصر.. وتكون الشركة قد تخلصت منه لتوفير راتبه الكبير وتعيين شاب جديد ليحصل معه مثل ما حصل مع سابقه!! الشركات الخاصة في مصر تفتقد قيم العمل الجميلة.. فهل تأخذ درسا من الملياردير الصيني؟ أعتقد أن الاجابة ستكون لا.. فكل همهم اكتناز الاموال لمضاعفتها لينطبق عليهم قول الله عز وجل "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم". صدق الله العظيم