الجو العام في مصر يقتضي منا جميعا أن نطوي خلافاتنا جانبا.. سواء أكانت خلافات سياسية أو عقائدية أو ايديولوجية أو غيرها.. لكن الخلاف الأهم في هذا الوقت الذي نعيشه. وفي ظل مقاومة الارهاب الذي يحاول بشتي الطرق زعزعة الأمن في مصر هو الخلاف الرياضي. وأقول لك: لماذا الخلاف الرياضي؟! لأن الخلافات الأخري يمكن التفاهم حولها. وحتي إذا لم يمكن ذلك سيظل خلافا حول المبادئ والرؤي. ولا يمكن أن يتحول الي أبعد من ذلك. أما الخلافات الرياضية فإن الاندية الكبيرة الشعبية لها مشجعون "الألتراس".. ونحن نعلم جميعا كيف تحول هذا "الألتراس" إلي العنف في الفترة الاخيرة. وربما يكون قد اندس بين هؤلاء. وأولئك نفر له اتجاهات غير سوية فيحدث التشابك وخاصة بين مشجعي أكبر ناديين شعبيين في مصر وهما الزمالك والأهلي.. وعند ذلك لا ندري إلي أي مدي يمكن أن تصل النتائج. والمبادرة التي قام بها محمد عبدالوهاب عضو مجلس إدارة النادي الأهلي وجلوسه مع المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك بحضور السيناريست مدحت العدل لفض الخلاف بين الأهلي والزمالك بخصوص توقيع مؤمن زكريا للناديين في وقت واحد. وقيام لاعبين من الزمالك هما خالد قمر ومعروف يوسف بنفس العمل.. أقول ان هذه المبادرة تحسب لمحمد عبدالوهاب ولا تحسب عليه لحرصه علي أن يسود الجو العام بين الناديين حالة أمن وسلام. ومن هنا.. كان الواجب علي المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي ألا يبدي امتعاضا من قيام عبدالوهاب بهذه الخطوة. ثم يتوجه باللوم له بدلا من ان يشكره لأن مسعي عبدالوهاب أتي بثماره وأبدي المستشار مرتضي منصور حسن نيته واستجاب لهذا العمل الايجابي وقرر بالفعل تقديم طلب لسحب شكواه ضد اللاعب مؤمن زكريا. علي الجانب المقابل لم يقابل المهندس محمود طاهر هذه التحية بمثلها.. بل قال ان كرامة وتقاليد الأهلي تمنعه عن التنازل عن شكوي لاعبي الزمالك حتي ولو سحب الأخير شكواه ضد مؤمن فسوف تظل شكوي الأهلي قائمة. وهنا رد محمد عبدالوهاب قائلا: انه لا يوجد لاعب في مصر يمكنه ان يوقع بين قطبي الكرة المصرية الاهلي والزمالك. مشيرا الي احترامه لكيان القلعة البيضاء. وقال ان هناك قلة مندسة تسعي لعرقلة الكرة المصرية من خلال اثارة الفتن في هذا الأمر. وذلك ينطبق ايضا علي مباراة الأهلي والمصري التي ستقام غدا. في نفس الوقت طالب مدحت العدل بمعاقبة أي لاعب يثبت توقيعه لناديين في وقت واحد بايقافه عاما كاملا حتي يكون عبرة لغيره. وأوضح العدل أن هذا الطلب يأتي لعدم اثارة الفتنة بين قطبي الكرة المصرية الاهلي والزمالك. وكان العدل هو الذي تولي مبادرة الصلح بين الناديين علي خلفية أزمة مؤمن زكريا وبحضور المستشار مرتضي منصور ومحمد عبدالوهاب الا انها لم تكلل بالنجاح. وقال العدل انه حاول تخفيف حالة الاحتقان بين القطبين في الفترة الاخيرة مؤكدا انه اصطحب محمد عبدالوهاب الي منزل رئيس الزمالك.. وقد رحب عبدالوهاب بالمبادرة مؤكدا ان القطبين اكبر من أي لاعب.. لكنه بعد الاتفاق فوجيء بعدم حضور عبدالوهاب إلي اتحاد الكرة طبقا للاتفاق معه. وقال العدل ان المهندس محمود طاهر رفض المبادرة.. مؤكدا أي العدل انه لا يوجد أي مبرر لرفضها!! ونحن من جانبنا كنا نتوقع ان يكون المهندس طاهر أفضل من سابقيه وان يشيع جو المحبة والروح الرياضية علي اللعبة الاكثر شيوعا في العالم ويحافظ عليها بين الناديين الكبيرين!!