اهتمت وسائل الإعلام العالمية والعربية بتوقيع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم. ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن المراقبين والمحللين يولون أهمية كبري إلي كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي المرتقبة أمام البرلمان الأثيوبي بعد توقيعه علي اتفاق إعلان المبادئ الأساسية لسد النهضة بحضور عربي وأفريقي لافت. أشارت الصحيفة إلي أن الرئيس السيسي وبعد فترة وجيزة من وصوله إلي سدة الحكم وبجهد دؤوب وحكمة عالية في تجاوز أزمة سد النهضة المثارة منذ سنوات بما لا يلحق الضرر بمصالح أي من الدول الثلاث ويحفظ لها استمرارية العلاقات الودية مع أفريقيا. لفتت الصحيفة الأنظار إلي أن قضية سد النهضة من القضايا المصرية التي انشغل بها الرأي العام المصري في الآونة الأخيرة في ضوء أنها تتعلق بمياه النيل وهو شريان الحياة للمصريين ومع توقيع اتفاق إعلان المبادئ أخذت القضية منحي جديداً نحو الانفراج. أكدت صحيفة "سو دويتش تسايتونج" الألمانية أن إعلان المبادئ يؤكد في مضمونه عدم المساس بالاتفاقيات التاريخية الخاصة بمياه النيل ويتضمن 10 بنود أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار العابرة للحدود وتناول الاتفاق تلك المبادئ من منظور علاقتها بسد النهضة وتأثيراته المحتملة علي دولتي الممر والمصب. وتشمل تلك البنود مبادئ تتعلق بالتعاون والتنمية والتكامل الاقتصادي والتعهد بعدم احداث ضرر ذي شأن لأي دولة والاستخدام المنصف والعادل للمياه والتعاون في عملية الملء الأول لخزان السد وتشغيله السنوي وبناء الثقة وتبادل المعلومات والبيانات وأمان السد واحترام السيادة ووحدة أراضي الدولة والحل السلمي لما قد ينشأ من نزاعات. أما ليبراسيون الفرنسية فأشارت إلي بأن الاتفاق يتضمن للمرة الأولي آلية لتسوية النزاعات بين مصر وأثيوبيا من بينها التشاور والتفاوض والوساطة والتوفيق وكلها أدوات نص عليها القانون الدولي لتسوية أي خلافات قد تطرأ حول تفسير أو تطبيق بعض نصوص الاتفاق. وأبرزت الصحيفة كلمة السيسي قبل التوقيع التي جاء فيها إن "سد النهضة يعد للأثيوبيين باعثا للتنمية. بينما يمثل للمصريين هاجساً ومبعثاً للقلق". وأضاف "توصلنا من خلال الحوار لنقطة البداية علي طريق الأمل نحو مستقبل يحقق الفائدة للجميع" وشدد علي ان القيمة الحقيقية لإعلان المبادئ تكمن في استكمال التفاهم حتي الاتفاق علي قواعد ملء السد وتشغيله بأسلوب يضمن حق اثيوبيا في التقدم دون الاضرار بمصر والسودان. وجاءت صحيفة فلادلفيا انكوايرر الأمريكية لتبرز وصف الرئيس السوداني عمر البسير وثيقة مبادئ شد النهضة بين مصر والسودان وأثيوبيا بالوثيقة التاريخية للتعاون بين الدول الثلاث لتحقيق الأمن والاستقرار في إقليم دول حوض النيل وأبرزت قوله إن التعاون بين دول حوض النيل أمر أساسي لإقامة جسر الترابط والتواصل بينهم وأن المصالح الوطنية يجب ألا تأتي خصماً للمصالح التاريخية وأبرزت الصحيفة الأمريكية تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي بأن سد النهضة مشروع للتنمية لكل دول حوض النيل ولن يؤثر علي الشعب المصري وأبرزت أيضاً أن توقيع إعلان المبادئ "خطوة جديدة سنبني عليها اتفاقياتنا المستقبلية" مشيراً إلي أن توقيع أثيوبيا يؤكد استعدادها للتعاون مع مصر والسودان. كما تناولت الفضائيات العربية فقرات مطولة من كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الأثيوبي ديسالين وأبرزت هذا الحدث في صدر نشراتها وتغطياتها الاخبارية. اعتبرت فناة "الغد العربي"- في سياق تقرير اخباري- أن وثيقة إعلان المبادي سد النهضة هي بمثابة البداية لحل الخلافات والانطلاق نحو تحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث ولفتت إلي ما تضمنته الوثيقة من التأكيد علي عدم المساس بالاتفاقيات الدولة الخاصة بمياه نهر النيل. أوضحت أن المبادئ العشر تضمنت بنوداً مهمة من بينها ضمان ألا يضر سد النهضة بمصالح وحقوق السودان أو مصر والاستخدام المنصف والعادل لمياه النيل وبناء الثقة بين الدول الثلاث فضلاً عن حل النزاعات سلمياً. من جانبها تناولت شبكة "سكاي نيوز عربية" الحدث مشيرة إلي أن الرئيس السوداني عمر البشير المقبل علي عملية انتخابية كان يهمه أن يتم تتويج هذا اللقاء بتوقيع ثلاثي علي مبادئ سد النهضة ومن ثم قام بتوفير الأجواء المناسبة سواء من الناحية اللوجستية أو من الناحية الإجرائية حتي تنتهي هذه المباحثات بمشهد توقيع الدول الثلاث علي وثيقة إعلان المبادئ. قالت إن رئيس الوزراء الأثيوبي ديسالين كان حريصاً علي تقديم ما سمته ب "خطاب دبلوماسي". أكد أن سد النهضة يستهدف تحقيق التنمية المستدامة في أثيوبيا وأنه لن يضر بمصالح مصر أو السودان في الاستفادة من مياه النيل. ووصف كلمة الرئيس السيسي بأنها جاءت متوازنة ما بين تفاؤل بتوقيع الاتفاق باعتباره خطوة أولي ومخاوف من أن يؤثر السد علي حصة مصر المائية. أوضحت أن الرئيس السيسي أشار إلي أن هذا الإعلان هو خطوة أولي يحتاج إلي مزيد من التعاون من أجل إنجاز نقاط ثلاث في غاية الأهمية وهي المتعلقة بالدراسات الفنية الخاصة بأمانة وسلامة سد النهضة والسعة التخزينية وسنوات ملء الخزان واستمرار التعاون فيما يتعلق بتحقيق التنمية المستدامة.