بستة أهداف مقابل هدف واحد انتهت نزهة فريق الأهلي أمام ضيفه طهطا في دور ال 32 لمسابقة كأس مصر ليصعد الفريق الأحمر بجدارة إلي دور الستة عشر معلنا عن تحديه من البداية للجميع. لم يجد فريق الأهلي أدني صعوبة في تحقيق هذا الفوز الكبير في مباراة كانت بمثابة نزهة كروية سهلة وممتعة وتقسيمة الأحمر في المران اليومي أصعب منها بكثير. ولا يمكن توجيه النقد أو اللوم لأبناء الصعيد بعد أن داس عليهم الأهلي في الكأس فهذه هي امكانياتهم وقدراتهم الفعلية فالفارق كبير جدا مهارياً وبدنيا وخططيا ايضا ولا وجه للمقارنة بين الفريقين علي الاطلاق لأن المقارنة ستكون ظالمة لفريق طهطا بالفعل. ورغم غياب أكثر من لاعب عن فريق الأهلي الا ان هذه الغيابات لم تكن مؤثرة علي الاطلاق وفي مقدمتهم اللاعب محمود حسن تريزيجيه ورقة الأهلي الرابحة هذا الموسم حتي الآن بسبب تواجده مع المنتخب الاوليمبي. وحقق المدير الفني الاسباني لفريق الأهلي جاريدو اكثر من استفادة أخري بعيدا عن الفوز الذي كان مضمونا حيث دفع بالحارس شريف إكرامي في أول ظهور له بعد الشفاء من الاصابة. ورغم انه لم يختبر علي الاطلاق إلا نزوله لأرض الملعب وتواجده مع الفريق في مباراة رسمية يمثل دفعة قوية للاعب للمشاركة في المباريات المؤجلة من الدوري الممتاز. وعاد للظهور اساسيا من البداية أكثر من لاعب آخر مثل شريف عبدالفضيل الذي يجهزه جاريدو للقمة للعب بدلا من سعد سمير المصاب وعبدالله السعيد الذي ظهر اكثر تركيزا والظهير الايسر صبري رحيل الذي عاد للصورة مجددا باعتباره البديل الوحيد للاعب الاساسي في هذا المكان حسين السيد. ومنح جاريدو الفرصة للاعب الصاعد أحمد بيكهام في خط الوسط وأعاد المدافع لؤي وائل للظهور من جديد. أما فريق طهطا فقد واجه الأهلي علي قدر امكانياته ولم يكن متوقعا ان يظهر بصورة افضل من التي ظهر عليها فهو أساساً يعاني بمجموعته في دوري المظاليم ويحتل الترتيب التاسع من بين 13 فريقا. حفل الشوط الأول للمباراة بخمسة أهداف أربعة منها للأهلي وواحد للفريق الضيف بجانب حالة طرد واحدة كانت من نصيب لاعب طهطا محمد حبيش الذي انطبق عليه المثل القائل ان المصائب لا تأتي فرادي ابدا. واحتاج الاهلي 24 دقيقة كاملة لافتتاح مهرجان الاهداف وقبلها لم تكن هناك فرص محققة للتهديف باستثناء محاولتين الأولي لفريق طهطا بضربة رأس عن طريق اللاعب حسام الزين كان لها العائد بعد الشفاء من الاصابة الحارس شريف إكرامي بينما الثانية تسديدة من وليد سليمان مرت بجوار القائم. ولكن في الدقيقة 24 افتتح اللاعب وليد سليمان مهرجان اهداف الشوط الاول بعد تمريرة بينية من اللاعب محمد رزق الذي أجاد في الشوط الاول بصورة ملحوظة تماما. ولم تمر سوي دقيقتين فقط حتي تمكن عبدالله السعيد من وضع بصمته بإحراز الهدف الثانية بضربة رأس من عرضية صبري رحيل العائد بعد رضا المدير الفني جاريدو عنه. بعد الهدف الثاني حسمت المباراة لصالح الأهلي بشكل واضح وظهرت الفوارق وامكانيات وقدرات لاعبي الفريقين تماما وتحول مسار اللعب إلي هجوم مستمر من الاهلي يقابله دفاع دائم من ابناء الصعيد الذين وضح مدي تواضع مستوي تنفيذ الخطة الدفاعية للتعامل كما يجب مع الهجمات الاهلوية. واصل الاهلي الذي انفتحت شهية لاعبيه لإحراز الاهداف الضغط بحثا عن زيادة حصيلته لاسيما ان كل الطرق مفتوحة لهز الشباك ونجح محمد نجيب بالفعل في اضافة الهدف الثالث بضربة رأس من عرضية عبدالله السعيد التي وصلت الي محمد هاني الذي حولها مباشرة الي الست ياردات لتجد المتابع محمد نجيب يضعها في المرمي. بعدها مباشرة يتعرض لاعب طهطا محمد حبيش للطرد بعد حصوله علي البطاقة الصفراء الثانية ليكمل الفريق الصعيدي المباراة بعشرة لاعبين ولسان حال لاعبيه يقول ثلاثة أهداف سكنت شباكهم وهم مكتملون فماذا سيحدث والعدد تناقص؟!. وبالفعل يسجل اسلام رشدي المجتهد الصامت الهدف الرابع من ضربة رأس ايضا بعد تلقيه عرضية من اللاعب محمد رزق الذي يثبت اقدامه مع الاهلي من مباراة إلي أخري. وعلي عكس المتوقع ينجح فريق طهطا الحاضر الغائب في المباراة في إحراز هدف مفاجيء عن طريق اللاعب ياسر رأفت ليسجل اسمه في تاريخ ناديه طهطا بأنه نجح في هز شباك الأهلي وينتهي الشوط الأول برباعية للأهلي. مع بداية الشوط الثاني كان المتوقع المزيد من الأهداف للأهلي وهو الأمر الطبيعي وبالفعل تبادل لاعبو الأهلي عماد متعب واسلام رشدي وعبدالله السعيد ومحمد رزق في إهدار فرص محققة للتهديف خاصة متعب الذي كان يبحث عن احراز هدفه المائة مع الأهلي. وحرم القائم عماد متعب من الهدف المائة بعدما تصدي لضربة رأس خاطفة لعبها باقتدار لم يرها الحارس أحمد عبدالراضي سوي عندما اصطدمت بالقائم وارتدت مرة أخري. استمرت محاولات متعب بحثا عن الهدف المائة خاصة انه لا توجد فرصة انسب من هذه المباراة السهلة وبالفعل حصل علي ضربة جزاء بعدما تعرض للعرقلة من جانب الحارس أحمد عبدالراضي. لكن متعب رفض الهدية بعدما وضع الكرة في الزاوية اليمني للحارس الذي تصدي لها بنجاح وأنقذ فريقه من هدف أكيد ويندب متعب حظه علي استمرار توقفه عند 99 هدفا فقط. لم يمر سوي دقيقة واحدة حتي حصل الأهلي علي ضربة جزاء ثانية من الحكم الذي لم يرحم ضعف فريق طهطا وخسارته بأربعة أهداف وذلك بعدما تعرض أحمد عبدالظاهر الذي نزل بديلا لوليد سليمان والذي تمت عرقلته داخل منطقة الجزاء. وبعدما كان عبدالله السعيد في طريقه لتسديد الكرة تراجع ومنحها إلي زميله عماد متعب الذي نجح في تسديدها هذه المرة ووضعها في الشباك رغم انه لعبها في نفس الزاوية وتحرك ناحيتها عبدالراضي لكن الكرة كانت اسرع وأقوي وأعلي ليسجل متعب الهدف الخامس للفريق والمائة في سجله الشخصي ليسجل اسمه ضمن نادي المائة بالقلعة الحمراء. لم يكتف متعب بالهدف المائة والخامس للفريق ونجح في اضافة الهدف الاول بعد المائة له والسادس له بعد أقل من دقيقتين بعدما حول تسديدة اسلام رشدي برأسه إلي الشباك. هدأ ايقاع أداء فريق الاهلي بعد الهدف السادس واتجه الاسباني جاريدو لراحة لاعبيه الاساسيين بعد سحب حسام عاشور ومحمد نجيب ونزول الصاعد أحمد بيكهام ولؤي وائل ورغم حالة الهدوء الا ان خطورة الاهلي ظلت قائمة في ظل استمرار التراجع الدائم للاعبي طهطا للخلف بدون أي وعي تكتيكي علي الاطلاق ولكن لم تسفر المحاولات الجديدة عن هز الشباك ليكتفي الاهلاوية بالسداسية.