يبدو أن هناك من يصر علي إشعال الحرائق بالوطن.. ولا أبالغ إذا قلت إنها مؤامرة خبيثة لإعاقة مصرنا الحبيبة عن التقدم والازدهار وعودة دورها الريادي والقيادي في المنطقة.. فمن حين لآخر يخرج علينا أشخاص أظنهم وإن بعض الظن إثم مدفوعون بقوة لإثارة القلاقل والمشاكل والفتن وإلهاء الشعب عن العمل والإنتاج والدخول به في آتون حرب كلامية مسفة لا طائل ولا جدوي من ورائها سوي إحداث انقسام وفوضي في الشارع وشغل الرأي العام بتوافه الأمور لصرف الأنظار عن المخاطر التي تحيق بالبلاد هنا وهناك.. وللأسف الشديد ساعد الإعلام خاصة المرئي ممثلاً في بعض القنوات الفضائية المملوكة لرجال أعمال في ذلك بشدة.. ناهيك عن بعض الآراء والمقالات في مختلف الصحف وكأنهم يريدون للنار أن تسري في الهشيم لتدمر الأخضر واليابس.. وإلا ما معني إصرار قناة "القاهرة والناس" علي بث برنامج المدعو إسلام البحيري.. أليس الأولي بها مساندة الدولة ببرامج هادفة في هذا التوقيت الصعب والحساس.. برامج تدعو المواطنين لمزيد من العمل والإنتاج.. برامج تكشف الإنجازات وتطرح حلولاً مثمرة وبناءة لكل أوجه الإخفاقات دون تهويل أو تهوين. لقد انكشف هذا "البحيري" وظهر قزمًا أمام العالمين الجليلين الدكتور أسامة الأزهري والشيخ علي الجفري ولم يقو علي رد الحجة بالحجة وظهر عصبيًا.. وليس أفضل مما قاله د. الأزهري من أن أطروحة إسلام بحيري مشروع مستنسخ من شبهات المستشرقين وما من فكرة ولا قضية قالها إلا وقد أثارها المستشرقون من قبل وهي الاجتزاء والقفز من مسألة إلي مسألة.. وأن هناك تشابها بين أطروحة البحيري وبين أطروحة سيد قطب.. فالأول ينادي بالتخلص من جهود العلماء علي مدي 1200 سنة الماضية والثاني في كتابه "الظلال" ألقي بتراث العلماء بأكمله وسماه تراثًا جاهليًا. المستفز أنه ما كدنا نفيق من هوس وتخاريف "البحيري" وطعنه في ثوابت الدين والتطاول علي كبار العلماء حتي يخرج علينا الكاتب شريف الشوباشي مهاجمًا الحجاب وداعيًا إلي مظاهرات في ميدان التحرير لخلعه وإلقائه علي الأرض.. وقد تشككت في بداية الأمر أنه قال بهذا ومنيت نفسي بأنه سيخرج ويعلن براءته واحترامه للحجاب الذي هو فريضة بنص القرآن والسنة.. ولكن خاب ظني!! ولا أعرف ماذا يقصد "الشوباشي" من دعوته.. هل يريد للنساء السير عاريات في شوارع المحروسة وكل المحافظات؟! كان الأولي به دعوة السيدات والفتيات إلي الفضيلة أو علي الأقل يصمت ولا يتحدث عن جهل في أمر الحجاب وفرضيته. يا سيد "شوباشي" هل الحرية من وجهة نظرك خلع الحجاب وخروج النسوة من "الهدوم"؟! ألا يكفي الشباب المسكين الذي يعاني من "اللحم الرخيص" الذي يشاهده علي الشاشات من خلال برامج الرقص والعري وما تفعله فيهم وحتي في المتزوجين الراقصات صافينار ودينا وشمس والمطربة والفنانة هيفاء؟! يا سيد شوباشي ألا يكفيك خلع الهدوم عيانًا جهارًا علي الفضائيات وفي الأفلام.. أتريده في الميادين والشوارع أيضًا؟! وأخيرًا: إن محاولات البعض إشعال النار في الوطن لن تفلح ومصيرها الفشل وصدق الله إذ يقول في كتابه العزيز "كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله".