أكد علماء الدين أن غطاء الرأس الإسلامي أو الحجاب واجب شرعا ومن ثوابت الدين التي يجب أن تلتزم بها المرأة المسلمة البالغة وذلك ردا علي الدعوات التي انطلقت مؤخرا علي مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت الكثير من اللغط تطالب فيها الفتيات بالقيام بمليونية لخلع الحجاب بميدان التحرير في الأسبوع الأول من شهر مايو بزعم تحريرهن من القيود التي فرضت عليهن نتيجة سيطرة الإخوان والوهابيين ومواجهة الفكر المتطرف علي حد زعمه. ناقشنا مع علماء الدين هذه الدعوة وتأثيرها علي المجتمع المسلم من خلال التحقيق التالي: حذر د. حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر من أن هذه الدعوة سوف تثير فتنة في المجتمع ويجب علي ولي الأمر فورا أن يتصدي لهذه الفتنة وهذه الأزمة ذلك أن هذا الشخص سيستطيع أن يجند عددا من الفتيات الساقطات ويرتدين الحجاب ويأتين إلي ميدان التحرير ويخلعنه لترفع هذه التمثيلية اسمه في العالم ومن ثم سيأتي شخص آخر في مرة قادة ويبحث عن الأضواء كما فعل سابقه ويدعو البنات إلي خلع الملابس بحثا عن الشهرة أكثر وسيجد من الفتيات الساقطات من يخلعن ملابسهن علنا في ميدان التحرير.. وإذا كان الأزهر الشريف قد وقف في وجه المتطرفين والقنوات المتطرفة سابقا فسيقف أيضا في وجه المتطرفين من الذين يدعون إلي السفور والتبرج والخروج علي العادات والتقاليد. يري أن إهمال مثل هؤلاء وعدم الرد عليهم من كبار العلماء أفضل من إعارتهم أي اهتمام حتي لا نحقق غرضهم في الظهور فهم يبحثون عن الأضواء بدخول الأزهر في هذه المشكلة.. في المقابل يمكن أن ينبري بعض صغار الدعاة بالرد علي هؤلاء الصغار حتي يكون الرد متناسبا ولكن لا يليق أبدا بكبار علماء الأزهر أن ينزلوا من عليائهم للحديث إلي أمثال هؤلاء. ثوابت الشرع أكد الداعية خالد الجندي عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية أن غطاء الرأس الإسلامي أو حجاب المرأة من ثوابت الدين التي ثبتت بالكتاب والسنة وأجمع عليها كافة أئمة المسلمين علي اختلاف مذاهبهم وبالتالي لا يجوز مناقشة ثوابت الشرع وتفنيدها وأن مليونية خلع الحجاب الغرض منها زعزعة إيمان الفتيات والسيدات في المجتمع خاصة من فئة الشباب وعلينا جميعا التصدي لمثل هذه الدعوات الهدامة. طالب التيار الحداثي والتنويري والفاشيست بترك المرأة في حالها والابتعاد عن النساء وبدلا من المطالبة بعمل مظاهرات لخلع الحجاب كان الأجدر أن تكون للتعليم والثقافة والبحث العلمي ولزيادة الإنتاج مشيرا إلي أنهم يمارسون الحريات الإنسانية بشكل أعوج فالحجاب من حرية المرأة التي يطالبون بها ولا يجوز إجبارها علي عدم الحجاب. عفة المرأة قال د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن تغطية شعر النساء واجب شرعي علي النساء البالغات وهذا ثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية مصداقا لقوله تعالي ¢وليضربن بخمرهن علي جيوبهن¢ واللام هنا للأمر.. كما ورد أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في ثياب رقاق فقال لها ¢يا أسماء. إذا بلغت المرأة المحيض. فلا يري منها إلا هذا وهذا¢ وأشار - صلي الله عليه وسلم - إلي وجهه وكفيه-.. وبالتالي فإن منع المرأة من الحجاب يعتبر جريمة نكراء ومخالفة صريحة للشريعة. أكد أن هذه الدعوة الهدف منها نشر الإباحية في المجتمع ومحاربة النظام الحالي وضمن المخطط الذي يهدف لتشويه الدين وهدم ثوابته في الفترة الأخيرة خاصة بعد دعوات حرق التراث وإلغائه وإهانة السلف الصالح وغيرها مما يستهدف الإسلام وثوابته لأنه من المعروف أن الحجاب عفة وكرامة ورفعة لمقام الفتاة والمرأة وليس كما يدعي هؤلاء بأنه يحط من قدرها بل يحميها ويصونها.. وعلي النساء عدم الانجرار وراء هذه الدعوات التي تغضب الله سبحانه وتعالي وتحث علي الفجور وعليهن التمسك بحجابهن ولبسهن الشرعي فهذا أفضل رد علي من يريد إثارة الفتنة في المجتمع. دعوة لتفتيت المجتمع الدكتورة عزة كُريم مستشارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تري أن هذه دعوة مسمومة لتفتيت المجتمع وإظهار الصراع داخله وتدعيم العنف والإرهاب لأن الحجاب لا يختلف عليه اثنان في أنه فريضة في الدين الإسلامي والقرآن.. وتتساءل أين دور الإعلام والسلطة والدولة؟.. كيف نقبل في دولة إسلامية أن تقام مليونية ضد الحجاب في الوقت الذي وافق فيه قاض في فرنسا علي أن تقف أمامه المرأة وهي ترتدي النقاب لأن هذه حرية شخصية !. أضافت: أنا لا ألوم من قام بها ولكن ألوم من سمح بها.. ولقد كانت هذه الدعوة نقطة ضعف سيئة جدا في الإعلام حيث لم يستحسنها الناس وتضايقوا منها وزادت من مساوئ الإعلام ومن نقد الناس له وأظهرت أنها كلها مسيسة وليست عملية إعلامية نظيفة كما يفترض.