ترتبط مصر بعلاقات قوية مع شقيقاتها العربيات. وهذه العلاقات لا تتأثر كثيرا بوجود "خلافات" في الرؤي حيال قضايا أو ملفات بعينها. وتؤمن الدول العربية كلها أن قوة مصر من قوتها واستقرار القاهرة وأمنها يعني استقرار المنطقة وأمنها. ومن ثم هناك توجه عربي قوي تبلور مؤخرا للوقوف إلي جانب مصر ودعمها حتي تسترد قوتها وعافيتها وتؤدي دورها المنوط بها في مساندة دول المنطقة في مسيرتها الرامية إلي القوة الاقتصادية والاستقرار السياسي. ولعل تصريح الرئيس التونسي الباجه قايد السبسي يترجم هذا التوجه. عندما أكد أن علاقة تونس بمصر تاريخية ومميزة. وأنه سعيد لأن مصر استرجعت دورها بالمنطقة. وهذه التصريحات وغيرها هي لسان حال العرب حكومات وشعوبا فالكل يدرك جيدا ضرورة وجود علاقات متميزة قائمة علي حسن الجوار وعدم جواز التدخل في شئون أي دولة. وأن الخلافات شيء مؤقت وعابر وسرعان ما تعود الأمور إلي نصابها الصحيح وأقوي من ذي قبل. لقد اتخذت دول عربية مواقف مناوئة لمصر عقب توقيع معاهدة كامب ديفيد أواخر السبعينيات. لكن لم تمض فترة طويلة حتي عادت الأوضاع إلي ما كانت عليه. وغدت العلاقات العربية المصرية أفضل حالا. لأن هذا هو الواقع والتاريخ والحضارة. لقد أكدت القمة العربية ال 26 أنه لا مستقبل للمنطقة ولا تقدم وازدهار إلا بالتعاون والتكاتف ونبذ الخلافات وأن العرب ومصر وجهان لعملة واحدة وإذا أراد الوطن العربي الانطلاق صوب التنمية والنهضة فعليه أن ينصهر في بوتقة واحدة من التكامل والتضامن والتعاون. خصوصا وأن مقومات ذلك متواجدة. نتمني أن تشهد الفترة المقبلة تعاونا أفضل بين مصر وبقية الدول العربية وأن نطوي أي خلاف ونتفرغ للمخاطر التي تواجه الجميع وتهدد الكل لا كيانا بمفرده. وأن نتعلم من دروس التاريخ ونأخذ المبادأة في وجود إجماع وموقف عربي متطابق لتفويت الفرصة علي الراغبين في جر المنطقة إلي صراعات مسلحة وفوضي تدمر الأخضر واليابس.